ملف التشيع في الأردن

تم نشره الثلاثاء 21st أيلول / سبتمبر 2010 04:15 صباحاً
ملف التشيع في الأردن
ماهر أبو طير

يغضب قراء عرب فيبرقون لاعنين اياي لاني هاجمت في مقالة الجمعة "ياسر الحبيب" الشيعي الكويتي الهارب الى لندن الباردة والكئيبة ايضاً.

الحبيب اتهم امهات المؤمنين ، عائشة وحفصة ، بتسميم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعد ان مس عرض زوجة الرسول ، وطعن فيه بطعنات الزنا ، وصل الى الدرجة التي اتهم فيها ابا بكر وعمر بأنهما وُلدا من زواج محرم بين آباء وعمات.

فوق ذلك اتهم عمر بن الخطاب بأنه كان لوطياً والعياذ بالله ، وانه كان يرفع صوته على الرسول ويشده من ثوبه ، وانه حاول قتله في معركة بدر،.

مع هذا يقول ان ابا بكر وعمر شاركا بتسميم الرسول وقتله ، ويقول كل هذا بذريعة حب آل البيت وسيدنا علي وسيدنا الحسين ، وكأننا نحن نعادي آل البيت او سيدنا علي او سيدنا الحسين.

القصة لا تنحصر للاسف بياسر الحبيب ، والقارئ لكتب كثيرة ، يرى انها تلعن ابا بكر وعمر ، والمتصفح لمواقع الكترونية مذهبية كثيرة ، يجد ذات القصص وإنْ بدرجات اقل حدة في حالات كثيرة.

القصة التي اريد ان اقولها ان المذهب ليس اهم من الله ، وان المذهب ليس اهم من الدين ومن شرف الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعرضه ، وتقديم الرسول بهكذا صورة تكاد تقول انه حاشا لله ، جاهل غافل.

ذات الصورة تقول: الرسول لا يعرف ان من حوله قتلة وشاذين وابناء سفاح ، وفيها اهانة شديدة لكل المسلمين ، وفيها اعتداء على مقام الرسول المؤيد من رب العالمين.

كثرة لا تريد ان تفهم. المسلمون السنة ليسوا ملائكة. لكنهم في ذات الوقت لا يعتدون على رسول الله وشرفه وعرضه وصحابته ، بمن فيهم آل البيت الذين لو رد الله لهم ارواحهم لتمعَّرت وجوههم غضباً مما نحن فيه.

قارئ من مغتربه الصحراوي يسألني: اين وصلتم في الاردن بشأن حالات التشيع وتزايدها ، والسؤال غريب ، وربما بني على معلومة قديمة.

في الاردن لم ينجح التشيع في التمّدد. حقق حالات اختراق على مستويات معينة لدى بعض المتعلمين والاكاديميين في بعض المحافظات ، خارج عمان.

مع ما سبق بعض المتأثرين بانجازات حزب الله في لبنان في بعض المخيمات ايضاً ، ولاسباب جذرها عاطفي.

ايضا هناك توزيع قليل لكتب مجانية ومنسوخة ، ومكتبات تهرًّب كتباً من بيروت والشام ، وتخزنها سراً في مستودعاتها للتجارة ، ولا تبيعها الا لمن تثق به.

ثم بعض المتطوعين يسعون في الارض لنشر المذهب وسط ترقب السلطات الرسمية ، التي من الضرورة مساندتها بعدم السكوت على اي محاولات في هذا الصدد ، لان السكوت تواطؤ ضد الدين والامة.

هذه الموجة شملت العشرات لكنها عادت وانحصرت ، لان هذا بلد سني ويجب ان يبقى سنياً ، دون كراهة لاحد آخر ، واذا كان التشيع الديني تراجعا ، فان التشيع السياسي تقهقر بشدة.

تقهقر لاننا نرى ماذا يحدث في كل مكان من الكويت والبحرين ولبنان وفلسطين والسعودية واليمن ، وكل دولة يثار فيها هذا الملف.

لم يكن السني العربي يوماً ولا الشيعي العربي عدوين لبعضهما ، خصوصاً ، حينما كان شيعة العرب في العراق ولبنان ، عرباً قبل اي شيء اخر ، وهناك علاقات اجتماعية ونسب ودم ، وتاريخ.

غير ان دخول ايران على ملف العراق ، والدمار الذي لحق بهذا البلد العربي العزيز ، والقتل والتخريب والتفتيت ، ومحاولة تصدير ذات الانموذج الى دول اخرى ، مثل البحرين والكويت ولبنان واليمن ، امر مرعب بحق.

ما هو مؤسف ان الاخوة من الشيعة العرب صدَّقوا ان وضع بيضهم في سلة ايران ، سيؤدي الى نتيجة.

الكارثة كانت في عادة انتاج التشيع العربي وخلعه سياسياً من حضن "شاميته" نحو "فارسيته" وصبغه برؤية عدائية تم انتاجها في دول اقليمية ، ومنذ ذلك اليوم ، تتولد المشاكل في كل بلد عربي ، على يد اخوتنا العرب ممن ينتمون للمذهب الشيعي ، بعد ان تركوا الولاء القومي والوطني ، من اجل الولاء للمرجعيات.

الاردن يسعى كثيرون لخلخلة معادلاته الداخلية من دعوات التشيع الى التبشير بالقاديانية ، الى غير ذلك من دعوات خارجة عن الدين كعبدة الشيطان ، وصولا الى المال الاجنبي ومتموليه الذين يريدون تغيير المعادلة الاجتماعية والسياسية والاعلامية.

واجبنا نحن ليس الانغلاق في وجه الدنيا. واجبنا من جهة اخرى ان نحافظ على استقرار البلد ووحدته ودينه ، دون تعصب او عداء لاحد ، فمن جهة اخرى لا احد مع دعوات التكفير والكراهية والعنف والنحر على اساس المذهب او اي اساس اخر.

كل القصة ان من يقتنع بأن ما يقوله ياسر الحبيب او غيره ، بذات الدرجة او اقل درجة ، علناً او سراً ، يخالف عقيدة الاسلام ويخالف شروط الايمان ، ومن يريد ان يبقى على هذه الضلالات فهنيئا له ، غير ان ليس من حق احد مد هذه الضلالات الينا هنا.

يطعن بعضهم في عرض الرسول ثم يتباكى ويذرف الدموع الحارة حباً برسول الله.. فأي كذب هذا يباع علينا؟.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات