عن الشهيد «مازن فقهاء» ودوافع اغتياله والرد

تم نشره الأربعاء 29 آذار / مارس 2017 12:42 صباحاً
عن الشهيد «مازن فقهاء» ودوافع اغتياله والرد
ياسر الزعاترة

تليق الشهادة بمازن فقهاء، وإذا لم تكن الشهادة لأمثاله، فلمن تكون؟ سيرة رائعة في ميدان البطولة والمقاومة. قبل يوم من تاريخ ميلاده الـ38 ارتقى إلى العلى شهيدا برصاصات كاتم صوت غادرة في الرأس.

منذ مطلع شبابه، وهو يطارد العدو، والعدو يطارده. سنوات من المقاومة، من ضمنها اعتقالات في سجون السلطة التابعة، ومشاركة في عمليات بطولية، وصولا إلى الأسر، فالحكم بتسعة مؤبدات، وحتى التحرر في صفقة “شاليط”.

أبعد إلى غزة مع المحررين، لكنه أيضا لم يترك ميدان المقاومة، وهنا تحديدا يتكشف السر الكامن راء اغتياله، فالأمر لا يتعلق بدور في قطاع غزة، بل يتعلق بدور في الضفة الغربية.

المحلل الصهيوني المقرب من الدوائر الأمنية “آفي سخاروف”، كشف الأمر على نحو واضح تماما، بالحديث عن الدور الذي كان يقوم به مازن ورفاقه المحررون من الضفة في تفعيل المقاومة في الضفة الغربية، عبر قسم أنشئ لهذا الهدف.

يقول سخاروف: “تألف القسم من أعضاء الجناح العسكري من الضفة الغربية سابقا، والذين تم ترحيلهم إلى غزة ضمن صفقة شاليط. مهمتهم كانت تعزيز البنى التحتية في الضفة الغربية، بما في ذلك من خلال هجمات ضد إسرائيليين، وتضمن ذلك إرسال أموال وتعليمات لخلايا حماس في الخليل وطولكرم وقلقيلية وأماكن أخرى في محاولة لتصعيد العنف وفرض جولات جديدة من المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية”.

ويضيف سخاروف: “كل منطقة في الضفة الغربية أشرف عليها قائد إقليمي داخل القسم الذي جلس في غزة، لكنه كان في الأصل من المنطقة المعنية وبحسب معلومات استخباراتية إسرائيلية؛ فإن بصمات فقهاء وعبد الرحمن غنيمات كانت واضحة على الكثير من محاولات هجمات، وهجمات ناجحة نفذتها خلايا حماس في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، وهي حقيقة تشير إلى مصلحة إسرائيل الواضحة في القضاء عليه”.

الأمر أصلا لا يحتاج إلى اعتراف مباشر من الصهاينة، فهم غالبا يفعلون ذلك من خلال كلام غير مباشر، ومن يتابعهم يعرفهم في لحن القول.

المثير في هذه القضية هو أن العملية تمت في قطاع غزة، وبالطبع بأيدٍ فلسطينية، ما يشير إلى أن سرطان العملاء لا زال يملك حضورا في القطاع، الأمر الذي يعرفه الجميع، فما زرعه الغزاة في عقود، لا يمكن اقتلاعه في سنوات، ما يجعل من التشدد في مطاردة العملاء ومحاكمتهم، بل إعدامهم أمرا مبررا بكل تأكيد.

الجانب الآخر المهم في القضية هو أن هناك آخرين سيكونون برسم الاغتيال، من نفس الفئة التي تحدث عنها سخاروف، ذلك أن مسألة منع الهجمات، ومنع تصعيد الانتفاضة في الضفة الغربية لا يتقدم عليها شيء في وعي الصهاينة هذه الأيام، لأنها تمثل المسار الوحيد الذي يمكن أن يقلب الطاولة في وجوههم ويحرمهم من مكاسب كبيرة جدا أصابوها من هذا الحريق في المنطقة، ومن التعاون الأمني من طرف السلطة. هنا سيكون على حماس أن تنتبه أكثر لهذه القضية، وتجعل من حركة المحررين الذي أشير إليهم بالمسؤولية عن تفعيل العمل المقاوم في الضفة محدودة ومراقبة، حتى لا يتم اغتيالهم أيضا.

تبقى قضية الرد، وهنا سيكون من العنترية الحديث عن رد من قطاع غزة (في ظل الحصار، ليس ثمة غير الصواريخ)، ذلك أن القطاع لا يحتمل فتح حرب مع العدو، ومهما قيل عن إمكانات حماس، فهي لا تتجاوز القدرة على رد ما على العدوان أو منع للاجتياح. الرد الحقيقي هو في الأماكن التي يتواجد فيها العدو، وينكسر فيها خلل ميزان القوى بالإرادة والإيمان، أي بمعادلة المقاومة وحرب العصابات، وهذه لا تتوفر إلا في الضفة والأراضي المحتلة عام 48.

هناك يكون الرد، بل ما هو أهم بكثير من الرد، لأن تفعيل المقاومة والانتفاضة في الضفة الغربية هو الرد على الاحتلال ولعبة تصفية القضية، وليس فقط ردا على اغتيال رمز من الرموز، فهو ومن قبله من الشهداء خرجوا في سبيل الله، ومن أجل فلسطين وقضيتها، ومن أجل الحيلولة دون تصفيتها.

الدستور 2017-03-29



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات