عندما «تحتفِل» المعارَضات السورية.. بـِ «إفلاسها»!؟

تم نشره الخميس 30 آذار / مارس 2017 12:42 صباحاً
عندما «تحتفِل» المعارَضات السورية.. بـِ «إفلاسها»!؟
محمد خروب

من حق نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن يقول للصحافيين في جنيف بعد وصوله اليها قادما من عمان, بعد ان بذل جهودا مكثفة في لقاءاته مع رؤساء الدبلوماسية العرب, لِوضعهم في آخر أجواء مفاوضات جنيف 5 التي قد تنتهي يوم 31/3، في انتظار جولة سادسة, قد تنعقد وقد لا ترى النور، إذا ما غادر دي ميستورا موقعه, استقالَةً او لِانتهاء عقده، وخصوصاً ان القادم الجديد (او القادمة) سيحتاج الى وقت لا بأس به، لدراسة الملفات واستيعاب مكامن الخطر وبلورة خطة عمل تجنبه مصير سابقيه,الذين يتوفرون على خبرة وسجل وظيفي رفيع, بعضه حافل بالإنجازات, كما هي حال كوفي انان والاخضر الابراهيمي ودي ميستورا نفسه.

نقول: من حق غاتيلوف التحذير: بان الحديث عن نتائج جولة المحادثات الراهنة.. سابق لِأوانه، فهو وكأي دبلوماسي, يتمسك بالأمل ولا يذهب بعيدا في إبداء التشاؤم, ما بالك ان موسكو نفسها تنهض بدور مُميّز ومُتميِّز في الازمة السورية, سواء ميدانيا ام في المصالحات التي تجري, ودائما في محادثات استانا بنسخها الثلاث حتى الآن, فيما وصل رقم الجولة الراهنة في جنيف الى5.

لكن الذي يجري في اروقة قصر المؤتمرات الأممي في جنيف، يكشف بل يفضح, حال الإفلاس وفقدان «الأوراق» والدور الذي باتت عليه المعارضات السورية, وخصوصا تلك المنضوية تحت عنوان «الهيئة العليا للمفاوضات» والتي جيء بنصر الحريري رئيساً لوفدها، بعد ان تم «طرد» من سبقوه وآخرهم أسعد الزعبي، كما أخرجوا لنا من «المخزن» محام مغمور قيل أنه اسس حزباً لم يسمع به أحد, على الاراضي التركية اسماه «حزب الجمهورية»،ليكون كبيرا للمفاوضين واسمه محمد صبرا، بديلا من الارهابي الموصوف محمد علوش, الذي اكتفى في جنيف4 كما في استانا, بالتقاط الصور والتمسيد الذي لا يتوقف... على «لِحيته».

ما علينا..

عندما جاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات الجديد الى جنيف 5, كانت اصوات المدافع والصواريخ تُسمَع في اكثر من جبهة على الاراضي السورية، وبخاصة في ضواحي دمشق الشمالية والشرقية (وايضا حماة) التي اراد ارهابيو النصرة ومَنْ حالفهم من الفصائل الإرهابية الأخرى, ان تكون «عوناً» للمحاصَرِين او الموشكين على الاستسلام في غوطة دمشق الشرقية, لكن ثوار الفنادق في الهيئة العليا للمفاوضات , رغبوا في تجيير هذه الهجمات كأوراق في جنيف5,يمكن ان تساعدهم في مقارعة وفد النظام, الذي أصرّ على وضع سلَّة مكافحة الارهاب(من ضمن سِلال أربع) بندا اول, على جدول مباحثاته مع دي ميستورا، فيما لم يُغادرِ مفاوضو الهيئة العليا للمفاوضات المربع الذي واصلوا البقاء فيه منذ جنيف 1 في العام ,2012 وهو اقامة «هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات» كما اوهموا انفسهم، رغم ان جنيف واحد خرج من التداول وبات من الماضي, ولم يأت القرار 2254 على ذكر وَهْم كهذا, بل دعا الى قيام حكومة وطنية مُمثِّلة.

دماء سورِيَّة غزيرة سالت ودمار هائل جرى, وخرائط الميدان تغيرت ومعادلة تحالفات واصطفافات جديدة برزت، لكن مفاوضو الهيئة العليا للمفاوضات كما «آل بوريون» لم يتعلموا شيئا ولم.. ينسوا شيئا، رغم ان هجمات دمشق الاخيرة كما ريف حماة الشمالي, انتهت الى كارثة لحقت بجماعات الارهاب ولم يعد احد يتحدث عنها، بدليل ان نصر الحريري ومحمد صبرا يناشدون «العالم» التدخل والضغط على النظام وروسيا, لوقف الغارات والهجمات على مواقع تلك الفصائل الارهابية.. وهي فصائل لا تعترف بالهيئة اصلا, وبعضها شارك في اجتماعات استانا, وَوَقّع اتفاق وقف اطلاق النار، لكن لا عهد لهؤلاء القتلة, ولا وفاء بوعود او التزام منهم.. بعقود واتفاقات.

مفاوضو الهيئة العليا للمفاوضات افلسوا, ولم يعد لديهم من «الاوراق» ما يضعونه على الطاولة ليأخذوا «مُقابِله» او ليُلوّحوا به, فهم مستمرون في اجترار حكاية هيئة الحكم الانتقالي, التي «لا دور للاسد وزمرته فيها» حيث يقول رئيس وفدهم الثرثار الذي لا يقول شيئا مفهوما او مترابطا نصر الحريري, كما يُهَلوِس كبير وفده.. محمد صبرا: «بمجرد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي تنتهي السلطات السيادية بكل انواعها (مشيراً في الوقت ذاته) الى ان المعارضة «تُطالِب» بإحالة الاسد وزمرته...

الى المحاكمة «العادلة» بمجرد تشكيل هذه الهيئة. وكي يستر عُريه, فان صبرا يلجأ الى اميركا ترامب مُذكِّرا اياها «بأن عليها واجبا (أخلاقياً) مُطالباً اياها بالتدخل «في شكل فعّال» لردع التدخل الايراني المستمر في الازمة السورية»مستعيدا اوراق وشعارات انور السادات الأميركية, عندما يقول بحزم: «لا يمكن ان يكون هناك حل سياسي حقيقي.. قابل التطبيق» «إلاّ» بوجود اللاعب الاميركي على المسرح الدولي, باعتبار (والكلام لكبير الساذجين) ان الحل يجب ان يقترن بارادة انفاذ في مجلس الامن, يمتلكها «الراعي الاميركي». ختم صبرا. هي إذاً.. الـ99% من أوراق»الحلّ» التي في يد اميركا, زمن السادات وزمن ثوار الفنادق السوريين ايضا، ولهذا يُقرّر كبير الساذجين مسألة اخرى محسومة بالنسبة اليه: «لا يمكن إنضاج اي حل سياسي للقضية السورية, من دون انسحاب «روسيا» من القتال في سوريا, وفي ظل غياب دور اميركي فاعل.. فيها.

سمك – لبن تمر هندي.. حل يعرضه ثوار الفنادق السوريين, يمنح الدور والنفوذ والفضل للسيد الاميركي, ويطمس على ادوار الاخرين، فيما يعود وفد الهيئة العليا للمفاوضات.. خائب الرجاء وخالي الوفاض الى اسطنبول,برعاية وتمويل وتحريض السلطان العثماني الجديد, الذي تُتقِن استخباراته تحريك»الاراكوزات» مِن... خلف الستارة.

الراي 2017-03-30



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات