إجماع وطني أم عشائري؟

تم نشره الأربعاء 22nd أيلول / سبتمبر 2010 05:27 صباحاً
إجماع وطني أم عشائري؟
ياسر ابوهلالة

الدعوة التي وجهها عبدالهادي المجالي لأبناء عشيرته تلخص المشهد السياسي الأردني. فهي جزء من سياق عام سبقه إليه مرشحون من قبل، بعضهم "طرمنا" بدعوات اللبرلة وبناء دولة المواطنة وسيادة القانون. لكنهم لن يضحوا بالإجماع الذي انعقد لابن العشيرة البار.

الغريب أن الدعوة جاءت بعد أن قدم المجالي تصوراته عن "التيار الوطني" الجاهز لمواجهة التيار الإسلامي في الدائرة الثانية. وعليه، فإن أبناء الدائرة الثانية من أنصار "التيار الوطني" من حقهم أن يلبوا الدعوة في الكرك، بما أن الهموم الوطنية من فقر ومديونية ومياه وتعليم وصحة لا تتجزأ.

أبناء عشيرة المجالي شركاء في الإنجاز والتضحيات والبناء تماما كما هم شركاء في الهموم والابتلاءات. وكل واحد منهم يستحق أن يكون رئيس وزراء الوطن لا مجرد نائب عن دائرة انتخابية. فحابس المجالي عندما قاتل في الكتيبة الرابعة، أو الرابحة، في القدس، لم يقاتل طلبا لثأر شخصي ولا طمعا بمغنم صغير.

قاتل المجالي وغيره من أبناء العشائر الأردنية والعراقية والسعودية.. دفاعا عن مقدسات الأمة، والجيش الذي قاده من بعد لم يكن جيش المجالي ولا جيش الكرك ولا الجنوب ولا الأردن، كان "الجيش العربي المصطفوي".

في الهموم الصغيرة، لا يختلف الطلاب الصغار في الربة والقصر والياروت في أول أسبوع مدرسي عن نظرائهم في حي نزال والقويرة والرويشد، والمعلمون يتشابهون أيضا. ورغيف الخبز المدعوم هو ذاته، والكبار عندما يراجعون مستشفى البشير أو الجامعة أو المدينة لا يختلفون. وسعر المحروقات نقلا وتدفئة وطهيا واحد.

الذين بنوا نهضة البلاد لم يكونوا لقطاء، ولا نكرات. ولا خانوا عشائرهم عندما تحركوا في أفق الوطن والأمة لا في حمى العشيرة. عبدالسلام المجالي في الجامعة الأردنية لم يكن همه تعيين سائق من أبناء العمومة ولا ترفيع محاسب من المحافظة، شاد وغيره من أمثال ناصر الدين الأسد وإسحق فرحان وكامل العجلوني وغيرهم جامعة لأبناء الوطن كله بمعزل عن أصولهم ومنابتهم. وفي تلك السنين الخالية لم تكن الجامعة تشهد الاشتباكات العشائرية!

للأسف، في غياب الإجماع الوطني، نبحث عن إجماع عشائري. والواقع أن ما أضر بالعشيرة هو استخدامها سياسيا، ولم نشهد تشاحنا وبغضاء وفتنا وثارات في تاريخنا مثل ما شهدنا بعد تحويل العشيرة من وحدة اجتماعية إلى وحدة سياسية. وغدت باسم الإجماع عامل تفريق بين أبناء البلدة الواحدة قبل الوطن الواحد.

في الخمسينيات، وكما هو مثبت في محاضر مجلس النواب انسحب هزاع المجالي مع نواب الضفة الغربية من الجلسة حتى لا يفهم انسحاب النواب على أساس إقليمي، وكانت وحدة الضفتين في بداياتها. خالف قناعاته السياسية الشخصية حفاظا على وحدة الوطن. كان يرى نفسه باختصار نائب وطن لا نائب عشيرة.

( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات