ثقافة الأصبع السادسة

تم نشره الأربعاء 22nd أيلول / سبتمبر 2010 06:38 صباحاً
ثقافة الأصبع السادسة
خيري منصور

العجلة الخامسة في السيارة تعبير عن عدم جدواها ، فهي كالأصبع السادسة في الكف التي تأتي نتيجة تشوه خلقي ، اللهم الا اذا كان المقصود بهذه العجلة ما يوضع في مؤخرة السيارة كاحتياط ، بحيث يستبدل احدى العجلات التي يصيبها التلف في سفر طويل.

التعبير الاوروبي الشهير عن هذا النمط من المثقفين هو فلاسفة يوم الاحد ، وله من الدلالات ما يكفي لفهم الانسان العادي ، أما في ثقافتنا العربية فقد تعددت أسماء هذا النمط من المثقفين منهم حسب تعبير الحطيئة أهل الكدية والمسألة ، لكن ليس المسألة بالمعنى الشكسبيري وهو أن تكون أو لا تكون ، تلك هي المسألة ، بل التسول أو تزويج المقالات والقصائد لمن يشاء صاحب المسألة حسب الوصية الشهيرة للحطيئة قبل قرون،.

لقد عرف تاريخنا نمطا من شهود الزور الذين ألبسوا القتيل عباءة القاتل في مرحلة ما ثم ألبسوه معطفه في مرحلة أخرى وما كان للتاريخ أن يكون ممهورا بالوشاية وبصمات فقه النميمة لولا أن تلك السلالة احترفت النفاق والبرهنة على أن الارض مستديرة في الصباح ومستطيلة بعد الظهر وشبه منحرف في الليل ، أو انها لا تدور وان دارت فحول فلان أو علان من أولياء النعم،.

أثناء محاكم التفتيش ثمة مثقفون نجوا بجلودهم لأنهم قالوا بأن الارض واقفة مكانها مقابل آخرين تحولوا الى رماد لأنهم قالوا الحقيقة التي يعتقدونها ، وان كانت بين المنزلتين منزلة ثالثة اختارها غاليليو الذي قال أمام المحرقة ان الارض لا تدور.. ثم قال همسا لنفسه ولكنها تدور.

والعالم العربي يعج الآن بأناس يقولون بأن الفساد الأخطبوطي التهم كل شيء ، لكنهم يتغذون من نفايات الفاسدين ومنهم من تسمعه ليلا فتظن أنه الايوبي ، وقد بعث حيا وتسمعه نهارا فتحسب انه ابن العلقمي ، فالحرفة الآن هي في اجادة استخدام الأقنعة ما دام لكل حالة لبوسها كما يقال.

لقد اوشكت ثقافة العجلة الخامسة في السيارة أو الأصبع السادسة في الكف على حذف الفارق بين البطل والخائن والملاك والشيطان ، والعصا والناي وخشب القيثارة أو كعب البندقية وخشب القبقاب ، تماما كما تسعى هذه الثقافة الى حذف الفاصل بين المهد والتابوت،.

فالأصبع السادسة لا لزوم لها.. بعد أن غيبت البلاد والعباد وخلع من جذره الزناد،.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات