بماذا يختلف اجتماع الطويسي مع أساتذة وإداريي الجامعة الأردنية ؟

المدينة نيوز – خاص – أ . د . عبد المهدي السودي - : في تقليد أكاديمي جديد قام معالي رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور عادل الطويسي بتحديد موعد للاجتماع مع أساتذة الجامعة الأردنية وموظفيها الإداريين في احد مدرجات الجامعة بدلا من المظاهر الاحتفالية التي تعودنا عليها مع كل رئيس جديد حيث يتوافد آلاف المهنئين من أساتذة وإداريين على مدى عدة أيام للتهنئة بصورة شخصية والإصرار على التبويس في الدور الرابع من مبنى الرئاسة. فقد اتسم اللقاء بالبساطة والتواضع واختصر الاجتماع جميع شكليات ومظاهر الفشخرة الاحتفالية التي تعودنا عليها مع تسلم كل رئيس سابق للجامعة الأردنية. واهم ما لفت الانتباه في رسالة الرئيس هو قصرها وبلاغتها ومدلولاتها العميقة لمنهجه وخطة عمله في إدارة الجامعة والتي ارتكزت على ثلاث كلمات هي: الحزم والعدل والمؤسسية. ومن الأمور الجديدة والمميزة في هذا اللقاء هو خلوه من الترتيبات الطبقية والوجاهة حيث خلت كراسي المدرج من عبارة محجوز وكأن الرئيس أحب أن يشعر الجميع بالمساواة منذ اليوم الأول وهي رسالة للعمداء وغيرهم من المسئولين بأن العمل الإداري الأكاديمي هو تكليف ولا يترتب عليه أية امتيازات فوقية أو تشريفية بين الأساتذة بغض النظر عن مواقعهم الإدارية وهو منهج وتقليد راسخ في اجتماعات الأكاديميين في كل الجامعات العالمية العريقة حيث لا مكان للجاهات والوجاهات في الاجتماعات العامة بين العلماء.
واعتقد أن قدوم رئيس الجامعة الأردنية الجديد بعلمه وخبرته العملية والإدارية الواسعة في المؤسسات الأكاديمية والحكومية والمحلية والدولية هو بمثابة فرصة فريدة وجديدة لإعادة الاعتبار للمؤسسية في العمل الإداري والأكاديمي وتطوير وتحديث العملية التعليمية في الجامعة الأردنية على الجميع اغتنامها وخاصة مع تشديد الرئيس على أهمية التعاون بين الجميع من اجل تحويل الجامعة الأردنية إلى جامعة عصرية تتميز بالإبداع والتخصص وتجديد بنيتها التحتية بشكل يضمن تحويلها إلى جامعة متميزة ومتخصصة للبحث العلمي بالإضافة إلى التدريس.
ومن الأمور اللافتة في كلمة الرئيس المختصرة هو وعيه واهتمامه بأوضاع أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة الأردنية ووعده بالعمل على وقف نزيف العقول التي تتعرض له الجامعة الأردنية نتيجة للبيئة الإدارية والأكاديمية والمالية الطاردة التي تعاني منها الجامعة وغيرها من الجامعات الأردنية.
ومعالي الرئيس يعرف تماما معنى البيئة الطاردة من خلال خبرته الأولى أثناء عملنا سويا في شركة أمريكية في السعودية حيث كانت تجبرنا الشركة على اخذ إجازة مدفوعة مع تذاكر كل ثلاث شهور لاعتقادهم أن بيئة العمل كانت شاقة ويمكن تدفع الموظفين المؤهلين لترك العمل إذا استمروا فيه لمدة طويلة دون إجازة.
ونأمل أن يكون قدوم الرئيس الجديد بعلمه وخبراته الإدارية والأكاديمية الواسعة فاتحة خير للجامعة الأردنية وجميع العاملين فيها لانطلاقة حقيقية على جميع المستويات الإدارية والأكاديمية والبحثية تعيد للجامعة وموظفيها هيبتهم واحترامهم وتخلق لهم الحوافز الكافية لمزيد من البذل والعطاء لوضع الجامعة الأردنية في مكانها الصحيح على خارطة التعليم والبحث والتميز ليس في الأردن فحسب بل وعلى الساحتين العربية والدولية.