القوائم الحزبية لن تخفي الوجه الحقيقي للانتخابات

تم نشره الخميس 23rd أيلول / سبتمبر 2010 07:17 صباحاً
القوائم الحزبية لن تخفي الوجه الحقيقي للانتخابات
فهد الخيطان

العناية الحكومية بالقائمين عليها محاولة لتعويض غياب الاسلاميين .

من يتابع عن بُعد اخبار تشكيل القوائم الانتخابية واهتمام الحكومة بالقائمين عليها من احزاب وشخصيات سياسية يُخيل اليه ان قانون الانتخاب في الاردن يعتمد نظام القوائم الوطنية او الحزبية.

المفارقة ان الحكومة التي اكتشفت اهمية دور الاحزاب والقوائم في الانتخابات هي ذاتها التي تجاهلت المطالب باعتماد النظام المختلط في القانون واقتراحات اخرى تتجاوز الصيغة التقليدية للصوت الواحد المعمول بها منذ عام 1993 وسنّت قانونا لا يحقق اهداف الاصلاح السياسي والتنمية الحزبية.

العناية الحكومية بالقوائم الانتخابية لا تعكس في الحقيقة إيمانها بدور الاحزاب في الحياة البرلمانية, وانما هي محاولة للتخفيف من الآثار السلبية المترتبة على مقاطعة اكبر حزب سياسي في البلاد "الحركة الاسلامية" للانتخابات وسعيها لتعبئة الفراغ بألوان اخرى من الطيف الحزبي.

لكن الوجه الحقيقي للقوائم لا يسعف الحكومة في خططها, اذ ان المراقب للشأن الانتخابي يلحظ وبسهولة ان الغالبية العظمى من المنخرطين في قوائم احزاب وسطية او يسارية وقومية "على تواضع عددهم" يراهنون على عشائرهم بالدرجة الاولى, وينوي بعضهم اخفاء هويته الحزبية لما بعد الانتخابات, فاذا فاز كشف عنها تحت القبة.

باستثناء الاسلاميين لم ينجح حزب او تكتل حزبي في تشكيل كتلة برلمانية متماسكة منذ اعتماد الصوت الواحد قبل 17 سنة. في المجلس الاخير نجح مؤسس التيار الوطني عبد الهادي المجالي في بناء كتلة برلمانية بملامح حزبية يقول المراقبون انها استمرت بفعل دعم رسمي غير مسبوق.

في الانتخابات الحالية سنكون امام مفارقة لافتة - تخص موضوع القوائم الحزبية - سَتُظهر الى حد كبير الواقع الحقيقي لطبيعة المشاركة الانتخابية, فمقابل المؤتمرات الصحافية لقادة القوائم والبهرجة الاعلامية المصاحبة لها سنجد المرشحين المنضوين تحت لافتات تلك القوائم منخرطين في مناطقهم بحملة انتخابية عشائرية خالصة لا يظهر فيها برنامج حزبي ولا بيان سياسي. وسيحرص الكثير من هؤلاء المرشحين على اخفاء هويتهم الحزبية او صلتهم بتلك القوائم.

القوائم في الانتخابات ستكون ظاهرة شكلية ينتهي دورها وأثرها في اليوم التالي للاقتراع, ليس لان المرشحين والناخبين معادون بطبعهم للاحزاب والكتل, بل لان قانون الانتخاب قفز عن دورهم, وأسّس لحياة برلمانية لا مكان فيها لغير الافراد.

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات