يا إلهي، ماذا نقول نحن إذاً؟!

في مقال نشر مؤخراً للكاتب الأميركي المعروف، في صحيفة النيويورك تايمز، توماس فريدمان، يوجه انتقادا عميقا وقاسيا لتراجع الولايات المتحدة في مستويات التعليم إلى المرتبة الحادية عشرة عالميا، بالتوازي مع مقالات نقدية قاسية لكتاب آخرين.
المقال مسكون بتلك الروح النقدية اللاذعة، التي يعبُرُ من خلالها فريدمان من التراجع إلى المرتبة (11) إلى المقارنة بين الجيل الأميركي السابق والحالي، وخطورة ذلك على مستقبل الولايات المتحدة وعلى القيم الوطنية والأخلاقية التي تحكم الأجيال الحالية والمقبلة هناك.
يقول فريدمان "طوال عقد من الزمان خصّصنا أفضل عقولنا ليس من أجل صناعة شرائح للكمبيوتر فى وادي السيليكون، بل من أجل صناعة رقائق لعبة البوكر في وول ستريت، فى حين نقول لأنفسنا إن بإمكاننا امتلاك الحلم الأميركي الوطن من دون ادخار واستثمار، ومن دون دفع شيء من جيوبنا أو سداد أي شيء لمدة عامين. رسالة قيادتنا إلى العالم (باستثناء جنودنا البواسل): تفضلوا نحن بعدكم"!
".. يشير ديفيد روتكوبف الباحث الزائر بمؤسسة كارنيجي، إلى أن كثيرا من جدل اليوم بين الحزبين "هو إلقاء للوم أكثر منه تحمل المسؤولية. إنها مسابقة لمعرفة من يتبرع أكثر، على وجه التحديد فى الوقت الذى ينبغي فيه طلب المزيد من الشعب الأميركي".
".. سوف نفرح أكثر بالسياسة الأميركية عندما يكون جدلُنا على المستوى القومى بين الديمقراطيين والجمهوريين حين يبدؤون بالاعتراف بأنه لا يمكن خفض العجز من دون زيادة الضرائب وخفض الإنفاق فى وقت واحد ثم يتناقشون حول أي الضرائب ومتى يخفضونها، ويعترفون بأننا لا نستطيع المنافسة إلا إذا طلبنا المزيد من تلاميذنا، ثم يدور الجدل حول إذا ما كان علينا إطالة اليوم الدراسي أم زيادة سنوات الدراسة. ويعترفون بأن الآباء السيئين الذين لا يقرأون لأطفالهم ويتركونهم ينغمسون فى ألعاب الفيديو مسؤولون عن سوء درجات الاختبارات مثلهم مثل المعلمين السيئين..".
".. من الذى سيقول للشعب؟ تلحق الصين والهند بأميركا، ليس فقط من خلال العمل الرخيص وسعر العملات. بل إنهما تلحقان بها لأن لديهما الآن أسواقا حرة مثلنا، وتعليما مثل الذى لدينا، ويمكنهما الوصول إلى رأس المال والتكنولوجيا مثلنا، ولكن الأهم من ذلك أن لديهما قيما كتلك التى كانت لدى جيلنا الأعظم. وهو ما يعني الاستعداد لإرجاء الإشباع، والاستثمار من أجل المستقبل، والعمل بجدية أكثر من الشخص المجاور..".
".. فى عالم مستو كل شخص فيه يمكنه الوصول إلى كل شيء، يكون للقيم أهمية أكثر من أي وقت مضى"!
يا إلهي، إذا كان هذا الغضب كله والمراجعة القاسية بسبب المرتبة الحادية عشر عالميا، ماذا سنقول نحن، إذاً، وبماذا نعد الأجيال القادمة؟!
( الغد )