الاتحاد الأوروبي يستبعد تحسن العلاقات مع تركيا بعد الاستفتاء

تم نشره الثلاثاء 11 نيسان / أبريل 2017 03:18 مساءً
الاتحاد الأوروبي يستبعد تحسن العلاقات مع تركيا بعد الاستفتاء
الاتحاد الاوروبي,تركيا

المدينة نيوز :- يستبعد مسؤولون في الاتحاد الاوروبي، أن يؤدي استفتاء على منح الرئيس رجب طيب إردوغان سلطات جديدة كاسحة إلى تخفيف حدة التوتر في علاقات تركيا مع الاتحاد كما أنه يمثل مجازفة بالقضاء على سعي أنقرة للانضمام إلى عضويته.

ويقول المسؤولون إنه حتى إذا لم يوافق الناخبون على منح إردوغان الرئاسة التنفيذية التي يريدها في استفتاء يوم الأحد، فسيلحق ضرر بالديمقراطية والنظام القضائي في تركيا ومن المرجح أن يمارس الرئيس ضغطاً أكبر على منتقديه.

قال مارك بيريني سفير الاتحاد الاوروبي السابق لدى تركيا والذي يعمل الآن بمركز كارنيجي أوروبا “ما من نتيجة طيبة.”

وأضاف “ثمة فجوة واسعة بين القادة الأوروبيين وإردوغان ولا أرى أن من الممكن إصلاحها بسهولة.” وتوقع أن يحدث “صمت مهذب” من جانب الاتحاد الاوروبي في حالة فوزه في الاستفتاء.

وكانت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي قد بدأت محادثات للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي عام 2005، وأصبحت شريكاً مهماً للاتحاد عندما استقبلت ملايين اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في سوريا منذ ست سنوات.

غير أن حملة التضييق التي بدأها إردوغان منذ محاولة انقلاب فاشلة في يوليو تموز الماضي، قوبلت بالتنديد في العواصم الأوروبية كما أنه زاد من استعداء الاتحاد باتهام حكومتي ألمانيا وهولندا بالتصرف مثل النازيين بعد أن منعتا لقاءات جماهيرية كان من المقرر أن يعقدها مسؤولون أتراك في إطار الدعاية للاستفتاء.

وقال مسؤول كبير، إن فوز إردوغان الذي سيمهد السبيل لمنح الرئيس إمكانية تولي الرئاسة فترتين أخريين كل منهما خمس سنوات قد يجلب استقراراً يسمح للاتحاد بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.

وأضاف “بخلاف ذلك ستحدث فوضى.”

غير أن عدداً آخر من المسؤولين خالفوه الرأي. ورفض مسؤول كبير آخر تلك الفكرة ووصف ذلك الاستقرار بأنه “استقرار زائف باسم حكم الفرد الواحد.”

عواقب محفوفة بالمخاطر

يرى أنصار إردوغان في الاستفتاء، الذي يشارك فيه المواطنون الأتراك في الخارج، فرصة لتدعيم مكانته كأهم زعيم لتركيا الحديثة في حين يخشى خصومه أن يسفر عن المزيد من مركزية السلطات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نتيجة التصويت ستكون متقاربة.

ويرى مسؤولو الاتحاد الاوروبي مخاطر في كل الحالات سواء فاز إردوغان فوزاً جلياً أم خسر بفارق بسيط أم كانت النتيجة موضع خلاف.

ويقول المسؤولون إن فوز إردوغان سيشجعه على المضي قدماً في التعديلات الدستورية المقترحة وربما تطبيق عقوبة الإعدام منهياً بذلك سعي بلاده للانضمام لعضوية الاتحاد.

وقد أصبح وضع هذا المسعى مشكلة بعد حملة التضييق التي أعقبت المحاولة الانقلابية, وفق رويترز.

وفي مارس آذار حذر خبراء قانونيون في مجلس أوروبا، وهو هيئة لحقوق الانسان تركيا عضو فيها، من أن إقامة نظام رئاسي بصلاحيات غير محدودة تقريباً يمثل “خطوة للوراء محفوفة بالخطر” بالنسبة للديمقراطية.

ويرفض إردوغان وأنصاره هذه الأقاويل ويقولون إن الضوابط والموازين كافية في النظام المقترح، ومنها مثلاً أن الرئيس مضطر للدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية في آن واحد إذا ما قرر حل البرلمان.

أمل قبرص

ويقول مسؤولو الاتحاد الاوروبي إن التصورات الأخرى قاتمة أيضاً.

وإذا ما كانت نتيجة الاستفتاء موضع نزاع فمن المرجح أن تنذر بفترة من عدم الاستقرار وربما بالمزيد من العنف.

أما الخسارة بفارق بسيط فستبقي على إردوغان في منصبه إذ لا خلاف على مكانته كسياسي صاحب أكبر شعبية في تركيا. وقال مسؤولو الاتحاد الاوروبي إنه قد يقدم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر حالياً أن تجري في 2019 سواء كانت نتيجة الاستفتاء فوزاً أم هزيمة.

وقال مسؤول ثالث كبير بالاتحاد الاوروبي “إذا خسر فمن الممكن أن نتوقع حملة انتخابية في غاية الخشونة والقسوة وربما نشهد لجوء الطرفين للعنف.”

وأضاف أن إردوغان “سيشدد الخناق على المعارضة … وإذا كانت النتيجة موضع خلاف فربما تهز استقرار الوضع العام.”

ويقول مجلس أوروبا إن 36 ألف شخص أصبحوا يقبعون بعد المحاولة الانقلابية في سجون تركيا في انتظار محاكمتهم وتم وقف أو فصل أكثر من 100 ألف من أعمالهم.

والتصور المثالي من وجهة نظر بروكسل هو حدوث فترة من الهدوء في أعقاب الاستفتاء تتيح للاتحاد الاوروبي وتركيا إعادة ضبط العلاقات وتحديث الاتحاد الجمركي الذي يربط الطرفين بل وربما تخفيف قواعد التأشيرات لسفر الاتراك إلى دول الاتحاد.

وقال المسؤول الثالث إن من الشروط الواجب تحققها لكي يحدث ذلك انفراج محادثات إعادة توحيد شطري قبرص حيث تواجه تركيا كلاً من نيقوسيا وأثينا.

وأضاف “لا توجد نتيجة طيبة بالكامل لنا في أي حال من الأحوال. لكن بعض السيناريوهات ستكون أسوأ من غيرها” وتوقع أن يعمد إردوغان إلى مراجعة العلاقات مع الاتحاد الاوروبي أياً كانت النتيجة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات