عسر ولادة في العبدلي !

تم نشره الأحد 26 أيلول / سبتمبر 2010 05:32 صباحاً
عسر ولادة في العبدلي !
ماهر أبو طير

تسمع من نواب سابقين ، كلاما سلبياً ، حول اجواء الانتخابات النيابية ، فتجاوب القاعدة الشعبية معهم ومع الانتخابات قليل للغاية ، رغم ان اسابيع تفصلنا عن موعدها.

اتصلت بثلاثة نواب سابقين البارحة ، لاسأل عن اجواء الانتخابات ، ثلاثتهم اجمعوا على ان هناك جموداً غير طبيعي ، سواء من جانب الناخبين ، او من جانب المرشحين ، وان الجو غريب فعلا.

يرى هؤلاء ان حرق سمعة مجلس النواب السابق ، ومحاكمته بقسوة اعلامياً وسياسياً ، اديا الى التأثير على سمعة المؤسسة البرلمانية ذاتها ، وبما يتجاوز نواب الدورة السابقة للبرلمان ، نحو النظر بسلبية بالغة الى كل دور مجلس النواب.

سبب آخر يورده البعض يقول ان كلفة الحملات الانتخابية باتت مرتفعة جداً ، وان من يريد خوض الانتخابات لا بد ان ينفق مبالغ مالية هائلة ، مما يجعل كثرة لا ترغب بالانفاق ، او بالاستدانة لتغطية حملاتها الانتخابية ، مطالب الناس من المرشحين باتت ايضاً فلكية لا يقدر عليها اغلب المرشحين ، في ظل الفقر والحاجة على صعد مختلفة.

فوق ذلك يأتي المزاج الشعبي للناس وهو مزاج حساس ، وغير متفاعل مع اي شعارات ، او دعوات ، تأثراً بقضايا عدة قد يكون من بينها طبيعة قانون الانتخاب وفقا لسياسيين ومسيّسين.

الرأي السابق عليه تحفظ: طبيعة القانون ليست المشكلة الاساسية ، لاننا شهدنا اقبالا اعلى الانتخابات السابقة في ظل قانون لا يختلف كثيراً عن القانون الحالي ، فالقصة ليست القانون.

في تفسير سيكولوجي يقال: العرب عموما يعاكسون اي دعوات جماعية ، فكثرة الحث على المشاركة وتأكيد شفافيتها يؤدي الى نتائج عكسية ، لان الذهنية العربية عموماً تميل الى المعاكسة.

على ذلك ، فان التوقعات حول نسب المشاركة غير مثيرة للارتياح بل على العكس تخرج قطاعات لتدعو للمقاطعة ، في ظل مزاج شعبي قائم على عدم المبالاة ، وهي دعوات لا يمكن تبسيط تأثيراتها.

كل ما سبق يعني اننا سنجد انفسنا امام مجلس نواب ضعيف للغاية ، وسيفرزه عدد قليل من الناخبين ، بحيث يصير ممثلا لكل الناخبين المسجلين ، المصوتين وغير المصوتين ، وهذا وجه خلل كبير.

الرسميون سيقولون ان الحق على الناس لان الناخبين السلبيين سيتركون الصناديق لمن سوف يصّوت ، وبهذا المعنى فان نوعية النواب القادمين هي مسؤولية من لم يصوت قبل الذي صوَّت في الانتخابات.

ايا كانت تفسيرات غياب اجواء الانتخابات اللاهبة والساخنة عن حياتنا ، فأنه لابد من مراجعة هذه الظاهرة لنعرف السر الكامن وراء عدم وجود اجواء انتخابات نيابية بالمعنى المتعارف عليه ، في كل انتخابات نيابية.

وكلاء المرشحين لا حس لهم ولا صوت ، والخيم الانتخابية يتم احراج الناس لدخولها ، والمرشحون يخافون اليوم ، من قلة التصويت قبل خوفهم من النجاح او الرسوب.

مجلس النواب المقبل ، يعاني من عسر الولادة فكيف سيكون شكله؟!.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات