هذا الذي يحدث في الأقصى!

تم نشره السبت 15 نيسان / أبريل 2017 01:06 صباحاً
هذا الذي يحدث في الأقصى!
ماهر ابو طير
 يقتحم عشرات المتطرفين اليهود، باحات المسجد الاقصى يوم الاربعاء، بحماية الشرطة الاسرائيلية، وفي ذلك الوقت يدخل آلاف السياح، بملابس فاضحة، الى ذات الحرم، وبحماية الشرطة الاسرائيلية، ايضا، دون ان تتم مقابلة هؤلاء، عربيا، الا بتصريحات صحفية.

يومان فقط، بعد الاقتحام، ويتم طعن امرأة، في القدس، اي امس الجمعة، واسرائيل تريد تلوين الحادث، فتقول ان القتيلة، بريطانية، في رسالة الى البريطانيين والاوروبيين، ان هذه ليست اسرائيلية، وان العرب في القدس، يقتلون عشوائيا.

لا اريد ان اربط بين الحادثين مباشرة، لكن كل حوادث الطعن، في القدس، جاءت بعد تحرشات اسرائيلية، بمنطقة الحرم القدسي، والذي يعود الى تواريخ الحوادث، سوف يكتشف ان اغلبها وقع بعد اقتحامات للمسجد الاقصى، فاسرائيل لايمكن لها، ان تقتحم المسجد الاقصى، وتنتظر سكوتا كاملا داخل مدينة القدس.

الاقتحامات لم تتوقف، وهي تجري على مراحل، والاسوأ من الاقتحامات، التي تريد نزع الصفة الدينية الاسلامية عن الحرم القدسي، عبر اظهار اشارات يهودية، السماح للسياح الاجانب، من كل دول العالم، بالدخول بملابس فاضحة، او غير مناسبة لقدسية المكان، والقصد هنا، تحويل المكان من رمز ديني، له قواعده عند المسلمين، الى موقع اثري، مثل اي موقع اثري آخر في هذه الدنيا.

شهادات المقدسيين تتحدث عن سياح يأتون دوما بحماية الاحتلال الاسرائيلي الى المسجد الاقصى، وملابسهم اساسا، لاتراعي كون المكان له خصوصيته، وهذه احدى محاولات اسرائيل نزع الصفة الدينية الاسلامية عن الحرم القدسي، فإذا كان اليهود يقتحمونه يوميا، والسياح الاجانب يدخلونه ايضا، بملابس غير محتشمة، وغير مناسبة، واذا كان الاذان بات ممنوعا، فكم يتبقى من سمات الموقع الدينية الاسلامية، سوى الصلاة داخل المسجد الاقصى.

لابد ان يثار موضوع الاقتحامات الاسرائيلية، مجددا، وعلى مسار مواز له، لابد لكل الجهات ذات الصلة ان تضع حدا، لمحاولة طمس هوية المكان الدينية، بذريعة السياح الاجانب الابرياء، الذين يتحركون على راحتهم، دون ان يمنعهم احد، من مسّ خصوصية المكان الدينية، بهكذا ملابس او تصرفات، ولربما اذا بقي الحال على ماهو عليه، ان يتعرض غدا اي سائح او سائحة من هؤلاء لرد فعل، غير متوقع، يتسبب بتداعيات كبيرة.

كل ما تريده اسرائيل، تمييع هوية المكان الدينية، وشطبها، فاليهود يقتحمونه، باعتباره يخصهم،والسياح بوعي او جهل، يدخلونه وكانهم يدخلون احد اثار ايطاليا او اليونان، بملابسهم غير المحتشمة، والخلاصة، محاولة تشويه هوية المكان، ونزع القداسة، عنه، امام هكذا ممارسات، وليسأل المتابعون المختصون، وسيعرفون ان هناك انفلاتا في الحرم القدسي، على مستويات كثيرة، تؤدي مجتمعة الى تحويله الى مجرد موقع اثري عادي، دون قداسة، ودون أي معايير أو حساسيات.

الدستور 2017-04-15



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات