4 أشقاء مُحررين يلتقون للمرة الأولى منذ 20 سنة برفح
المدينة نيوز :- بعد أن مضت 20 سنة تمكن مؤخرًا الأشقاء الأربعة أكرم وأيمن وعبد الرحمن وشادي الريخاوي من رفح جنوب قطاع غزة من الالتقاء سويًا لأول مرة بعدما فرقتهم سنوات الأسر.
شادي، الذي أفرج عنه قبل 10 أيام كان آخر الأشقاء الأربعة المحررين بعدما أنهى محكوميته بقضاء 11 سنة في سجون الاحتلال، أكمل الصورة بجمع أشقائه أخيرًا في منزل واحد, وفق صفا.
بدأت حكايات مسلسل معاناة عائلة الريخاوي مع الاحتلال، منذ اعتقال الشقيقين مروان وعدلي في انتفاضة 1988 وقبيل الإفراج عنهما، تعرض والده لرصاصة إسرائيلية أدت لاستشهاده.
وبعد عام من تحرر "مروان"، قضى هو الآخر شهيدًا خلال مواجهات مع الاحتلال؛ لتبدأ في مارس 1993 قصة جديدة للعائلة مع الاحتلال، الذي أقدم على اعتقال كل من : "أيمن وعبد الرحمن"، وقد حُكم عليهما بالسجن 11 عامًا و8 أعوام على التوالي.
تحرر عبد الرحمن مطلع العام 2000، فيما تحرر "أيمن" في العام 2003، وما لبث أن يهنأ في بيته، حتى اعتقلت قوات الاحتلال "شادي" عام 2004، وحكم عليه بالسجن الفعلي "13عامًا"، وأفرج عنه في إبريل 2017؛ تبعه بأشهر اعتقال شقيقه "أكرم" على أحد الحواجز في غزة بيونيو من ذات العام.
خاض أكرم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لأكثر من شهرين للمطالبة بحقوقه، من توفير للعلاج، برفقة أسرى آخرين ومنهم "محمود السرسك، وحسن الصفدي"؛ ورفع سقف مطالبه من الاحتلال، التي وصلت للمطالبة برؤية شقيقه شادي المُعتقل، ولم يره منذ اعتقاله.
وتمكن شادي من لقاء أكرم في مستشفى سجن الرملة للمرة الأولى، ومكث معه ستة أشهر، حتى انتزع الأخير حريته، مُحققًا نصرًا لم يُحققه أي أحد من قبله، كونه الوحيد من بين المضربين عن الطعام محكوم، بعدما تم تحويل قضيته للمحكمة، التي أقرت الإفراج عنه في الخامس والعشرين من يناير 2013، لكن الاحتلال ماطل حتى السابع من فبراير، بعد قضاء ثمانية سنوات وستة أشهر.
وفاة الأم والابن
خلال فترة اعتقال الشقيقين أكرم وشادي، قضى شقيقهم الأصغر معتز شهيدًا، في نوفمبر 2004، باستهداف من دبابة إسرائيلية مع مجموعة من المقاومين قرب حدود رفح، دون أن يتمكنوا من رؤية بعضهم البعض؛ وفي عام 2012 رحلت الوالدة، التي أثقلتها الهموم والأوجاع.
ويقول المحرر "أكرم" لمراسل وكالة "صفا"، وبدا مُتماسكًا أكثر من شقيقه المُحرر "شادي": "اليوم نلتقي للمرة الأولى منذ أكثر من 20عامًا، نحن سبعة أشقاء بقينا في المنزل من بيننا أربعة أسرى سابقين في سجون الاحتلال".
ويضيف "اكتمل لقاؤنا بتحرر شادي، آخر شقيق لي خرج من سجون الاحتلال، بعد أن قضينا جميعًا أكثر من 45 سنة اعتقال؛ اليوم نحنُ سُعداء، ونفكر بمستقبل أخينا المحرر الذي وصل عمره (32عامًا) واعتقل وهو في سن (19عامًا)، ونحاول أن نسد مكان الوالد والوالدة الغائبين؛ لكن رحيلهما ما يزال يوجعنا".
في تلك اللحظات، ذرفت عيون المُحرر "شادي" الذي كان يتمنى لقاء والدته وهي تنتظر خروجه من الأسر، وتوفيت وكانت تحلُم بذلك، ولم يحتمل كثيرًا أن تُذكر أمامه؛ ويقول لمراسل "صفا": "سعيد جدًا أنني بين أشقائي اليوم، وخرجت شابًا، بعدما اعتقلت وأنا صغير في السن".
ويتابع "رؤية أشقائي ولقاؤهم سويةً في منزل واحد، بعد غياب طويل، يساوي الدنيا وما فيها، خاصة أنهم أكبر مني، وأشرفوا على تربيتي بعد رحيل والدي، كم كُنت أتمنى هذه اللحظات، أن نعود جميعًا لنلتقي"؛ متمنيًا لكل الأسرى الحرية عما قريب.