سائقو التاكسي.. عبودية العمل

تم نشره الخميس 20 نيسان / أبريل 2017 01:13 صباحاً
سائقو التاكسي.. عبودية العمل
عمر عياصرة

في الثمانينيات والتسعينيات، كان بإمكان الاسرة ان تمتلك «سيارة تاكسي اجرة» يعمل عليها احد افراد العائلة او اكثر، فهي تؤمن فرصة عمل او اكثر، وتوفر كذلك دخلا متوسطا يكفل غالبية حاجات الاسرة الاساسية.
 الآن، لم تعد «سيارة تاكسي الاجرة» بمتناول الاسرة البسيطة، فكلفتها تفوق قدرتهم، فمن يملك ويريد ان يستثمر يشتري سيارة، كما انه دخل على الخط «مستثمرون» يملكون العشرات من السيارات اما بفعل قدرتهم المالية او بسبب منحهم «طبعات» مجانية لاعتبارات متعددة سابقة.
 من هنا ظهرت فكرة «الضمان»، حيث يتم «تضمين» سيارة تاكسي الاجرة مقابل «اكثر من 25 دينارا»، يأخذها المالك المستثمر لقاء «استثماره»، تاركا للسائق اللهاث وراء بعض الدنانير التي سيحصل عليها في آخر اليوم الطويل من العمل.
 تخيلوا معي كم سيضطر السائق «المتضمن» للسيارة للعمل ساعات طويلة من اجل تأمين «ضمان السيارة»، ومصاريف السيارة، ثم بعد ذلك يعمل على تحصيل دخله الخاص بعد ان استنزف معظم جهد يومه كي يدفع لصاحب العمل «مالك السيارة».
 ان قصة ضمان السيارات «يا حكومة» ليست الا تعبيرا واضحا عن عبودية العمل، سببته البطالة المتصاعدة من جهة، وجشع البعض من جهة اخرى، وتراخي الحكومات عن تنظيم القطاعة من جهة ثالثة.
 من المنظور الرأسمالي، تعد صيغة «الضمان» اقرب الى عبودية ما قبل الرأسمالية، فقد نفهم وجود سائق يعمل عن مالك سيارة، لكنه عمل بأجر وساعات محددة وحقوق وتأمينات.
 اما صيغة «الضمان» الحالية فهي عبودية جشعة، آن الاوان لتدخل جراحي من قبل الدولة تضمن فيه ملكية الافراد لسياراتهم، لكنها بالمقابل تحفظ على السائقين عملهم بكرامة ومنطق وضمن حدود قانون العمل.
 اتمنى ان تسارع الدولة ممثلة بوزارة النقل بالتفكير الجدي لحماية السائقين، واتمنى ان تفهم الامر بمنطق: «سيارة اجرة تكسي» للعائلة هي معادل موضوعي للمشروع الصغير النافع.

السبيل 2017-04-20



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات