في (القرقطة) الانتخابية

بعد مقاطعة الإسلاميين وامتناع عدد من المرشحين الأقوياء من خارج الإسلاميين عن الترشح, سوف تتاح الفرصة لممارسة انتخابية جديدة قد تشكل إضافة نوعية للحياة السياسية في البلد وهي "القرقطة" الانتخابية وراء الآخرين.
"القرقطة" في الأصل تكون في حالة أكل اللحوم, حيث يكون هناك "أكّيل" أصيل يأتي بعده مَنْ "يُقرقط" بقايا اللحم في العظام التي تركها الأول, ولكن المعنى تم سحبه إلى الحياة الاجتماعية, فعندما يقبل شخص بأن يكون في الموقع الذي تخلى عنه الآخرون, يقال انه "يقرقط وراهم".
اليوم هناك قرقطة انتخابية سيبالغ ممارسوها في إظهار استمتاعهم بالأكل بهدف الإيحاء أنهم يحبون القرقطة أصلاً حتى لو توفر اللحم "غير المعيوف", وقد يشيع في الفترة المقبلة مثل شعبي انتخابي يحمل الصيغة المعدلة التالية: "قال له: ترشحت? قال له: آه, قال له: قرقطت? قال له: لا, قال له: لا فيك ولا في ترشيحك".
غير أن هذا الصنف من "القرقطة" يبقى مع ذلك مشروعاً وذلك بحسب التراتب والهرمية المتعارف عليهما والمعترف بهما بين الأكيلة, إذ لا يضير الشخص أن يكون في موقع معين وزمن معين على المائدة, لكن هناك صنف مذموم من "القرقطة" لا يعترف صاحبه أنه "يقرقط" ويصر على انه أكّيل أصيل وأنه اختار موقعه على المائدة بحرية.
من ذلك قيام عدد من الأحزاب ذات الأسماء الكبيرة بتقديم مرشحين على كوتا النساء والطوائف. وبالطبع مع بقائهم على مواقفهم الرافضة للكوتات "مبدئياً".
العرب اليوم