«تطاوُلُ» النظام السوري، وأولياء أمره وأعوانه وزبانيته، على الأردن يجب أن يكون الرد عليه بما يفهمه... وما يفهمه هو أن «الرطل» يجب أن يقابله رطل ونصف وهو يجب تحويل ما يدعيه و»يتهمنا» به إلى حقائق.. والدولة وأيُّ دولة، وهذا إذا كانت سوريا لا تزال دولة بعد كل سنوات الذبح والتشريد هذه وبعد فتح أبوابها لإحتلالين معلنيين هما الإحتلال الروسي والإحتلال الإيراني وذلك بالإضافة إلى كل هذه التنظيمات الطائفية التي أقيمت لها مستوطنات في «القطر العربي السوري»...إن هي أصبحت مصدر خطر على أي دولة مجاورة فإن من حق الدولة المجاورة أن تدافع عن نفسها وحتى وأن إقتضى الأمر إلى تجاوز الحدود والوصول إلى عاصمة الدولة المعنية.

إنه لا ضرورة للرد على بشار الأسد لا بالتي هي أحسن ولا بالتي هي الأسوأ فقرار سوريا قد خرج من يده وأصبح في أيدي الروس والإيرانيين منذ خمسة أعوام وأكثر ولذلك يجب إفهام المعنيين في طهران وموسكو أن تطاول هذا «الأرعن» الذي أوصل بلده إلى كل هذه الأوضاع المأساوية التي وصلت إليها هما المسؤولان عنه وأنه عندما تصبح الأراضي السورية مصدر خطر على الأمن الوطني الأردني، إن من جهة مخيم «الركبان» وإن من جهة درعا وإن من أي جهة أخرى حتى وإن كانت دمشق العاصمة، فإنه من حق الأردن أن يدافع عن نفسه وعن شعبه.. والمفترض أنه معروف أنَّ حافظ الأسد عندما أرسل جيوشه وأجهزته الأمنية لإحتلال لبنان في منتصف سبعينات القرن الماضي فإنه أرسلها بحجة الدفاع عن الأمن القومي لسوريا.

لقد تواصلت إستفزازات هذا النظام للأردن منذ إنفجار الأحداث في سوريا في عام 2011 بل وإذا أردنا قول الحقيقة فقبل ذلك بفترة طويلة لكن هذا البلد، المملكة الأردنية الهاشمية، بقي يكظم غيظه وبقى يعض على الجرح و»يتحمل» تطاول نظام هو نظام عصابة كان كلما أراد «إبتزاز» الدول الخليجية، المملكة العربية السعودية.. الشقيقة تحديداً، يبادر وبدون أي سبب وبحجج سخيفة واهية إلى حشد قواته، التي من المفترض أن يكون حشدها على تخوم الجولان المحتلة التي «سقطت» في أيدي الإسرائيليين بدون قتال وببلاغ من وزير الدفاع حافظ الأسد أذاعه قائد الجبهة أحمد المير بالإنسحاب كيفياً وهروباً ليس إلى دمشق وفقط بل إلى حمص وحماه وحلب وإلى حتى تخوم الحدود التركية..وليس على «حدودنا».

لا مصلحة للأردن في أن يحدث في سوريا العزيزة كل هذا الذي حدث فأمن المملكة الأردنية الهاشمية وشعبها من أمن هذه الدولة المجاورة العزيزة ومن أمن شعبها الشقيق لكن عندما يتصرف هذا النظام مع «شعبه»!! بعد إنتفاضة عام 2011 السلمية بعقلية «العصابة».. ثم يفتح أبواب هذه الدولة العربية للإحتلال الروسي والإيراني ولكل هذه الشراذم الطائفية والمذهبية وتصبح الحدود السورية مصدر تهديد وعم إستقرار ومصدر خطر فعليٍّ على «قرانا ومدننا وأراضينا» فإنه يصبح ليس من حقنا وفقط بل من واجبنا أن ندافع عن شعبنا وعن أمن بلدنا وإستقراره..وليحصل بعد ذلك ما سيحصل!!.

كان بشار الأسد هذا ما غيره، الذي وصلت به الدموية أو بالذين كلفوه بما قام به إلى إستخدام الأسلحة المحرمة دولياًّ ليس ضد أطفال خان شيخون وفقط بل ضد أطفال غوطة دمشق وأطفال حلب وأطفال حمص – الوعر، قد هدد ومنذ البدايات أنَّ ما يجري في سوريا سوف ينتقل إلى الأردن وبالطبع فإننا قد سمعنا هذه التهديدات من حسن نصر الله زعيم عصابة ما يسمى حزب الله ومن نوري المالكي ومؤخراً من هذا الذي إسمه نعيم قاسم.. ولذلك فإنه كان لا بد من أن نبادر إلى إغلاق هذه النوافذ التي تهب منها على بلدنا كل هذه الرياح العاتية.. ولا بد إذا إقتضت الأمور ذلك أن يصل تدخلنا إلى عمق الأراضي السورية... إذْ أنَّ من حق أي دولة أن تدافع عن شعبها وعن أرضها والوصول إلى مكمن الخطر وحتى وإن كان في عمق حدود الدولة المعنية .

 الرأي 2017-04-23