المفاوضات المباشرة جدا غباء أم تآمر؟

المدينة نيوز - خاص - كتب خالد محادين - : لم يتوقف قتل الفلسطينيين، ولم يتوقف نهب الفلسطينيين، ولم يتوقف بناء المستعمرات الصهيونية، ولم يتوقف حصار غزة وقتل أهلها بالمرض والجوع، ولم يتوقف الرئيس الفلسطيني السابق محمود عباس عن التفاوض والتنازل والتفريط، رغم أنه بلا سلطة، بعد أن فقد كرسي الرئاسة ولم تتم عملية إعادة انتخابه والقى بكل بيضه الصالح والفاسد في السلة الأمريكية المثقوبة.
هذه هي الصورة الكئيبة والمدانة التي تجاوزت حدود العمالة إلى الخيانة، وفي ظل رفض الفلسطينيين لهذه اللعبة حظي عباس وحظيت سلطته بموافقة النظام العربي الرسمي الذي قررمنذ عقدين من الزمن دفع الشعب العربي الفلسطيني الى التهلكة ومعاونتها على تحويل فلسطين إلى كيان صهيوني عنصري يحظى بتأييد سلطة السلطة لا سلطة الفلسطينيين، وبعد انتهاء المهلة الكاذبة لوقف الإستيطان أستأنف العدو بناء مستوطناته رغم الإنذارات الأكثر كذبا التي أطلقتها السلطة بوقف التفاوض إذا تم إستئناف الإستيطان، وجاءت الردود الفلسطينية والعربية الرسمية والأمريكية والأوروبية قبولا بهذا الإستئناف وبإستمرار الدعوة لسلطة عباس لإستئناف التفاوض،حيث أجلت السلطة العباسية الرد على العدو إلى اليوم الرابع من الشهر العاشر، حيث يعود وزراء الخارجية العرب للإجتماع لتدارس الموقف، وحيث سيطالب ناصر جودة وزير خارجيتنا ومعه زملاؤه العرب عباس بعدم إعطاء أية أهمية لإستئناف بناء المستعمرات الصهيونية، وأن عليه الإستمرار في التفاوض حتى ضياع وتضييع كل فلسطين من النهر إلى البحر، من القدس إلى الخليل، فالتفاوض أهم من نتائجه، والسفر بين العواصم المختلفة أكثر أهمية من دعوة الفلسطينيين الشعب إلى تولي أمور قضيتهم بدل تركها بين يدي واشنطن والعواصم الأوروبية وما يسمى بالعواصم العربية التي خذلتنا وتخذلنا كل يوم.
رد الفعل الذي أعلنته سلطة رام الله كان الأكثر ضعفا من بين كل الردود العربية والإسلامية والدولية، لأن الجماعة يواصلون خذلان شعبهم وخيانته والتضحية بأرضه وبه لحساب الظهور أمام كاميرات التصوير يبتسمون في فرح إبتسامة تمتد من شحمة الأذن اليسرى إلى شحمة الأذن اليمنى. والفلسطينيون الذين كانوا يؤكدون كل لحظة على القرار الفلسطيني المستقل صاروا متعلقين بالقرار العربي غير المستقل والمحكوم لواشنطن وعواصم كل أعداء الأمة وأعداء عروبة فلسطين، والنظام العربي الرسمي الذي تخلى عن بناء جيوشه لحساب بناء قواه الأمنية العلنية والسرية لمواجهة شعوب الأمة لا لمواجهة أعداء الأمة تستعد لإنفاق مئات المليارات لشراء الأسلحة من الدول الغربية إما لتقديم خدماتها للأعداء أو لتوجيه بنادقها ومسدساتها نحو أي تجمع شعبي في أية مدينة عربية.
ليس المطلوب الآن إسقاط المفاوضات ومحاصرتها بل المطلوب من الفلسطينيين محاصرة سلطة رام الله وإسقاطها، المطلوب عدم منح النظام العربي الرسمي ذرة من الإحترام أو التأييد أو الهدنة، لأن هذا النظام وفي المقدمة منه سلطة عباس قد تجاوز كل حدوده وتنكر لكل وطنه وأدار ظهره للأمة كلها تحالفا مع أعدائها وتآمرا على شعوبها واستهانة بكل تاريخها وكرامتها وإحترامها، والمفاوضات التي أعلن محمود عباس أنه سيذهب إليها ويشارك فيها من أجل الحصول على 1% من الحقوق الفلسطينية ستظل تدور في حلقة محكمة الإغلاق لذبح الفلسطينيين بتأييد قومي مخجل، ونهب كل فلسطين في خيانة وتسليم لا يمكن لأي شعب أو أية أمة أن تقبل به، إلا أذا كان شعبا ميتا أو أمة منقرضة، وهو ما لا يمكن أن يكون عليه الشعب الفلسطيني الذي قاتل وضحى وقاوم ولم يزل، كما لا يمكن أن تكون عليه هذه الأمة التي كانت وستبقى خير أمة أخرجت للناس. ( بالاتفاق والتزامن مع موقع الخندق الألكتروني ) .