وزير التعليم العالي يفتتح مؤتمر اتجاهات معالجة القضايا المعاصرة في الاعلام

المدينة نيوز :- قال وزير التعليم العالي الدكتور عادل الطويسي إن الحراك الدائر حالياً على ساحات جامعاتنا الأردنية كافة، في مجال عقد المؤتمرات أمر يعكس درجة الاهتمام بتطوير العمل الأكاديمي من جهة والحضور الجامعي فيما يجري من أحداث على ساحة الوطن او الاقليم او العالم، ويشكل جزءا هاما من رسالة الجامعات في البحث والتطوير.
واضاف خلال افتتاحه اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لكلية الآداب واللغات الذي يقام في جامعة جدارا تحت عنوان "اتجاهات معالجة القضايا المعاصرة في وسائل الإعلام" ان الاعلام يلعب دوراً كبيراً ليس فقط في عرض وتحليل ما يجري في هذا العالم، بل يسهم في توجيه الأحداث، وفي تشكيل الرأي العام نحوها.
ولفت الى اهمية الاعلام في عصر العولمة بحيث أصبح سلاحاً لا يمكن لدولة تسعى نحو التميز والبقاء أن تستغني عنه".
واشاد بتركيز أحد محاور المؤتمر على صياغة الفكر المعتدل ومواجهة التطرف ما يعطي اهمية خاصة في صياغة الفكر المعتدل ومواجهة التطرف الذي أصبح الشغل الشاغل للعالم أجمع.
واكد الطويسي ان تحصين الأجيال في مواجهة الأفكار المتطرفة، وزرع ثقافة الاعتدال فيها سيسهم بالتأكيد في تجفيف أهم منبع من منابع الإرهاب الذي يكمن فيه الفكر المتطرف.
وقال مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الزميل فيصل الشبول المتحدث الرئيس في المؤتمر، إن ما يؤخذ على النخب العربية اليوم، من مفكرين واصحاب رأي واختصاص، وأكاديميين وسياسيين، انكفاءهم في مواجهة واحدة من اخطر المراحل التاريخية التي تعيشها امتنا اليوم حيث الدم والدمار والفتن تشتعل في كل مكان.
وقال " ان الوظيفة الاولى للإعلام هي ان يعكس بأمانة صورة مجتمعه، فهل يلام الاعلام على تصوير القتل والتدمير والتهجير وقد بتنا الجزء الاكثر دمارا والاكثر تهجيرا لابنائه في العالم.
وبين أن الوظائف الاساسية للإعلام هي وظائف تنويرية وتثقيفية، والاصل أن يقوم عليه اعلاميون موضوعيون محترفون في مهنة البحث عن الحقيقة، ولكن اين هم هؤلاء وسط هذا المشهد شديد التعقيد، واين هي تلك الوسائل، ثم اين هي الحقيقة في زمن صار فيه الحليم اكثر حيرة من اي وقت مضى.
وقال الشبول لقد استسهلنا طيلة القرن الماضي، وما زلنا حتى اليوم نلقي اللوم في التسبب بمصائبنا على الآخر، والآخر في ثقافتنا هو – على الارجح – الغرب المستعمر الغازي المحتل، الذي يدين بغير ديننا ويتحدث بغير لغتنا ويطمع في بلادنا واليوم وبفعل الافكار الظلامية لمن يقتلوننا ويشوهون حضارتنا من ابناء جلدتنا، فقد اصبحنا في موقف الدفاع ليس عن موقفنا الحقيقي من الانسانية، بل وعن حضارة عمرها آلاف السنين وينعكس كل هذا في وسائل الاعلام.
وأضاف اننا لم نعد قادرين امام الناشئة التي ترى تفاصيل العالم في كل لحظة بفضل وسائل الاتصال والتواصل على تحميل الاخر كل اسباب هذه الشرور، وأن علينا ان نعترف بان الاعلام الاسود الموجه لا يأتي دوما من الخارج فلدينا الكثير منه على امتداد وطننا العربي الكبير، وما آلت اليه شؤون الرأي العام العربي، واستباحته من قبل وسائل الاعلام والاتصال والتواصل بات يشكل خطرا داهما لا بد من التوقف عنده طويلا بقصد النقد والتقييم والتقويم.
وتساءل الشبول عن المضامين التي تقدمها اكثر من 1500 قناة فضائية عربية، وما الجدوى الاقتصادية من هذه الوسائل، اذا ما علمنا ان اقل من 10% تحقق ربحا وفقا لدراسة اجريت قبل نحو ثلاث سنوات.
وقال انه يجب حماية المجتمعات والذائقة العامة من المضامين اللاأخلاقية التي تبث عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما الناشئة والاطفال، ومكافحة التطرف والارهاب عبر هذه الوسائل، بعد ان نجحت منظمات ارهابية في تجنيد الآلاف وجلب التمويل عبر تلك الوسائل.
ورحب رئيس هيئة المديرين في الجامعة الدكتور شكري المراشدة بالمشاركين في المؤتمر من الاردن والدول الشقيقة والصديقة، مشيرا الى الدور الثقافي والاجتماعي للجامعات الخاصة وما تضطلع به من جهد في بناء اجيال المستقبل.
وثمن الدكتور المراشدة دعم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورعايتها للجامعات الخاصة من أجل اتمام مسيرتها التعليمية باعتبارها شريكا في اداء رسالة التعليم العالي وتحسين وتطوير نوعية التعليم الجامعي.
وقال رئيس الجامعة الدكتور صالح العقيلي ان المؤتمر يأتي في سياق الكثير من التطورات التي تشهدها المنطقة العربية وتؤدي من خلالها وسائل الإعلام الكثير من الأدوار والمهام في إطار صناعة الرأي العام وتكوين اتجاهاته حيال العديد من القضايا ذات الطابع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني.
وبين أن ثورة الاتصالات الرقمية حققت الكثير من القفزات في آليات إنتاج المادة الإعلامية وتقديمها للمتلقي كيفما وحيثما كان، وأسهمت هذه الثورة في ظهور العديد من وسائل الإعلام الرقمية عمادها التفاعل مع المستخدمين بهدف إحداث التأثيرات المختلفة من جهة وكمنافسة لوسائل الإعلام التقليدية من جهة أخرى.
وبين أن المؤتمر يتناول محاور، هي: دور الإعلام في معالجة القضايا الدينية والقومية وصياغة الفكر المعتدل ومواجهة الفكر المتطرف، ومعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية واللغوية في وسائل الإعلام، والحرب النفسية وعلاقتها بالصراعات المعاصرة.
وقال ان المؤتمر يركز ايضا على انعكاس مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في وسائل الإعلام، والأبعاد القانونية في معالجة القضايا في وسائل الإعلام، واختلال تدفق المعلومات في نظام الاتصال الدولي، والقضايا المعالجة في القنوات الموجهة في المنطقة العربية، ودور شبكات التواصل التفاعلية في معالجة القضايا العربية.
وقال الدكتور العقيلي إن تعدد محاور المؤتمر تعكس مدى تشابك الأدوار غير المسبوقة التي تقوم بها وسائل الإعلام في بيئة إعلامية معاصرة معقدة ومتغيرة باستمرار.
وقال عميد كلية الآداب واللغات الدكتور هيثم العزام ان انتقائية الإعلام للإعلان المتمثل في خلق مضامين جديدة للمعنى توضع فيها التبليغات المألوفة وبذل الجهد المنظم الذي يستهدف تحريف دلالة الحدث، تمارس "الزدانوفية" سلطاتها بوصفها عملية تمزيق الذات تقطعها عما قبلها بغية تغريبها من جهة وإعادة إنتاج ذاتها من جهة أخرى.
والقى الدكتور محمد العادل كلمة المشاركين في المؤتمر تحدث من خلالها عن مهنة الاعلام مهنة المتاعب، وان الاعلام يلعب دورا اساسيا ومهما في اذكاء وتطوير الشعلة الاعلامية وايصال رسالتها الفاعلة الى الجمهور.
ويشارك في المؤتمر باحثون من 15 دولة، هي: الجزائر، السعودية، السودان، العراق، تركيا، تونس، عُمان، فرنسا، فلسطين، قطر، لبنان، ليبيا، ماليزيا، مصر بالإضافة إلى المشاركين من داخل المملكة.
--(بترا)