ترامب إذ يبتز إيران.. لحساب من وكيف سترد؟

تم نشره الأربعاء 26 نيسان / أبريل 2017 01:14 صباحاً
ترامب إذ يبتز إيران.. لحساب من وكيف سترد؟
ياسر الزعاترة

تابعنا خلال الأيام الماضية تصعيدا لفظيا لافتا من قبل إدارة ترامب ضد إيران، شارك فيه الرئيس ووزير الدفاع ووزير الخارجية، والناطقون أيضا.
لا مفاجأة في القصة، فقد كان الأمر واضحا منذ مجيء ترامب إلى السلطة، وتحدثنا سابقا في هذا الملف، لكن التصعيد الواسع خلال الأيام الماضية، إنما يعبر عن إرادة واشنطن بالتدخل في الانتخابات الإيرانية التي تجري الشهر القادم، وبالطبع لصالح روحاني.
وتأتي الانتخابات وسط حالة انسداد يعيشها مشروع التمدد الخارجي الذي يرعاه المحافظون بقيادة المرشد، وفي ظل دعوات تصعيد أمريكية تعني إمكانية العودة إلى مربع العقوبات، بعد أن تأمّل المواطن الإيراني بالخروج من مأزقها، والأهم في ظل صراعات ظاهرة بين المحافظين أنفسهم في ظل تأكد المعلومات حول تدهور صحة المرشد، الأمر الذي ترجمه تمرد أحمدي نجاد على أوامره وترشحه للرئاسة بعد ترشيح الرجل المقرب منه (حميد بقائي)، وهو ما تم الرد عليه برعونة عبر شطب ترشيح الرجلين من قبل مجلس صيانة الدستور من دون أي مبرر مقنع، الأمر الذي قد تكون له تداعياته، كما عكست ذلك التهديدات من نجاد نفسه، والرد الأعنف من قبل أحد مستشاري خامنئي الذي هدده على نحو غريب، ليس بسجنه وحسب، بل “بتغطيس رأسه في الماء”!!
لا شك أن سؤال الانتخابات له أهميته الكبرى في السياق الذي نحن بصدده، ذلك أن فوز روحاني سيعني إمكانية التقدم من قبل الإصلاحيين، في حين يعني فوز مرشح المحافظين مع الابتزاز الجديد، وفقدان الشارع للأمل، وإمكانية اندلاع احتجاجات داخلية من قبل شارع لن يقتنع أن “إبراهيم رئيسي” فاز بطريقة عادية؛ تماما كما لم يقتنع في 2009 بأن نجاد فاز بطريقة نزيهة، فكانت الاحتجاجات الشهيرة.
كان لافتا بالطبع أن تأتي أعنف التهديدات لإيران من وزير الدفاع الأمريكي خلال وجوده في السعودية، ما يعني أن ترامب يبيع ذلك التهديد على المملكة، في حين يعلم الجميع أن الابتزاز الأمريكي لإيران لا يتعلق بعدوانها في سوريا واليمن والعراق، بقدر ما يتعلق بالكيان الصهيوني، وحيث المطلوب هو برنامج الصواريخ بعيدة المدى، إلى جانب تغيير مجمل الخطاب حيال الكيان الصهيوني، وهو أمر لا يجد روحاني مشكلة فيه، في حين يمثل هذا مادة الدعاية لمشروع التمدد الخارجي بالنسبة للمحافظين، والتراجع عنه يعني اعترافا ضمنيا بفشل المشروع برمته، الأمر الذي سينعكس بالضرورة على نفوذهم في الداخل.
هنا تنهض المعضلة التي يواجهها المحافظون،حتى الإصلاحيون معهم إذا فاز روحاني في الانتخابات، وهي المتعلقة بسؤال الكيفية التي ينبغي من خلالها مواجهة الابتزاز. هل ستكون من خلال التراجع وفقدان مادة الدعاية التي تحدثنا عنها تجنبا للعقوبات، أم بالتعنت وصولا إلى مزيد من ضجر الشارع في حال فوز روحاني، وما هو الأسوأ في حال فوز “رئيسي”؟
نفتح قوسا لنشير إلى أن بيع ترامب ضغوطه على إيران للعرب له ثمن قريب، يتمثل في دعم تسوية في المسألة الفلسطينية تريح نتنياهو، وتنطوي على خطورة كبيرة، لكن ذلك لن يكون كافيا سوى في المدى القريب، أما في المتوسط، فلا يُستبعد أن يطالهم الابتزاز، وبالذات السعودية في ملف “جاستا” الشهير.
كل ذلك يعكس حقيقة مأزق الطرفين العربي والإيراني (أردوغان يعاني من نزيف سوريا أيضا)، في مواجهة إدارة هاجسها إسرائيل، ولغتها الابتزاز، ولو تدخل العقل قليلا، وبخاصة في الحالة الإيرانية، وتخلص خامنئي من لوثة التمدد واستعادة ثارات التاريخ، فسيكون بالإمكان التفاهم على حل إقليمي يرضي محاور الإقليم الثلاثة (العرب، تركيا وإيران)، بعيدا عن التدخلات الخارجية. تلك خطوة كبيرة لو حدثت فستتغير المعادلة برمتها، ويتوقف هذا النزيف الذي أصاب الجميع، ولم يخدم سوى الصهاينة وكل الطامعين بثروات وإمكانات هذه المنطقة.

الدستور 2017-04-26



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات