محمد طمليه

المدينة نيوز - خاص - كتب المحرر الثقافي - : بعد حوالي الأسبوعين تحل ذكرى وفاة الراحل محمد طمليه ، الذي كان كاتب هذه السطور على سرير شفائه ليلة وفاته ، ولأنه وعد صديقه بالوفاء ، ها إننا ننشر للراحل هذه السيمفونية الادبية ليستمع إليها من يحب أدب كاتب متميز اجترح اسلوبا جديدا في كتابة الأدب ويعتبر رائدا للأدب الساخر في البلد :
***
نام ضيوفي, وبقيت ساهراً. شجرة الليمون في الحديقة ظلت ساهرة أيضاً: ها هي تبخّ عطرا ينعشني. وكذلك القمر: انه بدر مكتمل. كل شيء رائع, اللهم الاّ الشخير الذي يأتيني من غرفة النوم.
حاولت ان اقرأ. صعب. تذكرت قصيدة لشاعر "روسي ": تتحدث القصيدة عن عامل مصنع يخرج باكراً الى الدوام, يلاحظ, فيما يلاحظ, ان السماء زرقاء بعد ليلة تساقط فيها ثلج.. وان الشمس ساطعة.. وان النساء اللواتي كنّ في الطريق بشوشات.. وان الاطفال ملائكة.
رأى عاشقا يحمل وردة.. وفتاة وقعت في الحب.. وعجوزا يقرأ جريدة.. ومجموعة من بنات المدارس نجحن في امتحان الحساب.
رأى في الطريق الى المصنع رجالا مسالمين.. وبخارا يتصاعد من الارض.. واعشابا نمت تحت ابط الرصيف.
انتشى عامل المصنع. اخذ نفسا عميقا: هل يداوم هذا النهار?
بالطبع لا, قال: "من السخف ان امنح هذا اليوم الرائع لربّ العمل ".. وعاد.
نام ضيوفي. شخيرهم لا يزعجني, خصوصا بعد ان تأكد لي ان الصباح بات على حافة الشرفة التي اجلس فيها: صباح جديد.. نهار جديد.. مشاعر طازجة احملها في روحي.. هواء رطب يهز العصافير النائمة: العصافير لا تستخدم الساعات المنبهة.. رن ن ن ن: ويصحو عصفور كسول. يغسل وجهه على عجل. يأكل زيتاً وزعتراً. يخرج الى الدوام. يبتسم لأول عابر: يقول: أجمل ما في الحياة ان يكون المرء حراً. ( محمد طمليه - من ارشيف الكاتب )
25/5/2008
محمد طمليه مع الزميل ناصر الجعفري