الاقتصاد بين التشاؤم والتفاؤل

تم نشره الجمعة 28 نيسان / أبريل 2017 01:00 صباحاً
الاقتصاد بين التشاؤم والتفاؤل
فهد الفانك

عندما يتعلق الأمر بالنظر إلى الوضع الاقتصادي هذه السنة ينقسم الأردنيون إلى متشائمين ومتفائلين.

المشتائم منا يرى الأمور من خلال نظارة سوداء فتبدو له أسوأ مما هي في الواقع ، وهو يتوقع أن تزداد الأمور سوءاً. وعلى العكس من ذلك يرى المتفائل الأمور من خلال نظارة وردية فتبدو له أجمل مما هي في الواقع ، وهو يتوقع المزيد من التحسن.

كلاهما مخطئ إلى هذا المدى أو ذاك ، وغير قادر على قراءة الواقع واستشراف المستقبل بطريقة موضوعية تعتمد على معطيات محسوسة وقابلة للقياس.

على هذا الأساس نتمنى أن يتخلى الناس عن التشاؤم والتفاؤل ، ليكونوا موضوعيين ، يقدّرون الخطر بقدره ، ويقدّرون الفرص بمقدارها. لكن هذا التمني غير وارد في الحياة العملية ، فالإنسان يتفاءل ويتشاءم ، وينتقل أحياناً من حالة التفاؤل إلى حالة التشاؤم أو بالعكس.

طالما أن الأمر كذلك ، فإن التفـاؤل مطلوب في المجتمع ودوائر الأعمال ، لأنه يشكل حافزاً للحركة والاستثمار ، وليس مطلوباً عند المسؤولين ، لأن تفاؤل الحكومة يسمح لها بالاسترخاء ، ويعفيها من التصرف طالما أن كل شيء سائر في الطريق الصحيح.

على العكس من ذلك فإن التشاؤم في المجتمع ودوائر الأعمال يحقق ذاته ، فالتشاؤم يعني تجميد النشاطات الاستثمارية ، وتأجيل أو إلغاء المشاريع ، وأخذ موقف الترقب. أما التشاؤم عند المسؤولين فمن شأنه أن يمنع حدوث الخطر ، لأنه يدعو إلى التحوط للأخطار سلفاً.

هذا لا يعني فرض التفاؤل على رجال الأعمال خلافاً لقناعاتهم ، ولا يعني فرض التشاؤم على المسؤولين بالرغم من اعتقادهم بأن الأمور جيدة ، لكنه يعني أن نشر روح التفاؤل في القطاع الاقتصادي أمر مفيد ، وأن قدراً من التشاؤم والتخوف لدى المسؤولين أمر محمود يدعوهم للحذر والحيطة.

تشاؤم القطاع الخاص الذي يرافقه تفاؤل الحكومة لا يدعو للطمأنينة ، وهو وصفة مضمونة للركود الاقتصادي والتأخر في الاحتياط لجميع الاحتمالات ، وتشاؤم الحكومة الذي يرافقه تفاؤل القطاع الخاص هو وصفة مضمونة للنمو والمناعة ضد الأخطار.

تستطيع الحكومة أن تتفاءل لبث روح التفاؤل والتحفيز ، على أن تكون متشائمة عند البحث في سيناريوهات المستقبل لتظل على استعداد لمواجهة أسوأ الاحتمالات.

الراي 2017-04-28



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات