الى كل عراقي يعتز بوطنه

تم نشره السبت 29 نيسان / أبريل 2017 03:51 مساءً
الى كل عراقي يعتز بوطنه
هادي جلو مرعي

عندما نطالب بسحق الإرهاب، ونتحدث عن إستهداف الجنود العراقيين، وجرائم التكفيريين الذين لايميزون بين مواطن ومواطن. لانرغب بالذهاب الى دائرة التصعيد والشحن الطائفي، ونقول.. قال السنة، وقال الشيعة. بل نطالب ببناء دولة قوية تضرب على رأس كل من يريد أن يكون دولة لوحده، ولايرعوي، ويتجاوز القانون، ويعتدي على الحرمات. الإرهاب وداعش، وكل من يتجاوز على الناس هو متمرد على القانون، وسواء كان خطابه دينيا، أم عشائريا، أم مناطقيا فيجب أن يقمع، ويتم ترهيبه، وتأمين المواطنين العاديين بكل الوسائل المتاحة عسكريا وقانونيا وإقتصاديا، وان لانستسلم لطموحات من يريد للدولة أن تبقى (سايبة عايبة) ليستمر بجني المكاسب والمناصب، ويتربح على حساب دماء الأبرياء ومعايشهم وكراماتهم، وهذه مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق من بقي لديه بعض الشرف من المشتغلين في السياسة والدين والثقافة والصحافة والأكاديميات والمتنورين في المجتمع.
مؤلم جدا أن نرى العراقيين ينحازون الى مذاهبهم وقومياتهم بطريقة فجة ومخيفة وباعثة على القلق من تدهور الأوضاع لتصل الى مرحلة الإستسلام الكامل للتطورات في المنطقة، والتحول الى مجرد أدوات وأتباع لاحضور ولاوجود ولاتأثير لهم إلا بمقدار علاقتهم بهذه الدولة، أو تلك، وبمقدار ماتفضله تلك الدولة التي يعمل لحسابها مواطنون بمختلف المستويات، فهناك من يربط مصيره ومصير بلده بمواقف وقرارات دولية وإقليمية ولايخرج عنها، ويتقوى على شريكه في الوطن من خلال أدوات خارجية يدفع ثمنها من ولائه ووطنيته وإنسانيته، وبينما تنهض الشعوب وتتطور ننزاح نحن الى دائرة مواجهة غير أخلاقية نكون نحن القتلة فيها والضحايا معا بل والأدوات أيضا، بينما للأجنبي والخارجي الفرجة والمنفعة.
يبدو المواطنون العراقيون في حالة يأس وإحباط، ويبدو الساسة كذلك، والجميع يجري لاهثا خلف أمنياته ومطامحه التي يريد لها أن تتحقق ولو كان الثمن دمار بلده وتفتته وضياعه، وخسارة العلاقة مع الشركاء الأساسيين فيه، ومثل هولاء بل وأسوأ منهم السياسيون الذين يفقدون ثقتهم بأنفسهم مع إستمرار الفشل، ويفقدون الرغبة في العمل والكد من أجل بناء الدولة وينحصر همهم في بناء ممالكهم الخاصة، وتأمين مصالحهم، فهم يشعرون بغياب الرؤية، ولايجدون وحدة حقيقية بينهم على المباديء الأساسية والمصالح الوطنية المشتركة، ولايعودون سوى صدى لصوت أعلى، وممثلين لمصالح دول، بينما يغيب الوطن، ويضيع في الضباب.
العراقيون بحاجة الى العودة الى ذواتهم والثورة من أجل وطنهم.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات