"كلاسيكو الاساطير": نجاح تنظيمي.. وغياب كارلوس وريفالدو

المدينة نيوز :ـ  إنتهت مباراة "كلاسيكو الأساطير" بين قدامى فريق برشلونة وقدامى فريق ريال مدريد، بفوز "البرشا" 3-2، في اللقاء الذي أقيم بينهما على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، في حضور شخصيات رسمية ورياضية.

لا شك أن الحدث الكروي العالمي، الذي أقيم في بيروت، نجح في عدة أمور، خصوصاً على صعيد التنظيم، بينما لفت غياب أكثر من نجم قيل انه سيخوض "الكلاسيكو"، كالمدافع البرازيلي روبرتو كارلوس ومواطنه المهاجم ريفالدو.

على الصعيد الإيجابي:

أولاً، قدم الفريقان مباراة رائعة، حيث ظهرت اللمحات الفردية الفنية عبر "الساحر" رونالدينيو، الذي مرر كل أهداف برشلونة، وبرز الى جانبه الفرنسي لودفيك جولي، الذي عرف كيف يترجم تمريرات البرازيلي "القاتلة" الى أهداف.

ثانياً، لفت الحضور المميز لوزير الخارجية جبران باسيل ووزير السياحة أفاديس كيدانيان إلى النائبين علي بزي وسامي الجميل، فضلاً عن شخصيات رياضية واجتماعية.

ثالثاً، تفاعلت الجماهير، التي لم تشهدها مدرجات المدينة الرياضية منذ أكثر من 4 سنوات (خلال مباريات المنتخب اللبناني في تصفيات كأس العالم 2014)، بشكل كبير طوال اللقاء، وقدمت صورة حضارية عن الشعب اللبناني.

رابعاً، أظهر الحكام الذين اعتزلوا منذ سنوات، وهم طلعت نجم ومصطفى طالب واحمد قواص ومحمد المولى ورضوان غندور وعلي عدي وزياد مهاجر ومحمد منصور، أداءً جيداً، على الرغم من تقدمهم في العمر.

من جهة ثانية، لوحظ وجود بعض الثغر، منها:

أولاً، لم يكن عدد الجمهور كما كان متوقعاً (30 إلى 35 ألف متفرج)، حيث حضر نحو 26 ألف متفرج، بحسب تقدير الخبراء، واللافت ان بعض الحاضرين غادروا الملعب قبل نهاية اللقاء.

ثانياً، غاب المدافع روبرتو كارلوس والمهاجم ريفالدو، وهو أمر فاجأ الحضور، خصوصاً ان كارلوس وريفالدو كانا ضمن التشكيلة الرسمية للفريقين، التي تم الإعلان عنها من اللجنة المنظمة قبل حوالى أسبوعين.

ثالثاً، لم تكن أرضية الملعب صالحة لاقامة هذا "العرس الكروي"، حيث شاهد الحضور بعض "البقع الرملية" في الملعب.

واللافت أيضاً، المشهد المؤسف الذي بدت عليه المدرجات لجهة الكراسي المحطمة.

رابعاً، قال أحد المنظمين ان المباراة تصنّف تحت خانة "الرسمية"، لكن الامر المستغرب هو ارتداء أكثر من لاعب للرقم نفسه، وهو أمر ممنوع رسمياً.

خامساً، كان من المتوقع ان تنطلق المباراة عند الساعة 20:30 مساءً، إلا ان صافرة البداية اطلقت عند الساعة 21:10، أي تأخرت عن وقتها حوالى 40 دقيقة.

وحول الحدث الضخم، قال مدير عام شركة LMS المُنظّمة للمباراة طارق الحاج ان "كل من يعمل في تنظيم الاحداث العالمية سيخطئ، خصوصاً في إقامة حدث بهذا الحجم، وفي بلد لا يساعدك كثيراً".

وأضاف في حديثه لـ "النهار": "راض عن نتيجة الحدث، على الرغم من وجود بعض الأخطاء، التي لم تؤثر علينا كثيراً".

وتابع الحاج إنه كان يجب ان "نوقع عقداً مع احد نجوم ريال مدريد، كما فعلنا مع رونالدينيو (وقع عقداً خاصاً معه)، من أجل ان نضمن حضوره الى لبنان، لكننا أخطأنا هنا، ووقعنا العقد مع الناديين لتسمية اللاعبين الـ18".

وعن غياب البرازيلي روبرتو كارلوس، أكد ان الغياب جاء نتيجة أسباب خاصة، وهو ما عرفت به اللجنة قبل يوم واحد من موعد المباراة، حيث ارسل مدافع ريال مدريد السابق فيديو له وهو يعتذر عن حضوره الحدث لاسباب خاصة.

واعتبر المدير العام لشركة LMS ان الأهم بالنسبة اليه رسم الابتسامة على وجوه الشعب اللبناني، مشيداً بالتنظيم لناحية دخول الجمهور، مشيراً الى انه من الضروري ان تحترم الناس لكي تحترمك.

وشكر الحاج كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، حيث سهر 7 أشخاص من الشركة المنظمة على تأمين كل المستلزمات لاخراجه بأبهى صورة.

وأضاف: "واجهتنا مشكلة بالنسبة لحضور الجمهور، وكنا نتوقع حضور حوالى 7000 شخص من العراق، لكن لم يحضر سوى 2000 شخص فقط".

وعن أرضية الملعب، قال: "تسلمنا المدينة الرياضية قبل 9 أيام من موعد اللقاء، وهو وقت لم يكن كافياً لتحسين أرض الملعب بالشكل المطلوب".

وفي لفتة مميزة من الشركة، أكد الحاج ان غرف تغيير الملابس ستبقى مجهّزة من أجل استحقاقات المنتخب اللبناني المقبلة.

وبالنسبة الى ارتداء أكثر من لاعب للرقم نفسه، ابدى المدير العام استغرابه، مشيراً الى ان اللاعبين هم الذين حددوا أرقامهم.

وحول تأخير اللقاء نحو 40 دقيقة، أجاب الحاج: "على الرغم من ان موقع إقامة اللاعبين كان قريباً من ملعب المباراة، لكننا واجهنا صعوبة للوصول في الموعد المحدد، فضلاً عن اختيار القوى الأمنية طريقاً مجهزاً أمنياً لسير حافلة اللاعبين"

بدوره، اعتبر الحكم المساعد احمد قواص، الذي شارك في قيادة اللقاء، ان الحدث كان كـ"حلم" وتحوّل الى واقع، مشيراً الى انه لم يكن يفكر يوماً انه سيكون ضمن طاقم تحكيمي يقود لقاء بهذا الحجم وأمام أسماء عالمية.

بدأ قواص مسيرته التحكيمية في العام 1994، لكنه قاده أولى مباريات الدرجة الأولى في العام 2000، قبل ان يعتزل في العام 2012.

وتابع في حديثه مع "النهار": "كنا تحت ضغط كبير من الجمهور والاسماء العالمية التي تلعب أمامنا وايضاً الحكام الحاليين الذين يتابعوننا"، مضيفاً انه سعيد بالاداء الذي قدمه، خصوصاً ان اللقاء شاهده ملايين الناس حول العالم، وبالتالي "لا مكان للأخطاء في اتخاذ القرارات".

من جهة ثانية، أكد نجم الأنصار السابق ناصر بختي ان المباراة كانت استعراضية بامتياز، مشيراً الى انها تصنّف تحت عنوان "حدث رياضي – تجاري".

وأضاف في حديثه مع "النهار": "كنا نتمنى ان تشارك أسماء معروفة أكثر عند الجيل الجديد مثل كارليس بويول وغيره". واستغرب غياب النجم البرازيلي روبرتو كارلوس عن اللقاء، على الرغم من الإعلان عن وجوده، خصوصاً حين وضعت صورته الى جانب صورة مواطنه "الساحر" رونالدينيو.

وتابع: "لابد من التنويه بعمل الشركة المنظمة للحدث، خصوصاً ان المبادرة لاقامته كانت فردية".

وختم بختي: "نتمنى تكرار هذا الحدث، لكن بظروف أفضل".

أخيراً، لاشك في ان التجربة كانت مقبولة، خصوصاً انها تنظم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، على أمل الاستفادة من الثغر في اللقاءات المقبلة.

"النهار"