شكراً لحسين هزاع المجالي الذي ذكرني ب "عمار "!

المدينة نيوز – خاص – كتب جهاد جبارة - : الليل البارد يغذ الخطى, ولم يعُد سوى رحيل آخر سوط شمس يلسع!,هي أيام ويرحلُ بعدها هذا القيظ,فمرحباً بالعتمة,وبردها الذي سيطرق جدار الروح.
وعلى مقربة من شتاء آت فإن الأذن المستسلمة لنوم عميق ستصحو لا محالة عند سماع مواء قطط رضيعة تنتظر الأم التي انهرست أسفل عجلات عربة يقودها من لا يرأف بالمارة إن كانوا قططاً,أو كلاباً,أو أناساً حتى!.
حنوّ "حسين هزاع المجالي "-مع حفظ الألقاب-,أنا بالمناسبة لا استطيب اللقب إن كان أصغر من صاحبه,حنوّه على تلك القطة الشاردة,والعالقة قريبا من عجلات عربته,ذكرني بصاحب "القلب الأردني الكبير ",وليسمح لي القراء بإخفاء بعض التفاصيل كي لا أفسد متعة العطاء على "صاحب القلب الكبير ".
وليس من مناسبة تدعوني للكتابة الآن سوى الإتيان ببريق من الآمال الكبيرة لبعض الذين ظنوا ان "الدنيا "تغيرت وأن القلوب الكبيرة قد هجرتها الرأفة,وخفقات فروسية الفرسان.
حسين هزاع المجالي,عطّل العديد من أعماله الملحة من أجل روح قطة-وأرجو ألا يظن أحدكم أني أكيل له المديح-كي لا تظلموني وتظلموه,لكنني أجزم أن حادثة كهذه لو حدثت في الغرب لتناقلتها وكالات الأنباء,ولأبدينا إعجابنا بأسم ذلك الغربي ولصرنا نُعير مسؤولينا في فعلته.
نعود لصاحبنا "صاحب القلب الأردني الكبير "والمدعو "عمار " وأكتفي واعذروني عن ذكر اسم الأب والعائلة و,و,ظننته ورعاً في الصلوات,والسجود,وظننته ورعاً عندما يكون على بعد لهفة من لقاء قبر رسول الله "صلعم "آناء الحج,والعمرة,لكن ورعه تكشّف في تجوال عينيه أرجاء الوطن بحثاً عن معذبين,وعن الذين يستبسلون,وتهون عليهم الأرواح في سبيل علوّ,وزهو الوطن.
"عمار "هذا وبعد تلك التفجيرات الأليمة الشنيعة التي أصابت حذاء كبرياء عمان دون أن تجرحه,حمل حقيبة بداخلها مالاً حلالاً وقدمه لواحدة من المؤسسات التي أبلى أفرادها البلاء الحسن وذلك تقديراً منه للعطاء والواجب الذي أدوه والحلاوة في هذا أن الأسم الرباعي ل "عمار "سيبقى مجهولاً لي ولكم لكن سبحانه وتعالى يعرفه وحده.
هذا هو الأردن,عطوف,معطاء,مُتحد ولا تكسره عاديات الزمن.
أنا فقط وددت أن أقدم مجرد وردة لقلب حسين هزاع المجالي العطوف لأنه ذكرني ب "عمار "أقصد "القلب الأردني الكبير ".