" التعذيب "

المدينة نيوز - أعادت منظمة حقوقية عربية فتح ملفات بعض المعارضين العرب الذين توفوا بعد تعذيبهم بالأسيد مثل المعارض في احدى بلدان الشمال الافريقي, المهدي بن بركه وهو يساري, ومثل القائد الشيوعي فرج الله الحلو الذي اتهم عبدالحميد السراج بقتله خلال سنوات الوحدة المصرية - السورية.. لكن القتل والتعذيب بالأسيد ليس الاسلوب الوحيد في تاريخ التعذيب المعاصر والمفارقة هنا ان الانظمة العربية بمختلف تياراتها اعتمدت على الخبراء الالمان الذين ترعرعوا في كنف النازية وأكملوا خبرتهم مع المخابرات الامريكية واصدقائها ومات تحت تعذيبهم معارضون من اليسار, القوميون والاسلاميون, والقائمة أطول من ان تذكر من الشيوعي النوبي المصري زكي مراد في سجون السادات الى الالاف من المحيط الى الخليج...
وكما كل تواريخ العالم في التعذيب ولا سيما الكنيسة الكاثوليكية في الفترة الاقطاعية "التعذيب بالحرق والخوزقه " وكذلك الغزاة الامريكيون والأسبان للهنود الحمر ومثلهم الغزاة الأوروبيون للشرق حيث تفننوا في تعذيب المقاومين وحملات الابادة الجماعية بالقتل المباشر أو بطانيات الجدري او تسميم مياه الشرب فلا يقل تاريخنا عن مثيله التاريخ العالمي كما يلاحظ المفكر العراقي الراحل, هادي العلوي في كتابه عن تاريخ التعذيب..
ويتوقف العلوي في هذا الكتاب عند الجذر التوراتي اليهودي لأساليب ومبررات التعذيب مقابل قول الرسول "ص " "ادرأوا الحدود بالشبهات " وتمسك الخليفة عمر بن الخطاب والامام علي بن أبي طالب والخليفة عمربن عبدالعزيز بهذا الحديث الشريف..
ويعيد العلوي التعذيب لأغراض متعددة بينها الاعتراف والعقوبة وأبرزها الاغراض السياسية التي شملت الجميع من غلاة الخوارج الى غلاة التشيع "القرامطة " وكذلك بعض الحكام الفاطميين "الحاكم بأمر الله " الى المعتمد بن عباد صاحب أشبيلية..
وقد توفي بالتعذيب تحت ايديهم مفكرون وفقهاء وشعراء مثل عبدالله بن المقنع "الموت حرقاً " بأمرمن والي المنصور, ومثل غيلان الدمشقي والجعد بن درهم ذبحاً كالخراف بأمر من ولاة أمويين, ومثل قاتل الامام علي بن أبي طالب "عبدالرحمن بن ملجم " الذي قطعت يداه وقدماه وسملت عيناه, ومثل الفقيه أبو بكر النابلسي الدمشقي الذي سلخ الفاطميون جلده... وهذا غير "المهابدة " أو الاستئصال بالجملة في العهدين الأموي والعباسي على يد ولاة متشددين مثل الحجاج وأبو مسلم الخرساني..
أما اشهر طرق التعذيب فهي الجلد وتقطيع الأطراف وجدع الانوف وسمل العيون وسلخ الجلود وحشوها بالتبن بعد الوفاة, والحرق والسحل ونضح البطن بالنمل والاغتصاب للذكور والنساء... وعلى ما يقول العلوي فمعظم هذه الاساليب مستوفدة ودخلية من الثقافة التوراتية والاسرائيليات التي تسللت الى كل الاديان والثقافة العالمية. ( العرب اليوم ) .