تقارير الانيميا القومية

المدينة نيوز - كتب : خيري منصور - يبدو ان الوحدة العربية قد تحققت في ربع الساعة الاخير ونحن اخر من يعلم..
فلا تدري ما الذي يجري هل هو لبننة العراق ام عرقنة لبنان؟ وهل هو يمننة السودان ام سودنة اليمن؟ فالتزامن دراماتيكي ومثير بين ازمات مزمنة تعيشها حواضر هذا العالم الغائب. حيث تبحث شعوب الارض عن حد ادنى من الالتئام اقتصاديا وسياسيا كي تحمي نفسها لكن العرب يبحثون عن ذرائع جديدة لاعلان الاستقلال في كل قرية وحارة ، ولا ندري من يستقل عمن؟ وما هو حاصل جمع هذه الاصفار في نهاية المطاف؟
لقد تحول العالم العربي الذي كان لزمن طويل متفرجا عى ما يحدث في القارات الخمس الى فرجة ، وها هو اشبه بسيرك مفتوح على مدار الساعة وبالمجان.
الخيول دجنت وتحولت الى دمى من مطاط وصارت تثغو بدلا من ان تصهل والمساحة الجغرافية الشاسعة ضاقت وانحسرت بسبب عوامل التعرية السياسية والقضم من كل الجهات واصبحت بمساحة قبر جماعي.
والوفرة الديمغرافية اصابتها عدة انيميات بحيث فقدت المناعة.
وثمة اقطار عربية ناءت بجولاتها البشرية وقد تجد من يقترح نظرية مالتوس للبحث عن خلاص،
الاغنى اصبح الافقر ، والاكثرية صارت اقلية مغلوبة على امرها بين الامم ، واذا احتكمنا الى تقارير التنمية او الانيميا القومية نجد ان الوحدة قد استكملت نصابها وشروطها ، فالتعليم في اخر القوائم وكذلك متوسط الدخل والعمروالانتماء.
فائض في عدد المرضى وشحة في عدد الاسرة وفائض في مياه الانهار وظمأ وتصحر في الارض.
مثقفون ومفكرون واكاديميون وشعراء ورسامون وروائيون ينافس عددهم كل ما افرزته اسيا وافريقيا لكن الثقافة في خطر وعدد قراء الكتاب الواحد اقل من عدد من يسيرون في جنازة او يشاركون في جاهة زواج،
يتنافس العرب الان في مختلف عواصمهم على التفنن في الطرح والقسمة ، لان الرياضيات والحواسيب الغبية اوهمتنا بان عشرين نعجة افضل من اسد واحد ، وها نحن نفتح اعيننا على كثير ولا نرى احدا لان الفارق جوهري بين ركام اللحم والامة وبين عشرين شجرة تقضم جذور بعضها وبين الغابة.
فهل سيبحث عرب الالفية الثالثة عن مبنى للجامعة العربية بسعة مدينة كي يتسع لتمثيل سبعين فرقة متناحرة.. والناجية منها واحدة بانتظار الجنة؟
اتقول الله بابنائكم واحفادكم اذا قررتم التفريط بانفسكم وحاضركم..
ان ما يحدث هو باختصار انتحار قومي واستقالة جماعية من التاريخ ، واذا كان القانون لا يحمي المغفلين فان التاريخ لا يحمي الحمقى المنتحرين على طريقة القطط وهي تستمرئ مذاق دمها،، (الدستور)