«قرارات تاريخية» أم «فاصل قصير»؟ *

تم نشره الإثنين 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 05:27 صباحاً
«قرارات تاريخية» أم «فاصل قصير»؟ *
عريب الرنتاوي

المدينة نيوز - كتب :  عريب الرنتاوي  - نرغب أن نرحب بقرار السلطة الفلسطينية "تعليق" مشاركتها في المفاوضات المباشرة مع حكومة اليمين واليمين المتطرف المستمسكة بأولوية الاستيطان على ما عداها ، بيد أننا نفضل التريث لمعرفة ما إذا كان القرار سيمهد فعلاً لـ"قرارات تاريخية" و"استراتيجية بديلة" ، أم أنه لن يزيد عن كونه "نوبة حرد" ، سرعان ما سيجري احتواءها والالتفاف عليها ، بعد أن تكون قد استنفذت أغراضها.

لكي تكون نتائج الاجتماع المشترك للجنتين التنفيذية للمنظمة والمركزية لفتح ، مقدمة لـ"قرارات تاريخية" بشر بها الرئيس عباس قبل أيام قلائل ، يتعين على السلطة الشروع من دون إبطاء في مراجعة الحصاد المر لتجربة السنوات العشر الفائتة على أقل تقدير ، حتى لا نقول تجربة السنوات العشرين التي انقضت منذ مؤتمر مدريد ، على أن تشتمل المراجعة على أسئلة ومحاور من نوع: جدوى التفاوض بلا مقاومة ، والمقاومة بلا تفاوض ، وفرص الجمع بين الأمرين معاً ، جدوى الاحتفاظ بالسلطة وإعادة تعريف وظائفها ومكانتها في النظام السياسي الفلسطيني ، وضع منظمة التحرير المهترئ وسبل إعادة الروح لشرايينها المتيبسة ، سبل التوجه لاستعادة الوحدة الوطنية من دون "مناورة أو مداورة" ، فتح الباب رحباً للخروج من قبضة المحاور والمعسكرات الخانقة ، وإعادة الاعتبار لدور القضية الفلسطينية العابر لهذه التقسميات والموحد لها والمستنهض لهمم وعزائم مكوناتها.

ما لم نلمس خطوات على الأرض ، تنبئ ببدء المراجعة وتبشر بإرهاصات تصحيح المسيرة والمسار ، سنظل ننظر بعين الشك والريبة لقرارات من هذا النوع ، خصوصا حين ينبري لعرضها والذود عنها ، أناس انغمسوا من الرأس حتى أخمص القدمين في مستنقع التنازلات المجانية ، وكانوا رأس جسر التهافت في السياسة الفلسطينية ، وهو يحاولون اليوم ، وبنبرة أكل الدهر عليها وشرب ، الإيحاء بأنهم ما زالوا على عهد "الفروسية الجوّالة"؟،.

نقول ذلك ونحن نرى السلطة وقد أبقت الباب مشرعاً للعودة عن القرار ، واستبدال محادثات التقريب غير المباشرة بالمفاوضات المباشرة ، نقول ذلك ونحن نترقب ما ستعرضه القيادة الفلسطينية على الاجتماعات العربية المنتظرة في ليبيا على المستويين الوزاري والقيادي ، فإن جاءت المقاربة "نقبل ما يقبل به العرب" تطويراً لـ"نظرية التخلي" العربية: "نقبل بما يقبل به الفلسطينييون" ، قرأنا المكتوب من عنوانه ، أما إن جاءت المقاربة هجومية ، وتستهدف وضع القادة والزعماء أمام مسؤولياتهم في دعم الاستراتيجية الفلسطينية البديلة ، ودفعهم للوفاء بالالتزامات التي قطعوها على أنفسهم ، سنكون حينها قد بدأنا نشهد بداية تحوّل ، لا في الموقف الفلسطيني فحسب ، بل وفي المواقف العربية كذلك.

لسنا حائرين في فهم ما يجري على الساحة الفلسطينية ، ولا نحن ممن يشتري البضاعة ذاتها مرتين ، بيد أننا لا نريد أن "نكسّر مجاديف" أحد ، ونرغب في إعطاء فرصة لكل من يريد حقاً أن يخرج بالمشهد الفلسطيني من تفسخه وانحطاطه ، أما إن سُئلنا عن أرجح تقديراتنا لقادمات الأيام وما تختزنه من سيناريوهات وبدائل ، فسنقول أن السلطة ما زالت على عهد المفاوضات والمزيد منها ، وأن ما يجري أمامنا ليس سوى "فاصل قصير" نعود بعده لمشاهدة ذات المسرحية التراجيدية التي أدمنا على مشاهدتها طوال سنوات وسنوات. (الدستور) 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات