البطالة في الربع الثالث

المدينة نيوز - كتب : فهد الفانك - بموجب المسح الذي تقـوم به دائرة الإحصاءات العامة على أساس ربع سنوي ، اتضح أن نسـبة البطالة في الربع الثالث من هـذه السنة بلغت 5ر13% بالمقارنة مع 2ر12% في الربع الثاني و14% في نفس الربع من السنة الماضية.
المتشائمون قرأوا في هذه الأرقام أن البطالة في ارتفاع بسبب الركود الاقتصادي ، وأن الأزمة العالمية ما زالت تؤثر على الأردن ، وبالتالي فإن الحكومة مطالبة بتشجيع المزيد من الاستثمارات التي تولد فرص العمل.
أما أن الحكومة مطالبة بتشجيع الاستثمار ، ليس فقط عن طريق الحوافز والإعفاءات بل أيضاً عن طريق حسن معاملة المستثمرين وتلبية رغباتهم ، فهذه حقيقة صحيحة الآن ودائماً.
وأما إن البطالة في حالـة ارتفاع نتيجـة الركود الاقتصادي المزعوم فليس صحيحاً ، فمستوى البطالة يتقلب من ربع إلى آخر لأسـباب موسمية ، ولذا نجد أن رقـم البطالة في الربع الثالث هـو الأعلى في جميع السنوات السابقة ، لأنه موسـم التخريج للمدارس الثانوية وكليات المجتمع والجامعات ، وعندما يدخل الآلاف سوق العمل في وقت واحـد تقريباً ، فمن الطبيعي أن الاقتصاد الوطني يحتاج لبعض الوقت ريثما يستوعبهم بالتدريج.
اسـتبعاد الآثار الموسمية يتطلب مقارنة رقم البطالة في نفس الموسم ، وهنا نجـد أن نسبة البطالة في الربع الثالث من هـذه السنة أقل مما كانت في نفس الربع من السنة الماضية ، مما يدل على أن الاقتصاد الوطني ولـّد فرص عمل جديدة تزيد عن الداخلين الجدد في سـوق العمل ، فالبطالة في حالة انخفاض وإن ببطء شديد.
يذكر أن نسـبة البطالة بين الذكور 7ر10% وبين الإناث 26%. وهذا لا يعني أن عدد الباحثات عن العمل يفوق عدد الباحثين ، بل إن ارتفاع نسبة البطالة بين الإناث يعود لكون العدد منسـوباً إلى عدد العاملات وهو 14% من إجمالي العاملين ، في حين ينسب عدد العاطلين إلى 86% من القوى العاملة ، وبالتالي فإن عـدد الباحثين عن العمل من الذكـور يقارب ثلاثـة أمثال عدد الباحثات.
الوضع صحي طالما أن الاقتصاد تمكن ، حتى في سـنة صعبة ، من خلق فرص عمل تزيد عن عـدد القادمين الجدد إلى سـوق العمل كما تقول الإحصائية إذا قرأت بدون مواقف مسبقة. (الراي)