يادلين: صفقة الأسلحة السعودية لا تقلقنا

تم نشره الثلاثاء 23rd أيّار / مايو 2017 12:18 صباحاً
يادلين: صفقة الأسلحة السعودية لا تقلقنا
عاموس يدلين

المدينة نيوز  - : أجرى مراسل راديو إسرائيل الاتصال التالي مع اللواء احتياط عاموس يادلين، رئيس مركز أبحاث الأمن القومي ، وقد رصدت جي بي سي نيوز اللقاء من القدس المحتلة وتاليا ترجمته :

س- وقع الرئيس ترامب على صفقة أسلحة عملاقة مع السعوديين بقيمة 110 مليار دولار، هل هناك أية مخاوف من أن توجه هذه الأسلحة في يوم من الأيام ضدنا؟

ج- لا يمكننا أبدا أن نحسم الأمر ونقول: إن هذا لن يحدث أبدا، لأنه من الممكن أن يتضرر استقرار السعودية في أية لحظة على خلفية العديد من القضايا، مثل قضية الوراثة، والحرب في اليمن، والصراعات الداخلية، لكن يجب أن نتذكر حقيقتين شديدتي الأهمية: 1- هناك تماثل مصالح حاليا بين إسرائيل والسعودية، فحينما يتوجه وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى وزارة الدفاع يرى التهديدات التي تتعرض لها السعودية من إيران، التي تحاول الهيمنة على المنطقة، والحصول على أسلحة نووية،  ومن داعش، وحزب الله. هذا في نفس الوقت الذي يرى وزير الدفاع الإسرائيلي نفس التهديدات من مبنى وزارة الدفاع في إسرائيل، هذا إضافة إلى القضية الفلسطينية، بيد أن نسبة تتراوح بين 80 – 90% من هذه التهديدات هي نفس التهديدات على الجانبين.

 2- غالبية الأسلحة التي تضمنتها الصفقة السعودية ليست أسلحة هجومية، بل هي 150 طائرة عمودية، منها للنقل، ووسائل ومنظومات دفاعية ضد الصواريخ، والتي توجه ضد إيران، نظرا لأن أسلحتها الأساسية الصواريخ. وأنا أعتقد أن الصفقة التي أبرمت عام 2011 كانت مثيرة حقا للمشاكل، نظرا لأنها تضمنت أكثر من مئة طائرة من طراز أف – 15 من أحدث طراز، ولا شك أن هذه الطائرات هي طائرات هجومية. لذا فإن الصفقة التي عقدها ترامب لا تثير الكثير من القلق لدي، فأنا أدرك أن الولايات المتحدة شديدة الحساسية تجاه التفوق النوعي الإسرائيلي.

س- حينما تكون الأسلحة أميركية، هل بمقدور الأميركيين أن يمنعوا الدولة التي تشتريها من استخدامها ضد صديقاتها؟

ج- تكون قادرة على ذلك، حينما يظل النظام الذي أبرمت الصفقة معه قائما في السلطة، لكن حينما يحدث تغيير في النظام، مثل ذلك الذي وقع في إيران عام 1979، لا تكون هناك قيود على استخدام تلك الأسلحة، لكن من الناحية الأخرى، لا يقدم الأميركيون صيانة أو قطع غيار أو ذخائر لتلك الأسلحة، مما يقودها إلى الصدأ.

س- هل تعتقد أن توقيع السعوديين على صفقة بقيمة 400 مليار دولار تقريبا، يجعل السعودية المتقدمة في المنطقة وليس إسرائيل؟

ج- أعود وأكرر ما قلته سابقا، نحن نواجه نفس العدو، فإيران تثير قلق السعودية وإسرائيل، وكذلك داعش. والولايات المتحدة لا تبني علاقاتها على دولة واحدة، بل تقيم العديد من التحالفات في الشرق الأوسط، وقد شملت هذه التحالفات خمس دول: السعودية، إسرائيل، تركيا، العراق ومصر. وقد انهارت هذه التحالفات لأسباب مختلفة، لكن بشكل أساسي على خلفية رغبة الرئيس الأميركي السابق أوباما لجعل الولايات المتحدة تفصل نفسها عن الشرق الأوسط.

أما لدى ترامب، فقد رأينا اتجاهين، فمن جانب يجب أن تكون أميركا أولا، وأن تواصل انفصالها عن الشرق الأوسط، ومن الناحية الثانية: لنجعل أميركا أعظم مرة أخرى، وفعل كل ما يخالف سياسة أوباما. بيد أن ما شاهدناه أمس هو دمج بين الاتجاهين. وكيف تمكن من إحراز هذا الدمج؟ عبر إبرام صفقة مع السعوديين، والتي يمكن أن نطلق عليها اسم "صفقة توفير أماكن العمال مقابل الأمن"، هذا في الوقت الذي كانت الصفقات السابقة بين السعودية والولايات المتحدة تأتي تحت اسم "الطاقة – النفط – مقابل الأمن". لقد نجح ترامب في الاهتمام بالاقتصاد الأميركي، عبر تزويده بالمزيد من أماكن العمل، وجعلها من الناحية الأخرى أقوى عبر إبرام تحالفات مع المزيد من الدول في الشرق الأوسط.

س- هل تعتقد أن ترامب سيمارس ضغوطا على رئيس الحكومة نتنياهو لدفعه للموافقة على إقامة فلسطين، من أجل تحقيق إنجاز يهز العالم؟

ج- لا أعتقد أن الوضع سيكون على هذا النحو. لقد كانت زيارة الرئيس للسعودية جيدة جدا، ولا أعتقد أنه سيعمل على تخريبها عبر الدخول في صراع مع دولة حليفة بصورة لا تقل عن السعودية. وأعتقد أن هناك ثلاثة خيارات فيما يتعلق باتفاقية السلام: 1- طرح صفقة صعبة لا يمكن  لأي شخص غير ترامب طرحها، وأنا أعتقد أنه لن يفعل شيئا من هذا القبيل، نظرا لأن مثل هذه الأمور لا تتم بدون إعداد، والخلافات القائمة بين إسرائيل والفلسطينيين يستحيل جسرها في هذا الوقت. كما أن أجندة الزيارة لن تمكنه من طرح صفقة من هذا القبيل. 2- أن يقول: أنا أعمل على تحريك مسيرة السلام المجمدة منذ عام 2014، وأن هذا التحريك سيجري عبر مؤتمر دولي في كامب ديفيد أو في مزرعته في فلوريدا، يضم الولايات المتحدة، الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن الممكن أن تضم أيضا دولا عربية سنية، تقيم علاقات جيدة مع إسرائيل ، الأردن، مصر. على أن تتجه الأمور نحو تسويات مرحلية، لأن الحل الدائم بعيد المنال حاليا، يتضمن تطبيعا مع الدول العربية، تجميد المستوطنات، الإبقاء على حل الدولتين قائما. ( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .

  



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات