الروابدة : الأردن يؤثر الأمة على خصوصيته و لا يبالي بالثمن الذي يدفعه

تم نشره الثلاثاء 23rd أيّار / مايو 2017 02:41 مساءً
الروابدة : الأردن يؤثر الأمة على خصوصيته و لا يبالي بالثمن الذي يدفعه
من اللقاء

المدينة نيوز: - قال رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة إن أهم عناصر قوة الأردن تاريخها كأرض ودولة حديثة، وعبقرية الموقع الجغرافي، والترابط الوثيق مع القضية الفلسطينية، ودورها على الساحة العالمية وقدرتها على استيعاب المستجدات، وإرادة الانفتاح والتطور.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في الجامعة الأردنية اليوم الثلاثاء بعنوان "الأردن: بين التاريخ والجفرافيا"، قدم لها رئيس الجامعة الدكتور عزمي محافظة، وحضرها حشد من السفراء المعتمدين لدى المملكة وعدد من الأعيان والوزراء السابقيين وأكاديميين وطلبة.

وعرض الروابدة، في مستهل محاضرته، لتاريخ الأردن بداية من العام 2000 قبل الميلاد مرورا بالأشوريين والغساسنة والتحرك الإسلامي والأمويين والدولة العباسية والعهد العثماني، وصولاً إلى تشكيل حكومة شرق الأردن عروبية الطابع والمحتوى.

وترتب على النشأة العروبية، وفقا للروابدة، عدم إقامة أي تنظيمات سياسية أردنية حقيقية، وعدم بروز الهوية الأردنية، في الوقت الذي فتح فيه الأردن أبوابه للقيادات العربية، الأمر الذي لم يشهده أي قطر عربي.

وأشار الروابدة إلى انعكاس استمرار الأردن على الدوام كداعية للوفاق والاتفاق إلى توسع النظرة العروبية لتشمل العالم الإسلامي استنادا للإرث النبوي الذي يُعد أحد أهم ركائز شرعية القيادة الأردنية.

وفيما يتعلق بالموقع الجغرافي، قال الروابدة "إن موقع الأردن رتب عليه دورا استثنائيا لوقوعه بين ثلاث دول عربية قوية وكبيرة ومستقرة، لم تكن على وفاق سياسي، فضلاً عن أنها متباينة في أهدافها ومواقفها، ما حدا به (الأردن) إلى محاولة التكيف، الأمر الذي ميز الدبلوماسية الأردنية بالوسطية والاعتدال والدعوة للتضامن ولو على حساب مصالحها القطرية".

وحدد الروابدة عناصر قوة الدولة الأردنية بإرث الرسالة، الممتد من نسب الهاشميين إلى الرسول محمد، وإرث الثورة العربية الكبرى كوريث للمشروع النهضوي العربي الحديث والديمقراطية باعتبارها ثابتا وطنيا وسياسة الوسطية والاعتدال والتسامح والقدرة على استيعاب الآخر والاختلاف وفتح آفاق الحوار مع جميع الأطراف.

وتابع أن الاستقرار الذي ينعم به الأردن ووحدته الوطنية وتلاحم جميع عناصر المجتمع وفعالياته أيضا تعد عناصرة قوة ومنعة، بالإضافة إلى انجازاته الوطنية كدليل على صحة توجهه ومصداقيته إلى جانب قوته العسكرية والأمنية ذات الكفاءة العالية والمشهود لها.

اما العلاقة مع القضية الفلسطينية، فقد تلا الروابدة سردا تاريخيا مفصلا ودقيقا للدور الذي نذر الهاشميون أنفسهم له خدمة للقضية وحمايتها منذ انطلاق الحركة النضالية الفلسطينية، إلى اتفاقيات الهدنة ومواقف جامعة الدول العربية، مرورا بأحداث خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وما شهدته حربا حزيران 1967 وتشرين (رمضان) 1973، وفك الارتباط وصولا إلى الوقت الحالي.

وفي السياق نفسه، أوضح الروابدة "أن الأردن ومن منطلق قومي ووطني سيبقى على الدوام الرافد الأساسي لدعم الأشقاء الفلسطينيين في جميع المحافل وبكل الوسائل المتاحة لتحرير أرضهم والحصول على حقهم في تقرير مصيرهم عليها وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس".

وزاد "ستبقى القضية الفلسطينية، قضية الأردن الأساسية التي ينفعل بها ويتفاعل معها، وتنعكس آثارها عليه حراكا سياسيا داخليا له المقام البارز في النشاط السياسي الأردني".

وفي معرض حديثه عن الموقف الأردني إزاء عملية السلام، أشارالروابدة إلى إصرار الأردن الواضح في مواقفه على إعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح بعدما أصابها التردي والتلاشي، سعيا لاستعادة جميع الأراضي العربية المحتلة باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى الحق العربي في ظل الظروف والمعطيات الحالية، الأمر الذي تؤكده المبادرة العربية للسلام والتي أقرها مؤتمر القمة العربية في بيروت.

وأفرد الروابدة، في محاضرته، مساحة للدور الأردني الكبير على الساحة العربية بقيادة ذات إرث نبوي ورسالة عربية قومية، مستذكراً أنه كان أول من أيد مصر في مواجهة العدوان الثلاثي ودخل المعركة إلى جانبها، ومساندته لتونس في أزمة بنزرت، والمغرب والسودان ولبنان وسورية في حرب 1973، والعراق في حرب البوابة الشرقية ومعارضته له في احتلال الكويت.

وختم الروابدة، قائلا "إن الأردن يبقى عروبي الهوى والمنطلق والموقف، ينهض للوقوف إلى جانب كل أرض عربية وحضنا دافئا لكل عربي هجر وطنه أو هجره وطنه، يرعى الجميع بمحبة، ويقاسم شظف العيش دون منة، ويؤثر الأمة على خصوصيته، لا يبالي بالثمن الذي يدفعه، ولا ترده عن دربه مكائد الصغار أصحاب الهوى، ولا يردعه عن دوره إنكار المعروف أو اتهام الباطل".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات