مفاجآت صادمة في جريمة إيليان صفطلي.."الرصاصة أطلقت عن مسافة قريبة"!

تم نشره الثلاثاء 23rd أيّار / مايو 2017 10:01 مساءً
مفاجآت صادمة في جريمة إيليان صفطلي.."الرصاصة أطلقت عن مسافة قريبة"!

المدينة نيوز :- صائبٌ في قراره، رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طوني لطوف، عندما أعاد محاكمة المتهمين بقتل الشابة ايليان صفطلي أثناء خروجها من أحد الملاهي الليلية في محلة المعاملتين فجر الثاني عشر من كانون الثاني العام 2015، قرارٌ نقض فيه حكم المحكمة العسكرية الدائمة التي حكمت على القاتل حسن حمية بالسجن ثلاث سنوات فقط وعلى المدعى عليهما الآخران طالب حمية وياسر حمية بالسجن مدة ثلاثة أشهر وذلك بعدما ميّزت النيابة العامة العسكرية هذا الحكم الذي دانت فيه المحكمة المتهم بجرم التسبب بوفاة الضحية.

فمع تقدم المحاكمة في هذه الجريمة التي استطاع المتهم الرئيسي فيها حسن حمية «الفرار من السجن» بعد أن أمضى محكوميته، تتكشف المزيد من المعطيات والأدلة التي تدل على أن الجريمة لم تحصل «قضاء وقدراً»، حيث فجّر الطبيب الشرعي نعمة الملاح الذي عاين جثة المغدورة قنبلة أمس بدّلت مسار القضية، حين أكد أن الرصاصة التي أطلقها المتهم لم ترتطم بشيء صلب وترتد الى الضحية، إنما حصل إطلاق النار بشكل مباشر وعلى مسافة قريبة حيث دخلت الرصاصة في فم المغدورة وخرجت من رقبتها، فيما زعم المتهم خلال استجوابه السابق أمام المحكمة العسكرية أنه أطلق رصاصة على لافتة الملهى وارتدت لتصيب المغدورة التي صودف خروجها من المكان. وقد أيّده في ذلك المدعى عليهما الآخران اللذان تناقضا الى حد بعيد في أقوالهما أثناء استجوابهما أمام المحكمة أمس، في وقت أعلن وكيل أحدهما المحامي صليبا الحاج أنه سيتنحى عن الملف بسبب «المخالفات الجوهرية والقانونية في قرار المحكمة قبول طلب النقض»، وفق تعبيره.

وفي أي حال، فإن مسار المحاكمة أمس، قد أثلج قلب غريس، والدة المغدورة التي حضرت للمرة الأولى الجلسة الى جانب إحدى بناتها، في حين تتابع المحامية فاديا شديد القضية بتكليف من وزير العدل سليم جريصاتي ونقابة المحامين في بيروت بناء على طلب أهل الضحية.

أُخضع المدعى عليهما طالب وياسر حمية لاستجواب مطوّل حول يوم الحادثة، استجوابٌ كانت تنصت اليه والدة المغدورة وهي تتأوه بصمت، قبل أن تقول في العلن أثناء الاستراحة «ليتني لم أحضر» لأن «الجميع يكذبون»، لتعود وتنفرج أساريرها لدى سماعها إفادة الطبيب الشرعي رغم أن دموعها لم تجّف أثناء الادلاء بإفادته خصوصاً عندما كان يشرح الإصابات التي مزقت رأس ابنتها نتيجة تلك الإصابة.

ولم تكن تلك القنبلة التي فجّرها الطبيب الشرعي حول الإصابة هي الوحيدة في جلسة الأمس، فهو سأل عن كيفية اختفاء تقريره من ملف القضية عندما كانت تنظر فيه المحكمة العسكرية الدائمة التي لم تستدعه الى الشهادة، كما يجري عادة في جرائم القتل، الأمر الذي يبرر طلب محكمة التمييز العسكرية منه في الجلسة السابقة تسليمها التقرير الذي أحضره بنفسه، مصرّاً على أنه سبق أن سلّمه الى رتيب التحقيق في مفرزة جونية القضائية التي تولت التحقيق الأولي، وما يؤكد كلامه هذا أن قاضي التحقيق العسكري الأول ضمّن قراه الاتهامي فقرات من تقريره.

أكثر من أربع ساعات تخللتها استراحة قصيرة، استغرق أمس استجواب المدعى عليهما وسماع إفادة الطبيب الشرعي قبل أن يعلن رئيس المحكمة بحضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي شربل أبو سمرا رفع الجلسة الى السادس من شهر حزيران المقبل لسماع إفادات 11 شاهداً من بينهم ثلاث فتيات كنّ برفقة المتهم والمدعى عليهما ووالدة المغدورة التي تحمل في جعبتها الكثير من الحقائق التي ستكشفها في الجلسة المقبلة.

وبعد تلاوة القرار الاتهامي باشرت المحكمة استجواب الرقيب أول في الجيش المدعى عليه طالب حمية الذي أفاد أنه يوم الحادثة اتصل به حسن وطلب منه مرافقته الى الملهى الليلي «أوبشن» فاعتذر منه لأنه «ما بحب الجوّ هونيك»، ثم اتفقا على السهر في ملهى «طرابية» وبالفعل توجها الى هناك وكانت برفقتهما رفيقة حسن المدعوة سلوى الحص ورفيقة طالب المدعوة صفاء قطان.كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل عندما وصل الأربعة بسيارة طالب الى ملهى «طرابية»، ولحق بهم الى هناك بسيارته المدعى عليه ياسر حمية وبرفقته صديقته لارا مزبودي وصديقه مع رفيقته وابراهيم سماحة.

ويضيف طالب: «كنا سبعة أشخاص، وقرابة الثالثة فجراً تلقى حسن اتصالاً من صديقه طلال ايوب ودعاه للانضمام اليه في ملهى «أوبشن» وأنه قام بحجز طاولة له، فوافق حسن إنما أنا اعتذرت ولكن إزاء إصرار حسن توجهنا الى هناك. وبوصولنا قصدت أنا مباشرة الحمام فيما كان الباقون يتحدثون على المدخل مع صاحب الملهى حول مسألة الطاولة وبأنه لا يوجد حجز. وبعد عودتي كان هذا الأمر على حاله فطلب من حسن حينها الانصراف «لانو مش محرزي»، إلا أن رفيقتي صفاء رفضت المغادرة كون رفيقتها كانت هناك، كذلك فعلت سلوى لأن شقيقتها كانت هناك أيضاً، فغادرت حينها أنا وياسر وحسن، حيث لحق بنا طلال أيوب وراح يعتذر من حسن الذي قام فجأة بسحب مسدسه وأطلق منه ثلاثة عيارات نارية باتجاه لافتة المحل «وطلعت الصرخة»».

وتابع المدعى عليه طالب حمية يقول: «طلبت من حسن حينها الصعود في السيارة وانطلقنا ولحق بنا ياسر بسيارته»، مضيفاً أن حسن «كان معصّب» أما أنا «كنت واعي، مش كتير إنما مركلج وضعي». وبوصله الى محلة نهر الموت اتصلت به سلوى الحص مرتين فلم يرد وفي المرة الثالثة رد عليها فأبلغته أن «في بنت ماتت»، وسأله إذا كانوا هم من أطلقوا النار فنفى لها هذا الأمر. وعندما أعلم حسن بذلك قال له الأخير «مش معقول» وصُدم من الخبر، ثم أوصله الى مكان ركن سيارته قرب مسجد الرسول الأعظم وتوجه هو أي طالب الى منزله حيث بدّل ملابسه ثم الى مركز عمله حيث أعلم الضابط بما جرى. وأكد بأنه كان بحوزته مسدسه الأميري المرخص إنما لم يطلق النار منه، وبأنه لا يعرف المغدورة سابقاً.

وفي رده على أسئلة النائب العام حول سبب حصول الإشكال طالما أن طلال أيوب أعلم المتهم حسن عن وجود حجز مسبق فإفاد المدعى عليه طالب أنه في العادة يذهب والآخرين بناء على دعوة من طلال و«ببلاش»، أما في «طرابية» فإن الدعوة كانت من شربل خوري.

وبعد استراحة قصيرة استجوبت المحكمة المدعى عليه ياسر حمية بحضور وكيله المحامي شربل طرابلسي، فأفاد أنه كان وحسن قد استأجرا منزلاً في بئر حسن حيث أوقفا هناك، وأن الأخير عرض عليه مرافقته الى ملهى «طرابية» فوافق حيث توجه بسيارة استأجرها له شربل خوري الى المكان وبرفقته صديقته لارا مزبودي وابراهيم سماحة إضافة الى خوري. وأضاف المدعى عليه: «ان الفتيات جلسن على الطاولات كونه كان لديهن رفيقات في الملهى، عندما كنا أنا وحسن وطلال نتحدث مع صاحب الملهى، وحينها أنا كنت سكراناً ولم أكن بكامل وعيي، ولم ار طالب في ذلك الوقت، ثم خرجنا ولحق بنا طالب قبل أن نغادر حيث توجهت أنا الى سيارتي فيما توجه حسن الى سيارة طالب وغادرنا المكان». وبسؤاله أفاد ياسر أنه أثناء خروجهم من الملهى حيث كان حسن يتحدث مع طالب وصاحب الملهى «ما حسّيت إلا حسن بلّش يقوّص على اللافتة ولم أر حينها في المكان سوى ولد صغير يتواجد هناك باستمرار».

وأكد المدعى عليه أنه لم يشاهد أحداً في المكان الذي أطلق حسن باتجاهه الرصاص سوى الولد المذكور وهو سوري ثم غادر بمفرده في سيارته المستأجرة وأثناء الطريق طلب منه طالب التوقف على جانب الطريق حيث أعلمه بأن «بنت أصيبت»، فأكملت طريقي الى المنزل ثم حضر بعدها حسن وبدأنا نناقش ما حصل وكيف سنسلم أنفسنا حين «طبّو علينا التحري». وقد تناقض ياسر في أقواله هذه بتلك التي أدلى بها في التحقيق الأولي بأنه عاد مع طالب وحسن في سيارة الأول وأنه نام على المقعد الخلفي أثناء الطريق، ليزعم بأنه «نسي ما حصل معنا كلياً»، وبأن مسألة رمي حسن المسدس من نافذة السيارة في محلة الكسليك علم بها من حسن إنما هو لم يره، كما علم لاحقاً بأنه جرى ضبطه. وبعدما أكد أنه لا يعرف المغدورة سابقاً أفاد بأن ابراهيم سماحة وشربل خوري وهما عسكريان في الجيش لم يرافقانهم الى ملهى «أوبشن» إنما غادرا أثناء وجودهم في «طرابية».

وتابع ياسر يقول «لم أكذب في إفادتي الأولية إنما أنا كنت سكراناً وإن المساجين أخافوني في حال بدّلت في إفادتي أمام قاضي التحقيق، وأنا الآن أقول ما حصل معي».

وبالاستماع الى إفادة الطبيب الملاح، أيد تقريره المنظم وأفاد بأنه أجرى صوراً شعاعية للمغدورة لتوضيح مسار الإصابة وما نتج عنها من أذية. وأكد أن الرصاصة دخلت من الشفة السفلى ومزقت اللسان والحنجرة وأدت الى تهشم في الفقرة العنقية الثانية وخرجت بخط شبه أفقي. وأشار الى أنه لا يوجد أي إصابة أخرى، كما لا يوجد أي آثار لاعتداء جسدي. وقال إن الجرح الثاقب هو مدخل الإصابة النارية وإن قطر المقذوف هو سنتمتر واحد والرصاصةأاطلقت من مسدس نوع 9 ملم. ولفت الى أنه في حال ارتطمت الرصاصة بشيء صلب وارتدت الى الضحية فهي تفقد قوة دفع المقذوف بنسبة خمسين في المئة، ولما كان باستطاعة المقذوف أن يخترق الشفة حتى يخرج من الرقبة. وأكد أن المقذوف الذي أصاب المغدورة لم يرتطم بشيء صلب إنما أصابها إصابة مباشرة.

وعندما سئل عن تقريره أجاب: اسألوا المحكمة العسكرية فأنا سلمته الى رتيب التحقيق، كما أن القرار الاتهامي أورد مقاطع منه وأورد اسمي ما يؤكد بأن التقرير كان موجوداً في الملف. وتابع يقول «إن الإصابة كانت قاتلة ولا يمكن إنقاذ المصاب حتى أثناء وجوده في غرفة العمليات».

وكان الطبيب الملاح قد شكا من المعاملة السيئة التي يتعرض لها كلما استدعي الى المحكمة، ما دفع برئيس المحكمة الى الاعتذار منه بعدما أوضح له أن المحكمة لا علاقة لها بالإجراءات المتبعة للداخل الى المحكمة.

ثم أعلن القاضي لطوف استدعا الشهود طلال أيوب وسلوى الحص وصفاء قطان ولارا مزبودي وابراهيم سماحة وشربل خوري ولينا رمضان ومحمد صفوان وكارول ضاهر ووالدة المغدورة غريس فغالي والمؤهل أول في قوى الأمن الداخلي حسن حمية للاستماع الى إفاداتهم في الجلسة المقبل. كما استمهل النائب العامة لتقديم لائحة بشهوده.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات