هل في الأجواء نذر حرب؟

يردد البعض أن هناك حرباً توشك أن تقع في المنطقة، وتدور جميعها حول نوايا إسرائيل المحتملة، فهل تهاجم إسرائيل لبنان بحجة حزب الله، وهل تضرب إيران بحجة برنامجها النووي، وكيف سترد إيران في هذه الحالة، وما هي نتائج وتداعيات هذه الحروب علينا في الأردن إذا وقعت.
أغلب الظن أن حرباً لن تقع، فحزب الله لم يعد يقارع إسرائيل بل انتقل إلى بيروت لمقارعة الحكومة اللبنانية، ورئيس إيران محمود أحمدي نجاد سوف يزور لبنان ويقذف إسرائيل بحجر من فوق سور الحدود اللبنانية، مما لن يساعد في شطب إسرائيل من الخارطة، وحصول إيران على القنبلة الذرية ما زال بعيداً، فلماذا تجازف إسرائيل بشن حرب لا لزوم لها.
ليس أمام إسرائيل مبررات لشن حرب عالية التكاليف وغير مؤكدة الأهداف. ومع ذلك فالاحتمال يظل وارداً، ليس بسبب ظروف خارجية تفرض عليها التحرك الاستباقي، بل لأسباب داخلية وتمكين نتنياهو من الاستمرار في ترؤس حكومة متطرفة.
الخطر الذري الإيراني ليس وشيكاً فلا داعي للتسرع، والرئيس الأميركي باراك أوباما ليس الآن في مزاج شن حروب جديدة في الشرق الأوسط، وليس من المتوقع أن يعطي إسرائيل ضوءاً أخضر لشن الحرب، لأنه في هذه الحالة إما أن يشارك في الحرب أو يتحمل تكاليفها.
لنفرض جدلاً أن الحرب ستقع فالنتائج في هذه الحالة ستكون مهمة، وتتوقف على رد الفعل الإيراني، فهل تستطيع إيران فعلاً أن تضرب إسرائيل، أم أنها ستوجه غضبها إلى البترول العربي القريب منها، والممكن استهدافه بسهولة، وخاصة إذا كانت أميركا مشاركة في الحرب.
فيما عدا استهداف البترول العربي وتداعياته، فإن الأردن لن يتضرر بشكل مباشر من أية حرب إقليمية. وتدل التجارب السابقة على أنه تعامل معها بذكاء، ابتداء بالحرب الأهلية في لبنان التي استمرت خمسة عشر عاماً، وانتهاء بالعدوان على العراق واحتلاله، مروراً بالحرب العراقية الإيرانية الطويلة وحرب تحرير الكويت. (الراي)