الكرك.. ثقة ملك وولاء شعب

تم نشره الجمعة 08 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 03:55 صباحاً
الكرك.. ثقة ملك وولاء شعب
محمد التل

أمس ، عندما كنا نحثُّ الخُطى خلف جلالة الملك عبدالله الثاني الى الكرك ، قلب الجنوب الطيب ، كنت اتأمل طيلة الرحلة ، السهول والجبال الممتدة ، على طول الطريق ، وتلك المصانع المتطورة والشركات والمشاريع المنتشرة ، على امتداد الخط الصحراوي ، وأُحدًّث نفسي عن المعجزة ، التي صنعها ملوك بني هاشم ، وخلفهم كل الاردنيين ، في بناء هذا الوطن ، الصابر على ضيق الامكانيات. واتذكر تلك الدول ، التي تنعم بالمليارات ، وتكاد لا تصل الى نصف ما وصل اليه الاردن ، من تقدم على مستوى التنمية الشاملة ، وهنا يكمن سرّ صبر الاردنيين ، على ضيق مواردهم ، ويتجلَّى هذا الصبر والتحدي ، باصرارهم على بناء وطن انموذج ، في كل شيء.

أمس ، كانت الكرك كفرس اصيلة ، تزينت للقاء فارسها ، الذي ما خذلها يوما.. ابي الحسين ، عندما وقف جلالته امس ، متحدثا لابناء شعبه ، في محافظة الكرك ، كانت الثقة تملأ عينيه ، وصوته بالمستقبل ، فالكرك كما قال ابو الحسين "كانت على الدوام ، انموذجا في العطاء والانتماء للأردن العزيز" ، وابناء الكرك ، كما وصفهم جلالته ، بأنهم دائما أهل للمسؤولية ، و"هم دائما أكبر من كل التحديات".

أمس ، كان أهل الهيًّة في الكرك ، يهتفون بلسان رجل واحد ، وقلب واحد ، كما كل الاردنيين ، في عمان واربد والسلط والرمثا والطفيلة ومعان والمفرق ، "معك وبك ماضون ، يا ابا الحسين ، نقبض على البيعة ، مثلما نقبض على ارواحنا ، فداء لهذا الحمى الهاشمي ، الذي يستحق ان يكون الانموذج والقدوة ، بفضل قيادته ، ذات الشرعية الدينية والتاريخية.

إن المتأمل امس بعيون الكركيين ، وهي تلمع فرحا بلقاء الملك ، يتسرب الى نفسه ، ذلك الشعاع الازلي ، من الطمأنينة والسكينة ، باننا في الاردن ، سنظل كما نحن دائما ، على نبض واحد ، في الولاء والوحدة والتضحية والفداء ، ليس من اجل اردننا فقط ، بل من اجل امتنا بأكملها ، فملوكنا اصحاب الشرعية المتجذرة ، واردننا كان عبر الكرك ، بوابة الفتح الاولى ، حيث سال الدم على ارض مؤتة ، دماً عربيا هاشميا طاهرا ، لينير للامة طريقها.

لم تكن الكرك امس ، ككل المدن ، فقد كانت عاصمة المدن ، حيث احتضنت القائد ، الذي فتح ذراعيه لكل ابنائها ، مبشرهم بغد جديد ، وعزم اقوى ، على صناعة المستقبل ، لتعزيز مسيرة هذا الوطن ، في التنمية الشامله ، حيث قال جلالته ، ان "المواطن يجب أن يكون شريكا في صناعة القرار وبناء المستقبل ، المستقبل المشرق ، الذي يستحقه بلدنا وشعبنا الغالي ، في جميع مناطق المملكة ، ويجب أن نسير إلى الأمام ، برؤية واضحة ، وعلى خطط مدروسة ، وبمشاركة الجميع ، ونحن قادرون ، إذا عمل الجميع بإخلاص وبشفافية وبروح الفريق ، أن نبني هذا المستقبل".

ولعل الانتخابات النيابية المقبلة ، خطوة في مسيرة صناعة مستقبل الاردن الأنموذج ، وهي كما قال جلالته "فرصة للقيام بخطوة عملية ، لتحقيق المشاركة الحقيقية" ، وهذا يستدعي من كل الاردنيين ، تحمل مسؤولياتهم الوطنية ، فهي بمثابة تحدّْ كبير للمواطنين ، بأنهم أهل للمشاركة الشعبية ، في بناء مؤسسات صنع القرار ، التي تسعى الانتخابات إلى ترسيخها ، فالمشاركة الشعبية ، تجعل المواطن ، في موقع المسؤولية المشتركة ، مع الجهات الرسمية ، وهذا يزيد من مستوى الوعي والمبادرة لدى المواطنين ، الذين عليهم ، أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية ، وأن يؤدوا واجباتهم تجاه وطنهم ، من خلال مشاركة فاعلة بناءة ، تقوم على حماية المصالح الوطنية العليا والمصالح الشعبية ، في آن واحد ، فالانتخابات في حد ذاتها ، لها تأثير مباشر ، في إرساء مبادئ العدالة والمساواة ، والتأكيد على عامل الولاء والانتماء للوطن.

ان الانتخابات ، ليست مسؤولية الحكومة وحسب ، وانما مسؤولية كافة مكونات المجتمع الاردني.. المواطن والمؤسسات الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني ، وتقع على هؤلاء جميعا ، مسؤوليات وادوار ، فالحكومة ، عليها مسؤولية إدارة الانتخابات ، بنزاهة وشفافية ، والمواطن عليه ، مسؤولية اختيار من يمتلك القدرة ، على المساهمة ، في بناء مستقبله ، وخدمة الصالح العام ، ولعب دور المحرك والمتفاعل والمبادر والمؤثر والناشط ، لا المتفرج والمتأثر فقط ، في سياق الحراك الوطني ، الجاري حاليا ، تجاه الانتخابات ، ليكون الأنموذج ، القادر على إحداث التغيير ، في الرؤى ، وفي تعزيز النهج الوطني ، المعبر عن صدق الولاء والانتماء ، للوطن وقائده ، ليبقى طريق التنمية والنماء والعطاء ، حلقات متصلة ، لتحقيق اهداف ورؤى جلالة الملك ، في بناء مجتمع العدل والمساواة ، وتكافؤ الفرص والازدهار.

في الكرك أمس ، تجلَّت صورة الانموذج الاردني ، في الحكم والبناء ، حيث ثقة الملك المطلقة بشعبه ، وولاء شعبه المتين له. (الدستور)
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات