وظيفة سرية للإرهاب

تم نشره السبت 27 أيّار / مايو 2017 12:35 صباحاً
وظيفة سرية للإرهاب
ماهر ابو طير

مقتل عشرات المصريين المسيحيين، على يد جماعات متطرفة، يجب ان يقودنا الى الاستخلاصات الاصح، بدلا من الانشغال بالاستخلاصات الاقل اهمية.

الاستخلاصات الاقل اهمية، والتي يروج لها البعض، تريد ان تقول ان النظام المصري لا يحمي المسيحيين، مثلا، او ان الجماعات المتطرفة قوية في مصر، او ان هذه الجماعات تتصرف من باب رد الفعل، على سياسات رسمية، او ان هذه الجماعات تريد احراج القاهرة الرسمية امام الغرب.

الباب مفتوح هنا، لاستخلاصات اكثر واكثر، لكنها كلها تتجنب الاستخلاصات الاساس، والاكثر خطورة، في هذا الملف.

وراء جريمة مقتل المسيحيين، في مصر، وقبلها تفجيرات الكنائس، ثلاثة استخلاصات هي الاهم، والواجب ان نقف عندها، فهي التي تحرك الجرائم ضد المسيحيين المصريين.

اولها يشير الى الرغبة بإشعال حرب اهلية في مصر، وتقسيمها على اساس ديني، مسلم مسيحي، وكلنا يعرف ان عدد المصريين المسيحيين، ليس قليلا، فإلى متى سوف يسكت المصريون المسيحيون على ذبح اولادهم، واستهدافهم، وهل يعقل ان يكون صبر هؤلاء بلا حدود تحت عنوان الوطنية المصرية، اوالحفاظ على الوحدة الوطنية؟!.

 كثرة المطارق على رأس المصريين المسيحيين، ستؤدي ذات لحظة الى رد فعل، قد لا يكون محسوبا، وقد يكون مطلوبا من جهات اقليمية او دولية، تخترق هذه الجماعات الارهابية وتوظفها لغايات نهائية، اقلها شطر مصر الى اثنتين، على ذات الطريقة السودانية، التي ادت الى انفصال الشطر السوداني المسيحي، ولربما اسرائيل اول الذين يريدون هذا المخطط لاعتبارات كثيرة.

ثانيها يشير الى ان كل الحرب على الارهاب لم تؤد الى نتائج، والحرب المقبلة، لن تؤدي الى نتائج، لان هذه الحروب تشن عسكريا، ضد تجمعات ميدانية لهذه الجماعات، ولا احد يقدم لك حلا عما يسمى بالذئاب المنفردة او حتى الجماعات الصغيرة الموزعة، او غير الظاهرة، وهذا يعني ان هذه الجماعات سوف تبقى، وسوف تبقى قادرة على ارباك الدول، عبر عمليات جماعية، او فردية، او حتى عبر افراد، يستيقظون صباحا، ويقررون التطهر من ماضيهم غير الملتزم، باللجوء الى هذه النسخة من التدين العنيف، والرغبة بالتطهر بالدم، من الاثم والخطايا، وهذا يقول ان على كل الدول، نزع الذرائع التي تتغذى عليها هذه الجماعات، فكريا، او سياسيا، لان نزعها، الحل الوحيد، لعدم ظهور جماعات جديدة، وهذه الذرائع تتنوع ما بين البيئات الاقتصادية السيئة في العالم، او الضغط الامني او غياب العدالة، في دول كثيرة.

الاستخلاص الثالث والاخير، اننا نشهد تصاعدا في خط الجرائم العنيفة بعد اعلان العرب والمسلمين والاميركان، عزمهم محاربة الارهاب، قبل ايام، وهذا يعني ان سلسلة الردود بدأت، على مستويات الساحات العربية والعالمية، مثلما رأينا في مانشستر، وما رأيناه في مصر، باعتبار ان كل مسيحي عربي او غربي مهدد، ولابد من معاقبته، وهذا امر مهم جدا، على الرغم من ان جريمة المنيا تبدو محلية، ولا علاقة لها بمناخات الرد على محاربة الارهاب، لكن ذات السفارة الاميركية في مصر، كانت قد حذرت رعاياها، في مصر، من وضع أمني خطير قد ينشأ، بما يعني ان المعلومات عند الاميركان لا تنفصل عن سياقات توقعات الرد على سياسات واشنطن، وحلفها العربي الدولي، بخصوص محاربة الارهاب، الذي تم تعزيزه مؤخرا، وهذا يعني ان علينا توقع عمليات اخرى في عدة دول، تماشيا مع هذا السياق.

لا يمكن ابدا بعد اليوم، ان نواصل الحديث عن هذه العمليات من جانب عنف الجماعات التي ترتكبها، ولابد ان نستبصر الجانب الوظيفي لهذه الجماعات، ولمن يحركها، بعلم العناصر فيها، او بجهلهم، فكثيرا ما تثبت الحوادث انهم مجرد أدوات في مخططات أوسع.

الدستور  2017-05-27



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات