لماذا استهداف «الأقباط» ؟!

تم نشره الأحد 28 أيّار / مايو 2017 12:59 صباحاً
لماذا استهداف «الأقباط» ؟!
صالح القلاب

لا يمكن إلاّ أن تكون وراء كل هذا الإستهداف الإجرامي المتواصل لـ»الأقباط»، الذين هم ملح مصر وذاكرتها التاريخية ومحطة رئيسية ودائماً وأبداً في مسيرتها الحضارية الطويلة قبل الإسلام وبعده .. وإلى الآن، جهة مسيَّرة ومستخدمة من قبل طرف وأطراف مصرة على تشويه صورة أرض الكنانة هذه الدولة العربية التي بقيت تلعب الدور الرئيسي المميز دفاعاً عن هذه الأمة والتي قدمت من الشهداء من أجل فلسطين وحدها أكثر كثيراً من عدد سكان بعض الدول الـ «مايكروسكوبية» التي تحاول الوقوف على أطراف أصابع أقدامها من أجل الظهور بوضعية الدول التي تلامس هاماتها غيوم السماء .

إنَّ «الأقباط» في مصر ليسوا مجرد رقم «زائد» وأنهم بالنسبة لأرض الكنانة مثلهم مثل نهر النيل العظيم الذي إن هو غيَّر مجراه أو توقف عن جريانه المتواصل ولو للحظة واحدة فإن هذا البلد الذي قدم للحضارة الإنسانية ما لم يقدمه أي بلد آخر سيفقد لحظة تاريخية أو لحظة التاريخ إلى الأبد ولهذا فإن هؤلاء الذين يستهدفون ملح أرض الكنانة ونيلها وذاكرتها التاريخية ووجدانها الإنساني لا يمكن إلاَّ أن يكونوا مجرمين وقتلة وحتى وإن كانوا بذقون مسترسلة أو بدون ذقون وحتى وإنْ إرتكبوا كل هذه الجرائم التي إرتكبوها والتي يرتكبونها بإسم الدين الإسلامي العظيم الذي هو دين الرحمة والتآخي ودين :»ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق» .

ربما أن هؤلاء المجرمين القتلة، الذين ستكشف الأيام غير البعيدة من هُمْ ومن يقف وراءهم من الأقزام الذين يستخدمونهم ليظهروا بقامات أطول كثيراً من قاماتهم الحقيقية، لا يعرفون أنه يكفي «الأقباط» الذين قدمهم في مصر من قدم إهرامات الجيزة و»أبو الهول» ومن قدم وادي النيل ... أنهم أعطوا لـ «أرض الكنانة» وللأمة العربية – ولفلسطين الأب شنودة وقائد الفرقة «18» في الجيش المصري العظيم.. الصعيدي إبن «المنْيا» الجنرال فؤاد عزيز غالي الذي دمَّر خط بارليف في حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973 البطولية والذي بقي ملتصقاً مع قواته بأرض سيناء بعدما إهتزت موازين القوى العسكرية ومكَّن الدعم والتدخل الأميركي شارون مع بعض قواته من الوصول إلى بعض مواقع غربي قناة السويس.

هناك مثل يقول :»قلْ لي من هو المستفيد أقول لك من الفاعل» .. وحقيقة أن أول مستفيد من إستهداف « الأقباط «.. ملح أرض الكنانة هو إسرائيل، حتى وإنْ هي ليست المرتكب المباشر لهذه الجرائم ، التي هناك كثيرون يعرفون الذين يرتكبونها والذين يمولونها ويقفون وراءهم، إذْ أن بإمكان الإسرائيليين أن يقولوا للضاغطين عليهم في الغرب أنه إذا كان المسلمون والعرب يستهدفون « الأقباط « وعلى هذا النحو فكيف تريدون منا أن نتخلى عن « حدودنا الآمنة « وقنابلنا النووية وأن نطمئن على مستقبل أطفالنا وأجيالنا في هذه المنطقة ؟!.

ثم وإن المستفيدين أيضاً هم الذين إعتصموا في «رابعة العدوية» ورفعوا شعار «الجهاد» ليس ضد إسرائيل و»العدو الصهيوني» وإنما ضد مصر على إعتبار أنها إما أن تكون لهم وإما أن تغرق في الفوضى والدماء ثم وأيضاً فإن المستفيد هو أولئك المتورمون بداء العظمة الفارغة والذين لا يتورعون عن الإستعانة بهذه الجرائم ليفرضوا أنفسهم كرقم فاعل في هذه المنطقة .

وهكذا فإن المفترض أن يعتبر العرب كلهم .. والمسلمون الصادقون أيضاً أن إستهداف «الأقباط» المسيحيين، المجبولة دماء أجدادهم ومنذ بداية التاريخ بتراب أرض الكنانة الطهور وبمياه نهر النيل «المقدس»، هو إستهداف لهم وإن عليهم ألاّ يكتفوا بمجرد التنديد الكلامي بهذه الجرائم وأن يقفوا إلى جانب مصر.. أم الدنيا بالأفعال وبشجاعة الأقوال وشجاعة الأقوال هي وضْع الأصبع في عين الفاعل وأيضاً في عين الذي يقف وراءه .

الراي 2017-05-28



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات