هل تطورت الصناعة السياحية في الاردن ؟

يعتبرالاردن منطقة جذب سياحي عالمي ، حيث يتمتع بتنوع المنتج السياحي ويتوفر فيه كل انواع السياحة من سياحة علاجية وطبية ودينية وجيولوجية وترفيهية واثرية وسياحة مؤتمرات وغيرها ، بالاضافة الى ان الاردن يتمتع بالأمن والاستقرار ، مما يعزز الاندفاع والتركيز على هذا القطاع الهام .
ان السياحة تعتبر احدى الصناعات الهامة التي ترفد الاقتصاد الوطني ، وهذا يتطلب اجراءات حكومية لوضع آلية خاصة للمواطن الاردني لتشجيع السياحة الداخلية كتخفيض بعض الرسوم و الضرائب واسعار الفنادق والمطاعم بالاتفاق مع القطاع الخاص وان لايعامل المواطن الاردني من ناحية الاسعار كما يعامل غير الاردني وذلك لتشجيعه على التعرف على بلده من خلال الرحلات الجماعية او الفردية الى الاماكن السياحية . وبهذا يمكن المنافسة واستقطاب المواطن في قضاء اوقاته في بلده بدل السفر الى الخارج حيث تكلفة السفر الى الخارج تكون احيانا اقل من التكلفة داخل الاردن ومثال على ذلك : ان المواطن يمكنه السفر بالطائرة الى تركيا مع الاقامة بفندق لمدة ثلاث ليال مقابل حوالي 180 دينار ، في الوقت الذي يحتاج فيه نفس المبلغ او اكثر اذا اراد قضاء هذه الايام في العقبه على سبيل المثال. ولاشك ان التركيز على استقطاب الزوار العرب وخاصة من دول الخليج له اهميته بالاضافة للسياحة الخارجية من دول امريكا واروبا وباقي القارات . وهذا يتطلب بعض الاجراءات كالترويج السياحي في دول الخليج ودول العالم الاخرى من قبل هيئة تنشيط السياحة بشكل اكبر وتوفير المال اللازم لذلك. والاهتمام بالنقاط الحدودية للاردن . ولاشك ان السائح الخليجي ينفق داخل الاردن أكثر من السائح الاجنبي ، ولهذا يجب ان يجد كل التسهيلات اللازمة لراحته . ومن المعلوم ان هيئة تنشيط السياحة لها مكتب في دبي ، فلماذا لايكون لها مكاتب شبيهة في السعودية او الكويت اوغيرها من دول الخليج ، واذا تعذرذلك فيمكن تعيين مستشار سياحي في السفارة الاردنية في ذلك البلد.
يعلم الجميع ان بلدنا الاردن عبارة عن متحف طابعه التنوع ، حيث يوجد اكثر من 25 ألف موقع ومتحف أثري في الاردن ، وهذا يتطلب منا توفير الكوادر المؤهلة في قطاع السياحة ، حيث وصل فيه عدد العاملين في قطاع السياحة الآن حوالي 32 ألف وظيفة ، ولذلك فان الامر يستدعي العمل على تشجيع الاناث على الانخراط في العمل بالقطاع السياحي نظرا لنسبة العاملات حاليا الذي لايتعدى 10% من مجموع العاملين . علما ان قطاع الشباب من الذكور والاناث يشكل حوالي 70% من سكان المملكة . ويتطلب منا تشجيعهم على التخلص تدريجيا من ثقا فة العيب وتقبل العمل ببعض المهن المتخصصة بالخدمة السياحية مثل التدبير المنزلي Hous Keeping او في المطعم او في المطبخ ..الخ . وهذا التوجه لايتأتى الا بالتوعية السياحية والتشجيع عليها ابتداءا من المدرسة . فلا يعقل ان حوالى 50% من طلبة الجامعات الاردنية على سبيل المثال لايعرفون البتراء ، ناهيك عن باقي فئات الشعب بشكل عام ، فمعظم الناس لم يتح لهم زيارة البتراء أو حتى المواقع السياحية الاخرى ، مع ان البتراء احتلت المركز الثاني بعد سور الصين من عجائب الدنيا السبع وذلك في 7/7/2007 . فالبتراء هي أهم موقع جذب سياحي كما انها مركز حضاري ثقافي وانساني . فمنذ ان حصلت البتراء على هذا المركز عالميا ماذا قدمنا للبتراء لتكون على مستوى الحدث؟ فهل وفرنا المتطلبات اللازمة لاستقطاب الملايين من السياح في العالم لزيارتها وهل البنية التحتية مكتملة؟ وهل التسويق لها على المستوى المطلوب؟ وهل اوجدنا برامج توعية Awareness Programs لسكان المنطقة على الاقل؟.
يجب ان تكون من اهداف الاستراتيجية السياحية في الاردن هي التوعية لدى المواطن وتعميق الثقافة السياحية والحفاظ على الارث الحضاري من موارد أثرية وتراثية ؛ كذلك تطوير الموارد البشرية من خلال الاستثمار الأمثل للطاقات المتاحة ووضع البرامج التدريبية المتخصصة واعادة التأهيل الوظيفي والمشاركة برامج التوعية والتثقيف السياحي . وحتى الباصات السياحية تعتبر عنصرا مهما من عناصر الصناعة السياحية ، ولاننسى السياحة العلاجية في الاردن التي اصبحت نقطة جذب هامة على الصعيد الاقليمي والدولي .
ان الترويج السياحي يتطلب العديد من الاجراءات ، فهيئة تنشيط السياحة تؤدي عملها ضمن الميزانية المتاحة لها. ولكنها لاتستطيع توفير موظفين تابعين لها في كل اقطار العالم . وربما تحتاج بعض السفارات الاردنية لايجاد مستشار سياحي خاصة في الدول التي يحتاج الامر لاستقطاب السواح من تلك الدول .
تدل المؤشرات ان الاستراتيجية السياحية الاردنية تعتمد تطوير الصناعة السياحية من خلال نهج متكامل يشمل التسهيلات الحكومية والاستثمار والشراكة بين القطاعين العام والخاص. وتعتمد الاستراتيجية على أربعة ركائز هي: التسويق السياحي والتنافسية وتطوير المنتج السياحي وتطوير الموارد البشرية وتحسين الاطار المؤسسي والتنظيمي.