امراء يتنافسون على مناصب دولية

الامير علي بن الحسين يخوض المنافسة في ثاني مواجهة مع قطر .
اعلن الامير علي بن الحسين رسميا الترشح لمنصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لرياضة كرة القدم "الفيفا" عن قارة آسيا. ويخوض الامير علي هذه التجربة للمرة الاولى مستندا على سنوات من العمل التطوعي من اجل الارتقاء باللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم. ومن خلال موقعه كرئيس لاتحاد كرة القدم الاردني راكم خبرة ومعرفة وبنى شبكة من العلاقات في الساحة الرياضية الدولية, ونجح في تأسيس اتحاد لدول غرب آسيا صار له حضور على الخارطة الرياضية.
الامير علي يخوض المنافسة في مواجهة مرشحين اقوياء من بينهم شخصية رياضة يابانية مرموقة وتتمتع بنفوذ مالي كبير. ولا يخفى على احد ان في مثل هذه المنافسات يلعب المال دورا حاسما في معظم الاحيان خاصة عندما تكون الاطراف المعنية تمثل دولا فقيرة في آسيا وافريقيا. وسبق لمرشحين عرب في المجال الرياضي ان حسموا المنافسة لصالحهم بهذا الاسلوب.
الامير علي ليس اول هاشمي ينافس على منصب اممي سواء أكان في مجال الرياضة ام غيره. فمن قبله خاض الامير زيد بن رعد مندوب الاردن في الامم المتحدة والسفير السابق في واشنطن المنافسة على ارفع منصب دولي وهو موقع الامين العام للامم المتحدة. الظروف لم تكن ملائمة في ذلك الوقت لمثل هذه المنافسة ولم يكن بمقدور الدبلوماسية الاردنية ان توفر للأمير الشاب اسباب النجاح ولذلك خسر المعركة بفارق كبير لصالح "بان كي مون". وجرى في حينه تبادل للاتهامات مع دولة عربية "قطر" عضو في مجلس الامن بالمسؤولية عن عدم دعم مرشح بالاجماع العربي.
منافسة مشابهة ولكن في حقل الرياضة خاضها قبل سنة تقريبا الامير فيصل بن الحسين وكانت على منصب نائب رئيس اتحاد رياضة السيارات, غير ان التحالف الذي انضم اليه الامير لم يوفق بالنجاح.
الجميع في الاردن يريد للامير علي ان يفوز في المنصب لانه يستحق هذا الفوز شخصيا, كما ان وجوده في هذا الموقع سينعكس بشكل ايجابي على حضور الاردن في الساحة الدولية, وعلى لعبة كرة القدم في الاردن. ويأمل الجميع ان لا يخسر المعركة الانتخابية كما خسرها امراء من قبل.
الظروف المحيطة بالمنافسة التي ستحسم في السادس من كانون الثاني المقبل معقدة للغاية, ليس لجهة المنافسين فحسب, وانما لمكانها ايضا. فالاقتراع للوفود الاسيوية سيجرى كما هو معروف في قطر وعلى هامش بطولة اسيوية. ولا يغيب عن بال احد ان قطر عاتبة على الاردن لموقفه من مرشحها الذي فاز بمنصب متقدم في الفيفا محمد بن همام. يضاف الى ذلك اجواء التوتر التي تخيم على علاقات البلدين بعد اتهامات "الجزيرة" للاردن بالتشويش على بثها لمباريات "المونديال".
بمعنى آخر هناك ارث من الخلافات في الميدان الرياضي بين البلدين الى جانب الخلافات السياسية. والمفارقة ان اسم قطر سيرتبط للمرة الثانية بترشيح امير هاشمي لمنصب دولي.
ويعتقد المراقبون ان قطر كبلد مضيف سيكون لها بصمة على نتيجة التصويت, وستسعى الى دعم المرشح المنافس للأمير علي للثأر من الاردن على موقفه من مرشحها "للفيفا".
هذه الاعتبارات ينبغي مراعاتها قبل الاقدام على خوض المعركة لتجنب الخسارة في ظروف غير مواتية وقياس مدى التأثير القطري على اصطفافات الوفود الاسيوية وبذلك يحفظ الامير رصيده في الساحة الرياضية العالمية. (العرب اليوم)