«جماعة الشورتات»... اخجلوا قليلا

تجدهم في المساجد، مصلون «بالشورتات «، ضرب من الهستيريا تصيب الاردنيين، ولربما هي طامة كبرى، حيث ان «جماعة الشورتات» بلا خجل ولا حياء يجولون في الشوارع العامة ويختمونها بالذهاب الى المساجد لاداء الصلاة.
 لبس « الشورت» في المجال العام للمدينة مظهر غريب بانطباع وتقدير الجميع، فـ»الشورت» لم يكن- يوما من الايام- اللباس العام للاردنيين، هستيريا وصلت الى اجساد الناس، والادهى بمظاهر هذا اللباس المثير للاستفزاز ان من يرتدونه يذهبون الى المساجد، يصلي « بالشورت «، ولربما أن ثمة ضرورة ملحة لينهر ويردع هؤلاء المتورطون بهكذا لباس من «جماعة الشورتات « حتى يتعظوا ويبتعدوا عن الاستفزاز السخيف والمبتذل لمشاعر الاخرين.
ظاهرة غريبة تتفشى في المجتمع ولا تبعث على الاطمئنان أبدا، عندما يكون الرجل مصدرا للتعري الفاحش والاثارة الغبية، حتى المرأة بميلها لكشف مفاتنها، فانها تذهب في بلاد العالم المتحرر بالغرب الى ارتداء ملابس أكثر حشومة ووقارا، ويقال بأن ذلك سرا طبيعيا وغرائزيا من أسرار انجذاب الرجال اليها.
هذا وهم من أوهام التحرر الكاذب والخداع والمزيف في مجتمعنا، وليس ثمة أخطر من التطاول على  الجسد واللباس، يمكن للرجل أن يرتدي الشورت على شاطىء البحر، على بركة السباحة، أثناء ممارسة الرياضة أو داخل المنزل، وفي أمكنة وأزمنة أخرى.
هذه الخطيئة تتحرك من المخ، فالمسألة لا تعني ببساطة لباسا غير مهضوم اجتماعيا وأخلاقيا، ولكنها مظهر عام يصيب قيم الرجولة لا الذكورة في مجتمعنا، صورة عامة ممنوعة ومنبوذة، والجميع يتفق عليها باختلاف العقائد ووجهات النظر، انها تمنح مجتمعنا بريقا واهنا ومضللا.
ظاهرة، يبدو أنها لا تتطابق إطلاقا مع قيمنا الاخلاقية والاجتماعية، هي تماثل بغرابتها مظاهر لباس العرب الافغان التي تغزو مجتمعنا، وترمز الى قيم سياسية واجتماعية وثقافية يراد إسقاطها على المجتمع، ولا تعبر عن حالات فردية مزاجية، بقدر ما هي محصنة بقوة تيار يحارب بلغة السلاح لفرض اتجاهات عقائده.
الجميع يرى بأن ظاهرة ارتداء الرجال الفاضح لـ «الشورت» مروعة ومشينة، وليس ثمة ما يبررها في مجتمعنا، علامات لانحراف قيمي للاخلاق المجتمعية، فلم يعد ممكنا السكوت عنها، كونها وصلت الى حد يفوق التوقعات.
رجال يرتدون شورت فوق الركبة بـ «اشبار»، لا يصلح ارتداؤها للسباحة أو الجلوس على بركة في فندق خمس نجوم، من المفروض أن يسأل اي رجل يتورط بهكذا لباس نفسه بخجل، بماذا يجيب أولاده الصغار ذكورا وإناثا عندما يسألونه ماذا ترتدي يا» بابا «؟ .
مظاهر اسقاطية وغريبة وطارئة، اول من يرفضها ويلقي بها في سلة المهملات « قانون التكيف الاجتماعي»، بل يشطبها ويقذفها نحو الهاوية، رغم أن بعضها محصن ومدعم بسلطة اعلامية تضلل  الرأي العام، وأخرى تسند بافكار واهمة وفاسدة تغزو المجتمع، وتتخلل الى اعماقه تحت ذريعة الحرية الفردية والتحرر الاجتماعي، وغيرها من عناوين الافساد الاخلاقي للمجتمع، وإغلاق مفهوم الحرية عند هكذا مظاهر مبتذلة.
هويتنا بمركبيها : الاجتماعي والاخلاقي، جعلت مسألة اللباس محورية، وتكاد تكون مقدسة اجتماعيا، ويبدو ذلك رفض المجتمع الانسلاخ عن الموروث الشعبي للباس، رجالا ونساء، ويؤرخ للباس في مجتمعنا الاردني بأن استوعب كل قيم ومظاهر اللباس لاقليات وأعراق أخرى دخلت بالمركب الاجتماعي الاردني بكل سلاسة وعفوية.

الدستور 2017-06-21