صواريخ تحمل رسائل سياسية

تم نشره الأحد 25 حزيران / يونيو 2017 12:45 صباحاً
صواريخ تحمل رسائل سياسية
احمد ذيبان

سؤال المليون، هل يتطلب هزيمة «داعش» كل هذه القوات الجوية والبرية والاستخبارية، التي تشارك فيها عشرات الدول ومئات المنظمات والميليشيات، التي تحتشد في سوريا ؟ بعيدا عن نظرية المؤامرة فان المنطق البسيط يقول أن عصابة كهذه، يمكن أن يطاردها لواء عسكري محترف بغطاء جوي ويقضي عليها خلال وقت قصير.

لم تكتف الدول المشاركة في محاربة داعش وفي مقدمتها أميركا وروسيا،على استخدام أحدث الطائرات المقاتلة ، بالاضافة الى وجود قوات برية ووحدات خاصة تقاتل على الارض ،لكن اللافت استخدام بعض الدول صواريخ بالستية تطلق من البحر والبر من مسافة مئات الكيلومترات ،كما فعلت روسيا وايران مؤخرا ، فيما يشبه استعراض قوة لايصال» رسائل سياسية « لأطرف أخرى ، فروسيا أطلقت قبل أيام ستة صواريخ مجنحة نوع «كاليبر» من سفن حربية في البحر المتوسط ،باتجاه مواقع داعش في ريف حماة ،حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية،وأشارت الى أنها أبلغت «القيادتين العسكريتين في تركيا وإسرائيل بإطلاق الصواريخ» لكنها لم تشر الى إبلاغ واشنطن ،التي تتواجد قواتها بكثافة في أجواء سورية وتمتلك قواعد وقوات عسكرية على الأرض،وهناك اتفاق بين الطرفين على تنسيق العمليات العسكرية بينهما.

ومن الواضح ان اطلاق روسيا الصواريخ من البحر لا يستهدف تدمير مواقع داعش ، بل إيصال رسالة الى واشنطن، بعد أيام من إسقاط الأخيرة طائرة للنظام السوري ،واحتجاج روسيا على ذلك وإعلانها وقف التنسيق مع الاميركيين.

وثمة تطور آخر مثير شهدته الحرب في سوريا يطرح المزيد من التساؤلات، ، ففي اليوم التالي من إسقاط أميركا طائرة للنظام ، أعلنت ايران أطلاق 6 صواريخ بالستية على منطقة دير الزور شمال شرق سوريا ، التي يسيطر عليها داعش. وبطبيعة الحال فان الحرس الثوري والعديد من المليشيات الطائفية الموالية ،تقاتل على الاراضي السورية، قادرة على تحقيق الاهداف الاساسية لايران وروسيا وهما اكبر الداعمين للنظام ! لكن إطلاق الصواريخ يحمل العديد من الرسائل، أولها كما ورد في بيان الحرس الثوري ، أنه يأتي ردا على الهجمات التي استهدفت طهران في 7 يونيو ، حيث سارعت طهران الى اتهام واشنطن والسعودية ، بدعم جماعات جهادية تنشط ضد ايران.

وما لم يتضمنه بيان الحرس ان اطلاق صواريخ عبرالحدود ، لاول مرة منذ انتهاء الحرب الايرانية العراقية يحمل رسائل مبطنة ، وهي قدرة طهران على تحدى الاميركيين، فصواريخها عبرت الاجواء العراقية دون استئذان ، في الوقت الذي تسيطر الطائرات الاميركية على الاجواء العراقية ، وتقوم يوميا بغارات ضد مواقع داعش في شمال غرب العراق ، لكن الطريف أنه في اليوم التالي لاطلاق الصواريخ الايرانية، قامت الطائرات الاميركية بإسقاط طائرة ايرانية بدون طيار، عندما اقتربت من الحدود العراقية السورية ! وهنا التزمت طهران الصمت ! وربما كان في ذهن القيادة الايرانية ضمن « سوق المزايدات» السياسية ، إيهام الرأي العام أنها قادرة على قصف اسرائيل بصواريخها، لكن رد تل ابيب جاء سريعا على لسان نتنياهو، الذي حذر طهران بقوله: «نحن نتابع تصرفاتهم وتصريحاتهم.. عندي رسالة واحدة لإيران: لا تهددوا إسرائيل».

ولان حزب الله يعتبر عمليا ميليشيا ايرانية في لبنان، فقد لوحت اسرائيل باستهدافه من خلال اتهامه بالقيام ب» استفزاز خطير» ، بتوسيع مراكز المراقبة التابعة له على الحدود، تحت ستار منظمة بيئية تدعى «أخضر بلا حدود»، وأرسلت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن.

فوضى لا حدود لها تشهدها سوريا ، ويبدو أن موسم الحصاد اقترب ،وكل يبحث عن حصة من «الكعكة» ، عنما تنتهي « أسطورة داعش» والشاهد أن مناطق شرق وجنوب سوريا تشهد نشاطا عسكريا متسارعا ، تشارك فيه قوات تابعة لجهات متعددة تتضارب في أهدافها. فبالاضافة الى الصواريخ الروسية والايرانية ،والنشاط الجوي الاميركي ودعم واشنطن للمليشيات الكردية ، أطلقت قوات الأسد والميليشيات المساندة له عمليات عسكرية شرق حماة وريف حلب ، فضلا عن محاولتها الاقتراب من الحدود العراقية ، بالتوازي مع وصول ميليشيات «الحشد الشعبي» المدعومة من ايران .

الراي 2017-06-25



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات