لا.. ليس ياسر عبدربه في مغامرته السياسية الجديدة

تم نشره الجمعة 15 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 12:32 صباحاً
لا.. ليس ياسر عبدربه في مغامرته السياسية الجديدة
ياسر الزعاترة


 
 

 

رغم أنه فصيله الذي انشق عن الجبهة الديمقراطية ذات يوم لا يمثل حتى واحدا في المئة من الجمهور الفلسطيني في الداخل (الأكيد أنه لا يساوي واحدا في الألف خارج فلسطين) ، إلا أن ياسر عبدربه عادة ما يتحدث كما لو كان ممثلا لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج.

يحدث ذلك لأن صاحبنا لا يتحدث باسم فصيل هامشي ، بل يتحدث بوصفه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وكم من مرة قال أعضاء فيها إنه كثيرا ما يطلق المواقف والتصريحات باسم اللجنة التنفيذية دون الرجوع إليها.

شخصيا ، أرى أن الرجل محق في ذلك ، فلماذا يرجع للجنة العتيدة ما دام يأخذ الإذن ممن يهيمن على المنظمة وحركة فتح والسلطة في آن ، أعني من الرئيس الفلسطيني؟ هل ثمة عاقل يعتقد أن مشاركة عبدربه في صياغة وثيقة جنيف كانت مبادرة منه شخصيا ، وتاليا الملحق الأمني للوثيقة ، والذي يبدو أخطر من الوثيقة ذاتها؟ لو كان الأمر كذلك لأقصي من منصبه ، فيما تؤكد سائر الدوائر الإسرائيلية والأمريكية أن السيد الرئيس كان على علم بكل مراحل صياغة الملحق الذي يصمم دولة "كاريكاتورية" ليس لها مثيل ، ومن شاء الحصول على مزيد من التوضيح فليدخل إلى موقع مبادرة جنيف على الإنترنت ليرى أية دولة يعدنا بها السيد عبدربه ومن يمنحونه الغطاء (شارك في الصياغة عدد كبير من قادة فتح تتوفر أسماؤهم وصورهم في موقع المبادرة).

لن تمر علينا تلك الخفة التي يتعامل بها عبد ربه مع قضية "يهودية إسرائيل" مثل قوله ليعترفوا لنا بحدود دولتنا بما فيها القدس الشرقية ، وليسموا دولتهم صينية بعد ذلك ، أو قول مسؤوله شيئا مشابها لقادة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ، فالأمر ليس بهذه البساطة ، وعندما يصر نتنياهو كل هذا الإصرار على أمر من هذا النوع ، فذلك يعكس أهميته الاستثنائية.

نعم ، الأمر ليس بهذه البساطة ، وقد قالوا لنا من قبل أيام أوسلو ، دعونا نجرب ، وإذ بنا أمام سلطة تقيد الشعب الفلسطيني باستحقاقات يصعب الفكاك منها ، والنتيجة أننا إزاء عدو يحسب خطواته جيدا ، ولا يمارس السياسة على طريقة أصحابنا ، ومن يتحالف معهم من عالم البزنس. أما نفي عبدربه لتصريحاته بعد الضجة حولها ، فليس ذا قيمة ، لأن صحيفة "هآرتس" لم تكن تؤلف عليه ، وهو يعلم تماما ذلك ، كما أن كل القادة الذين تحدثوا عن الأمر واستنكروا لم يكونوا يعانون من سوء الفهم أو سوء التقدير.

ردود الفعل الكبيرة على تصريحاته جاءت من رموز فلسطينية في الأراضي المحتلة عام 48 ، وبالطبع لأنهم يدركون خطورتها عليهم ، وعلى منظومة الصراع وروايته التاريخية برمتها ، كما يدركون تهديد الاعتراف بيهودية "إسرائيل" لوجودهم أيضا ، وهكذا يكون عبد ربه قد شطب حق العودة للاجئين (في وثيقة جنيف) ، وبعد ذلك تنازل عن السيادة وجزء كبير من الأرض (بما في ذلك جزء كبير من القدس الشرقية) في ملحقها الأمني (أعني ملحق الوثيقة) ، ثم واصل فعله البطولي بتهديد الوجود الفلسطيني في مناطق 48 ، وإن يكن على طريقة ليبرمان (تغيير الحدود وتبادل السكان).

أمثال هؤلاء ليسوا أمناء على القضية حتى لو حملوا كل ألقاب الدنيا ، مع أننا نعرف ويعرف وسوانا كيف اختطفت منظمة التحرير ، وكيف اختطفت حركة فتح أيضا بغطاء عربي ودولي ودعم إسرائيلي بعد قتل ياسر عرفات ، فيما ندرك أيضا أن منظمة لا تضم حركة حركة حماس والجهاد لا يمكن أن تكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، مع أنها اليوم لا تمثل حتى الفصائل المنضوية فيها بعد أن جرى تزوير إرادتها بالطرق المعروفة ، وإلا فهل يوافق أعضاء فتح على هذا الذي يجري؟ إذا كانوا يوافقون فتلك كارثة بالفعل ، وليس من حقهم تبعا لذلك التغني بالتاريخ القديم لأنه لم يعد تاريخهم ، بل تاريخ أناس آخرين.

نكتب عن تصريحات رعناء من هذا النوع ، ليس لأنها تمثل شخصا هامشيا في منظومة الفعل الشعبي ، بل لأنها تمثل منظومة قيادية تنطق باسم الشعب ، وتدعي تمثيله ، فيما الواقع أنها ليست كذلك لولا الدعم المتعدد الأطراف الذي أشرنا إليه. والنتيجة أن معركة شعبنا صعبة ومعقدة ، فهو مطالب بتحرير إرادته ومواجهة عدوه في آن ، وهي معركة سيكون له النصر فيها مهما طال الزمن وكثرت التضحيات. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات