أين انت يا أخ كارلوس ؟!

تم نشره الأحد 17 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 01:40 صباحاً
 أين انت يا أخ كارلوس ؟!
خالد محادين

المدينة نيوز – خاص - كتب: خالد محادين - : مثل غالبية المواطنين العرب الذين لم يسمعوا بقمة عربية انعقدت في مدينة سرت الليبية، ومثل هذه الغالبية التي لو سمعت لما أبدت أي اهتمام يمكن ان يقترب من اهتمامها بمهرجان غنائي تشارك فيه مطربات وراقصات من الدرجة الخامسة، استمعت الى بيان هذه القمة فشعرت بحزن وقرف وهوان هي أقل بكثير من حزن وقرف وهوان الذين حضروا والذين القوا كلماتهم والذين صفقوا لبعضهم البعض ومثل الذين تبادلوا القبلات وكأن احدا منهم يمتلك شجاعة في القول حتى يمتلك شجاعة في الموقف، ومع ان وزيرة الخارجية الامريكية لم تحضر اجتماعاتهم الا انها تركت امام كل واحد منهم تمثال القرود الثلاثة الهندية حيث يضع قرد كفيه امام عينيه، وحيث يسكر قرد اخر فمه بيده، وحيث يحشو القرد الثالث اصبعين في اذنيه، حتى لا يروا او يسمعوا او يتكلموا، ولهذا كانت نتائج القمة جبلا من المزاعم والاكاذيب والادعاءات التي تفيض مذلة وخجلا!!

مثل كل القمم العربية الكثيرة السابقة، بدأت باستقبال الضيوف وانتهت بتوديعهم لم يكن هناك مناقشات لاية قضية قومية مهمة، ولم يكن هناك مشاورات سرية او علنية، وكان نجم القمة موظفا مصريا يعمل (فراشا) في الخارجية المصرية اسمه عمرو موسى لا يختلف في قيمته وشأنه ودوره عن زميله الكوري الذي يداوم في مكتب الامين العام للامم المتحدة، ويتلقى الاوامر والنواهي من موظف صغير في خارجية واشنطن، ومثل كل القمم العربية- وان جاءت الاخيرة استثنائية- كان انعقادها ( في ظل هذه المرحلة الصعبة) وكأن الهدف من عقدها (مواجهة تآمر الاعداء) وقد اسفرت مثل سابقاتها عن لا شيء، وأمام هذا الامر شعرت بالحاجة الى مجموعة ارهابية تمثل الاقطار العربية، بحيث يكون ممثل لكل قطر عربي، وان توجه اليها دعوة قومية لاقتحام مدينة سرت الليبية، واختطاف وزراء الخارجية (العرب) ونقلهم واحتجازهم في اكثر ادغال افريقيا اشتباكا لشجره بحيث لا يستطيع وزير واحد منهم ان يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، وان يستمر الاختطاف والحجز حتى انتهاء المدة التي حددها اوباما للارهابي نتنياهو لتجميد الاستيطان شهرا او شهرين ثم استئنافه على كامل التراب العربي الفلسطيني حيث من المتوقع ان يتم الافراج عن اصحاب المعالي الذين سيرفضون العودة الى عواصمهم وينطلقون لبناء المعسكرات وتدريب الالاف ثم الانطلاق في كفاح مسلح يرفع الرأس وينزل الضغط ويهزم الهوان، ولا ادري ما اذا كان بينهم من يخرج بثوبه المرقط وباسم مستعار هو الجنرال جياب او الزعيم هوشي منه او الثائر فيديل كاسترو او الثوري تشي غيفارا، يطارد اعداءه ارضا وبحرا وجوا يقاتل ويفتك ويرفع اشارة النصر التي دفعنا وزراء الخارجية الاشاوس الى قطع ابهامنا وشاهدنا حتى لا نرفعها ونكتفي برفع راياتنا البيض كما نفعل منذ عقود تغيرنا خلالها كثيرا ولم يتغير زعماؤنا قليلا فهم رؤساء الى الابد ويطلبون القيادة من المهد الى اللحد وقبل ان يسلموا الروح يقدمون مفاتيح لاوطان لاكبر ابنائهم ليعرضها في المتاحف وللمهانة وللضرب وللتدمير وللبيع ايضا!

أدرك ان هؤلاء الوزراء سيعانون كثيرا، ستتجعلك بذلاتهم وتملأ البقع ربطات اعناقهم، ستستطيل اظافرهم وستتخ اسنانهم وانيابهم، سينامون بلا منامات حريرية، سيخعلون جواربهم لان روائحها الكريهة ملأت الغابة وكادت تطفى على روائح ضمائرهم، سيوزع الخاطفون المهام المختلفة على السادة الوزراء، فيكون عليهم عريف للصف كل ربع ساعة، يمنعهم من كثرة الحركة ويسجل اسم كثير الخطابات، ولن يتمكنوا من حلاقة ذقونهم كما كانوا يحلقون للامة في كل لقاء وعند اطلاق التصريحات، لن يكون معهم مستشاروهم ولا مدراء مكاتبهم ولا سكرتيراتهم ولا شوفيريوهم، وستنفذ لفافات تبغهم وسيجاراتهم، سيشكون كثيرا من خشونة فرشاتهم وخشونة الحفتهم، واتمنى لو احصل على صورهم في اليوم الاخير من احتجازهم، لاستمتع بشحوبها واصفرارها وجفاف المياه في جباههم، ولو استشارني المختطفون لاشرت عليهم الا يختطفوا وزير خارجية جزر القمر الذي ورئيسه يأتون الى المؤتمرات بالدرجات السياحية وليس لهم سكرتيرات او مدراء مكاتب او حرس وترى انتماءهم الوطني والقومي في عيونهم وفي كلماتهم وفي حزنهم.

كل هذا الامل سينتهي بخيبة، ولو كنت اعرف هاتف الاخ كارلوس وهم يقيم في سجن فرنسي لبعثت له رسالة مشفرة اقول فيها- ماذا لو فعلتها مرة اخرى، فالمرة الاولى تمت في فينا واستهدفت بها وزراء النفط وما تزال تحتفظ بدويها وتميزها وكيف مكنت الامة ولو لمرة واحدة من اذلال مسؤوليها وانزال الرعب في قلوبهم واصابتهم بالعقم!! ( بالإتفاق والتزامن مع الخندق ) .

كارلوس

الزميل خالد محادين



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات