الرئيس التنفيذي لمبادرة إدامة يؤكد ضرورة تعزيز الطاقة المتجددة

المدينة نيوز -  أكد الرئيس التنفيذي لمبادرة إدامة ناصر المجالي ضرورة حشد الجهود لتعزيز استخدامات الطاقة المتجددة في ضوء شح موارد الطاقة التقليدية وما تستنزفه من مبالغ مالية كبرى من ميزانية الدولة.

وقال لـ (بترا) إن نسبة ما يتم صرفه على الطاقة التقليدية من ميزانية الدولة تتراوح بين 20 - 22 بالمئة يستخدم منها 14 بالمئة لضخ المياه الأمر الذي يستدعي الإسراع في توفير مصادر بديلة للطاقة.

وتشكل الطاقة الكهربائية المستوردة 97 بالمئة من مجموع الطاقة المستخدمة في المملكة بينما ينتج الأردن 3 بالمئة فقط .

وتحدث المجالي عن المشروعات التي يتم العمل عليها من قبل القطاعين العام والخاص المتعلقة بالطاقة المتجددة في الأردن التي من شأنها تحقيق الإستراتيجية الوطنية للطاقة واستقطاب الاستثمارات العالمية.

وتهدف الإستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة إلى زيادة نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الكلي لتصل إلى 7 بالمئة في العام 2015 و 10 بالمئة في العام 2020 من خلال تنفيذ مشروعات لتوليد الطاقة الكهربائية عبر استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتوسع في استخدامات وتطبيقات السخانات الشمسية.

وتحدث كذلك عن مبادرة إدامة التي أطلقت خلال العام الماضي كمبادرة وطنية تجمع ممثلين عن القطاعين العام والخاص تهدف إلى زيادة حجم سوق الطاقة والمياه والبيئة وتوفير كفاءات أردنية في مجال الطاقة المتجددة وامكانية تصديرها للخارج.

وأشار إلى أن مشروع مركز التدريب المهني للطاقة المتجددة المزمع تنفيذه بمشاركة مبادرة إدامة يسهم في توفير كفاءات أردنية متميزة تستطيع تلبية سوق العمل المحلي والخارجي في مجالات الطاقة المتجددة الذي يوفر آلاف الوظائف.

وأكد المجالي ان التجربة الأردنية في إيجاد مصادر بديلة للطاقة الكهربائية تسعى إلى توفير طاقة كهربائية بنسبة تتراوح بين 5ر3 - 4 بالمئة من احتياجات الطاقة الكهربائية الكلية في الأردن.

ومن المشروعات التي يجري العمل على إنجازها وتبلغ قيمة كل منها 400 مليون دولار بسعة 100ميجا واط مشروع شمس معان الذي بدأ العمل به منذ ثلاثة أشهر ويستخدم تكنولوجيا كهروفوتوضوئية ومشروع آخر لشركة ميلينيوم الذي يعمل على تحويل الحرارة الضوئية إلى طاقة تولد الكهرباء ومشروع مجموعة بدر الذي يستخدم الطاقة الشمسية المركزة.

وتتعلق مشروعات الطاقة البديلة الأخرى باستخدام طاقة الرياح في مشروع الكمشة بسعة 39 ميجا واط ومشروع الفجيج بسعة80-90 ميجا واط مع إمكانية زيادة سعة هذه المشروعات لتلبي جزء أكبر من احتياجات المملكة الكهربائية البالغة 2600 ميجا واط من الطاقة القابلة لزيادة السنوية نسبتها 5ر7 بالمئة وفقا للمجالي.

وبين أن استخدامات الطاقة الكهربائية في الأردن زادت خلال العام الحالي الى15 بالمئة نتيجة تعرض البلاد لموجة الحر الأخيرة التي تطلبت استخدام المزيد من أجهزة التبريد والتكييف.

ولفت المجالي إلى أهمية وعي المجتمع بشكل عام بالطاقة المتجددة بما فيها الطاقة الشمسية المستخدمة في تسخين المياه واستخدامها في التدفئة مشيرا إلى أن نسبة استخدامها بقيت محدودة رغم انتشارها في الأسواق وما توفره من فاتورة الطاقة على الأفراد والدولة بشكل عام.

ووفقا لدائرة الإحصاءات العامة تبلغ نسبة الأسر التي تستخدم الطاقة الشمسية12 بالمئة من المجموع الكلي للأسر وتبلغ المساحة الكلية للسخانات الشمسية المستخدمة 500 ألف متر مكعب.

وتعمل المبادرة والجمعية المنبثقة عنها تحت ذات الاسم على تعميم الثقافة البيئية وترشيد استهلاك المياه ورفع نسبة استخدام السخانات الشمسية لتصل إلى 60 بالمئة من خلال عمل برامج تثقيفية وتوعوية مختلفة.

وتجري المبادرة التي تعد التجربة الأولى من نوعها في الأردن اتصالاتها الدولية مع الجهات المانحة والمتخصصة في مجالات الطاقة النظيفة والمياه والبيئة لتكون حلقة الوصل بين القطاعات المختلفة في سبيل التصدي لمختلف التحديات التي تواجه هذه القطاعات.

ولفت المجالي إلى أن المبادرة أبرمت اتفاقيات تعاون مع دول اوروبية لدعم مخططاتها في الأردن من خلال تقديم منح مادية وتدريبية لقطاعاتها المختلفة مشيرا إلى خطط مستقبلية تتعلق بعقد برامج تدريبية مع احدى الشركات الخاصة تتعلق بأمور المياه.

كما أبرمت المبادرة اتفاقية تعاون مع جمعية مهندسي الطاقة المتجددة في نيويورك التي تمتلك فروعا في مختلف أنحاء العالم لتدريب كفاءات أردنية في مجال استخدامات الطاقة التقليدية والاهتمام بالطاقة المتجددة وتم تخريج عدد من المدربين الأردنيين الذين تم اختيارهم وفق معايير عالية.

ومن ضمن الأنشطة الأخرى التي نفذتها المبادرة اخيرا التنسيق مع مدرسة هندية للطاقة البديلة لتدريب سيدات ممن تزيد أعمارهن على الخمسين على آلية استخدام الطاقة البديلة وكيفية تصليح المولدات، وتم اختيارسيدتان ليتم تأهيلهن في الهند كمهندسات للطاقة الكهروفوتوضوئية.

وساهمت مبادرة إدامة للطاقة والمياه والبيئة في إعداد قانون الطاقة المتجددة في الأردن الذي سيكون له الدور الكبير في استقطاب استثمارات الطاقة المتجددة في الأردن.

وأكد المجالي أهمية ايجاد بيئة تشريعية قادرة على تحويل الأردن إلى تربة خصبة لمشروعات الطاقة المتجددة والمياه والمشروعات الخضراء.

وتعمل جمعية إدامة على مساعدة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة المتعلقة بأمور الطاقة والبيئة والمياه من خلال توفير الدعم المالي والفني من الجهات التي وقعت معها مذكرات تفاهم لدعم هذه القطاعات وتوفر حاضنات الأعمال لهذه المشاريع.

وقال المجالي انه يجري العمل حاليا على إطلاق مشروع إدامة الجامعات للتوعية بأمور الطاقة والمياه والبيئة؛ لخلق جيل قادر على تحقيق الخطة الخضراء والوصول برؤية الأردن الإستراتيجية إلى مختلف الشرائح الاجتماعية.(بترا)