المالكي رئيساً ولا حكومة ائتلاف وطني!

فتح د. علاوي النار على اللاعبين: الأميركي والإيراني معاً. والظاهر أنه لم يعد يأمل بتشكيل الوزارة، وتأكد له، ولو متأخراً، أن هناك موافقة أميركية – إيرانية على خصمه المالكي!!.
لقد رفض د. علاوي من الناحية المبدئية زيارة طهران، وسمى هذه الزيارة استجداء منصب رئاسة الوزراء، فقد أرسل مساعدين ومؤازرين له إلى طهران.. وهو مستعد لأن يذهب شخصياً، شرط وجود عرب أو مسلمين معه!!.
أما الكلام عن الأميركيين فقد كان حاداً، وشاملاً فمن غير أميركا قارفت هذه الفظائع في العراق.. من حل الجيش، وحل الأمن، وحل الإدارة وتفكيك الدولة العراقية؟. ومن وضع العراقيين في طريق المحاصصة الطائفية والعنصرية؟!. ومن هو المسؤول عن قتل 77 ألفاً خلال السنوات الخمس الماضية؟!.
... واضح أن كلام د. علاوي هو «ضربة مقفي» كما يقول الفلاح، ومن يكون بهذه الصراحة والجرأة لا يمكن أن يصل إلى رضى اللاعب الإقليمي الأقدر (إيران) أو اللاعب الدولي الأقدر (أميركا). فهل قرر علاوي الذهاب إلى المعارضة.. بهذا الحجم النيابي الأكبر؟!. وماذا سيكون موقف حلفائه المجلس الأعلى وحزب الفضيلة؟؟.
بزيارة المالكي لدمشق، وصل علاوي إلى الخلاصة الحادة، فالعلاقات التي كانت متوترة مع المالكي تمت فكفكتها بجهد إيراني.. وخرج علاوي من المولد «دون حمص»، فلم يبق معارضاً للمالكي سوى السعودية، والنفوذ السعودي في الخليج.. وهذا تضمنه واشنطن.. مع عدم حاجة المالكي أو عدم قناعة الرياض باستقباله. فالرجل مستعد للذهاب إلى آخر الدنيا للبقاء في منصب رئاسة الوزراء!!.
لقد كنا نتصوّر أن د. علاوي الذي تنازل صراحة عن تشكيل الوزارة، شرط أن يشكلها آخر من الدعوة أو من المجلس الأعلى (الحكيم)، وقبل مبدأ تأليف وزارة وحدة وطنية تضم كافة الأطياف. ويبدو أن الظروف تجمعت لايصال المالكي إلى الرئاسة بتفاهم أميركي – إيراني. وتفاهم المالكي والأكراد، وقد فهمنا أنه من الصعب الآن تأليف حكومة ائتلاف وطني تضم كل الأطياف!. (الراي)