انتهاء المرحلة الثانية من أعمال ترميم مسجد القسطل الأثري في عمّان
المدينة نيوز :- أنهت دائرة الآثار العامة المرحلة الثانية من أعمال الصيانة والترميم وإعادة التأهيل لمسجد القسطل الأثري، حيث تأتي هذه الأعمال ضمن خطة عمل معدّة مسبقاً لترميم وإعادة تأهيل هذا الصرح الإسلامي الهام، وذلك بعد إعتماد هذا المشروع كأحد المشاريع الوطنية التي تنفذها الدائرة ضمن رسالتها في الحفاظ على الموروث الحضاري الوطني.
واكد مدير عام الدائرة الدكتور منذر جمحاوي بأن الإنتهاء من هذه المرحلة من أعمال الترميم وإعادة التأهيل قد جعلت هذا المسجد جاهزاً لاستقبال الزوار والمصلين سواءّ من أبناء المجتمع المحلي أو من الزوار المهتمين بزيارة المواقع الدينية والأثرية، خاصةً وأن هذا المسجد يقع على طريق الحج الذي يقصده مئآت الآلاف من الحجاج والمعتمرين سنوياً.
واضاف ان هذه المرحلة قد اشتملت على ترميم الجدارين الشمالي والشرقي لساحة المسجد وذلك بعدما تم الإنتهاء من عملية الترميم وإعادة البناء للجدار الغربي في المرحلة الأولى، كما اشتملت هذه المرحلة أيضاً على تسوية ساحة المسجد وفرشها بالحصى وتفصيل باب خشبي بشكل تراثي للمسجد وتركيب وحدات إنارة داخلية وخارجية للمسجد وساحته بشكل يتواءم مع طبيعته الأثرية، كما كان لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية مساهمة فاعلة بتأمين السجاد وأجهزة الصوت اللآزمة بالإضافة إلى قيامها بتعيين إمام وخادم للمسجد.
ولفت إلى أن كافة أعمال الترميم وإعادة التأهيل تتم من خلال المختصين والفنيين من كوادر الدائرة بإشراف أحمد لاش، وأن المرحلة الثالثة من أعمال الترميم سوف يتم تنفيذها خلال شهري أيلول وتشرين الأول القادمين والتي ستشمل ترميم أجزاء من الجدار الشرقي للمسجد وتكحيل الواجهة الشمالية له.
وبين أن عملية ترميم و إعادة تأهيل مسجد القسطل الأثري تأتي تزامناً مع إعلان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) مدينة عمان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017 مؤكداً غنى عمّان بالمواقع الأثرية الشاهدة على الرقي الحضاري الذي تميزت به الحضارة العربية الإسلامية. يذكر أن موقع القسطل يقع إلى الجنوب من العاصمة عمان على الطريق الدولي المؤدي إلى مطار الملكة علياء الدولي، ويشكل هذا الموقع تحفة معمارية تُظهر ما توصلت اليه الحضارة العربية الإسلامية المبكرة من تطور ورقي حضاري، يعود تاريخ بناء هذا الموقع إلى الفترة الأموية 662-749 ميلادي.
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن هذا الموقع قد بني في فترة الخليفة عبد الملك بن مروان إلا أنه من المرجّح أنه قد بٌني في فترة الخليفة يزيد بن عبدالملك وهو الذي قال فيه الشاعر: سقى الله حياً بالموقر دارهم إلى قسطل البلقاء ذات المحارب، وأهم ما يميّز هذا الموقع مئذنة مسجده الدائرية التي بنيت على قاعدة مربعة الشكل والتي تعتبر أقدم مئذنة في العالم الإسلامي ما زالت قائمة حتى اليوم، مما يضيف إلى موقع القسطل ميّزة إضافية يمتاز بها عن باقي المواقع الإسلامية.بترا