الشهداء فلسطينيون وكـذلك «الـقـتـلـى»!

تم نشره الإثنين 17 تمّوز / يوليو 2017 12:47 صباحاً
الشهداء فلسطينيون وكـذلك «الـقـتـلـى»!
صالح القلاب

لعلها مأساة وإحدى مصائب الشعب الفلسطيني أن يكون شهداء عملية القدس الأخيرة ثلاثة من الفلسطينيين من مدينة أم الفحم المحتلة منذ عام 1948 وأنَّ قتيلي الشرطة الإسرائيلية هما أيضاً من ما يسمى :»عرب ثمانية وأربعين» من الأقلية الدرزية التي لا يستطيع أيٌّ كان إنكار دورها الوطني والقومي إن في فلسطين وإن في الجولان وإن في سورية كلها وإن في لبنان والأردن أيضاً.

ربما أن هناك من لا يعرف أن المناضل والشاعر الفلسطيني المبدع الكبير سميح القاسم ينتمي إلى هذه الطائفة الكريمة وأن والده قبل أن يعود إلى فلسطين كان جندياًّ في الجيش العربي «الأردني» ثم وربما أيضاً أن هناك من لا يعرف أن أول رئيس للوزراء للدولة الأردنية التي كانت قد تشكلت حديثاً هو الكفاءة القومية والإدارية رشيد طليع وأن هذه الطائفة العربية والعروبية قد أنجبت المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش وأنجبت شبلي العيسمي وأنها أنجبت أيضاً كمال جنبلاط والامير مجيد أرسلان ورعيلاً من المناضلين والمجاهدين إنْ في لبنان وإن في سورية وإن في فلسطين وإن في الأردن.

إنَّ مشكلة الطائفة الدرزية في الجزء الذي أحتل من فلسطين في عام 1948 هي أن الإسرائيليين قد فرضوا على أبنائها «التجنيد الإجباري» مثلهم مثل اليهود الذين جرت لملمتهم من شتى أصقاع الدنيا ومن أربع رياح الأرض وجيء بهم في مؤامرة عنوانها :»وعد بلفور» وإتفاقيات سايكس بيكو وتحويل الوطن العربي العظيم الكبير إلى هذه الـ «فسيفساء» التي مهما جرى دفاع البعض عنها فإنها تشكل طعنة تاريخية في الإحساس القومي وفي الوجدان العربي.

لنتصور كيف هو شعور أهلنا في الأرض المحتلة منذ عام 1948 وهم يرون ثلاثة من أبنائهم «يُزفون» كشهداء وسط زغاريد «نشميات» أم الفحم و»مهاهات» أمهاتهم وذلك في الوقت نفسه في حين أن إثنين من أبنائهم يدفنون تحت غطاء من رصاص البنادق الإسرائيلية التي شاركت في إطلاق رصاصها على هؤلاء الشهداء الثلاثة وعلى أهل القدس.. التي هي عربية وستبقى عربية وكما عادت عربية بعد إحتلال الفرنجة وبعد كل موجات الإحتلال التي تعاقبت على هذه البلاد المقدسة التي لن تكون وكلها إلا عربية.

وهكذا وفي النهاية فإنه لا بد من القول أنه لو كان القرار الفلسطيني واحداً وموحداً بالنسبة لمثل هذه الأمور فإن المؤكد أنه لما تم تنفيذ هذه العملية وفي القدس في هذا الوقت بالذات وحيث هناك مبعوثون أميركيون يتنقلون بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعياًّ لحلٍّ «مقبول»!! للقضية الفلسطينية كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد ألزم نفسه به.

الرأي    2017-07-17



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات