الأقصى إذ يفسد المزاج الصهيوني

تم نشره السبت 22nd تمّوز / يوليو 2017 12:47 صباحاً
الأقصى إذ يفسد المزاج الصهيوني

جاءت عملية الأقصى وما تلاها من إجراءات بحق المسجد المبارك لتفسد أجواء الاستثمار الصهيوني للمرحلة البائسة التي تعيشها الأمة. 

ربما كان من الصعب الجزم بتغيّر سريع في أجواء المنطقة، وبالطبع لأن الجهود المبذولة لمنع انفجار الوضع ليست بسيطة بحال، لكن ما يجري أكد من جديد أن أحلام الصهاينة فيما يتعلق بنهاية الصراع، وبخاصة فيما يتعلق بالقدس والأقصى ليست سوى أوهام، إذ أن الشعب الفلسطيني، ومن ورائه أمة من مليار ونصف المليار لن تقبل بحال أن يُشطب المسجد لصالح الهيكل.

أمس الجمعة، ترددت أصداء الأقصى في ملايين المساجد على امتداد الأرض، وليس في الدول العربية والإسلامية وحسب، كما تردد في فعاليات شعبية كثيرة هنا وهناك، ما يؤكد أن الصراع على هذه الأرض، ولأجل هذه المقدسات لن ينتهي كما يريده الصهاينة، وإن بلعبة تدريجية لا أحد ينكر ذكاءها.

الذي لا شك فيه هو أن الصهاينة قد بالغوا في أحلامهم هذه الأيام في ظل الحريق الذي أشعله خامنئي والثورة المضادة العربية ردا على مسيرة ربيع كان سيغير موازين القوى في عموم المنطقة لصالح شعوب لا تعترف للغزاة بأي شبر من فلسطين، وكان يمكن أن تحرمهم من إنجازات حققوها خلال عقود من تطبيع الوضع الدولي والعربي والإسلامي على واقع الاحتلال.

وجاء وصول ترامب إلى السلطة، وخطابه الأكثر حميمية حيال الكيان في تاريخ الولايات المتحدة، مع تمدد صهيوني نحو مواقع كثيرة في هذا العالم، بما في ذلك قوىً كبرى كروسيا والهند والصين.. جاء ليعزز من أحلامهم تلك، وصولا إلى الأمل بشطب الصراع، وتحويله إلى مجرد نزاع على هامش الاهتمامات الدولية، بل والعربية والإسلامية الرسمية أيضا.

كل ذلك هو ما دفع الصهاينة، إلى التحركات التي نتابعها لمنع التصعيد في المسجد الأقصى، وصولا إلى انفجار جديد كذلك الذي تابعه العالم أجمع إثر زيارة شارون للأقصى، واندلاع انتفاضة الأقصى نهاية أيلول من العام 2000.

لعل ذلك هو ما يفسر موقف السلطة البائس مما يجري، فهي معنية بمنع تصعيد الانتفاضة، في ذات الوقت الذي أصاب الخجل مرجعيتها (أعني حركة فتح) التي لم تغب عن دعوات التصعيد ضد إجراءات الاحتلال، وكذلك المشاركة فيها، خشية حسبان مواقف السلطة عليها، مع أن الأمر سيبقى كذلك، ما دامت تمنح الشرعية لتلك السلطة وسياساتها على كل صعيد.

قد تنتهي هذه الجولة من الصراع حول الأقصى بتسوية ما، تعيد الوضع إلى ما كان عليه في ظل حرص أطراف بلا حصر على ذلك، وقد تفشل اللعبة وتتصاعد الانتفاضة، لكن ما يعنينا هنا هو تأكيد ما جرى على أن أحلام الصهاينة العريضة لاستثمار أجواء المنطقة مع الوضع الدولي لن تغدو واقعا، ومشروع تصفية القضية بحلول مؤقتة وتطبيع واسع النطاق لن تنجح، حتى لو مرّ بعضها في مراحله الأولى، فعلى هذه الأرض شعب يثبت دائما أنه أهل للمواجهة، ومن حوله أمة تثبت مرة إثر مرة حيويتها في مواجهة الأعداء؛ بشتى تصنيفاتهم.

 

الدستور    2017-07-22


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات