مشاريع التصهين الجديدة

تم نشره الأحد 23rd تمّوز / يوليو 2017 12:52 صباحاً
مشاريع التصهين الجديدة
حازم عياد

فشل الكيان الصهيوني في فرض إرادته على الشعب الفلسطيني يوم الجمعة الفائت؛ فرغم الشعور الاولي بالارتياح لدى قادة الكيان في الساعات الاولى، الا انه سرعان ما تحول الى كارثة حقيقية خصوصا بعد متابعة ردود الفعل الشعبية في العالم العربي والاسلامي الذي بدأ بالتفاعل مع هذا الحدث عبر تظاهرات تعد في بداياتها الاولى لدعم الفلسطينيين في الاقصى، منذرة بتحركات اوسع تمتد على مساحة اكبر في العالم الاسلامي.
فالتحركات الواسعة في العالم العربي والاسلامي تمثل بداية لتحركات اوسع، معيدة للقدس وللصراع مع الكيان الصهيوني مكانته الصحيحة في معادلة الصراع الاقليمية والدولية، ومحرجة حلفاءه من المتصهينين والمطبعين الجدد الذي اندفعوا على غير هدى للتحالف مع الكيان في السر والعلن لتحقيق مشاريعهم الصغيرة.
المواجهة في الاقصى سرعان ما اتخذت منحى اكثر خطورة بهجمات على المستوطنات اودت بحياة ثلاثة من الصهاينة المحتلين المستعمرين للارض الفلسطينية، وهي ضربة موجعة اثبتت ان الكيان غير قادر على خوض المواجهة وغير قادر على حماية نفسه فكيف له ان يقدم الحماية للمتصهينين والمطبعين او ان يساعدهم في تحقيق طموحاتهم الصغيرة.
ما حدث يوم الجمعة مثل ضربة قوية للمطبعين الجدد ولظاهرة التصهين ومشروعه، خصوصا لدى نخب مزورة باتت تمثل تهديدا للاستقرار في المنطقة العربية، كما تمثل ذروة الاختراق الصهيوني في العالم العربي. في المقابل فإن عمليات التعبئة على مدى السنوات الثلاث الماضية بدأت تؤتي أوكلها في فلسطين، مهددة بتغيير معادلة الصراع بالكامل؛ إذ استخدمت كافة الادوات المطورة خلال السنوات الثلاث الماضية، واصبحت حاضرة ودفعة واحدة في مواجهات الامس.
الخسائر الاولية للكيان الصهيوني ليست مبشرة؛ فهي تمثل الدافع الحقيقي للمعركة باستعراض قدرته على فرض ارادته، وتمرير سياسته، مختبرا قوته وقوة تحالفاته الجديدة القديمة مع المتصهينين، لتثبت وعلى حين غرة ان ما ظن انها عناصر قوة تحولت الى عناصر ضعف وثغرة مدمرة؛ فمعركة القدس ادخلت الكيان في حرج كبير، واثبتت محدودية قدراته وامكاناته الفعلية، وعدم قدرته على الايفاء بوعوده للمتصهينين.
أما الخسارة الكبرى فستكون بإعادة توجيه بوصلة الصراع نحو الاراضي الفلسطينية والاقصى لتنطلق جولة جديدة من الصراع في وقت ظن فيها انه يملك القدرة على فرض ارادته، ليجد نفسه عالقا في عنق الزجاجة، ومهددا في وجوده ومقولاته الاساسية؛ الامر الذي سيدفع الكيان الصهيوني الى مزيد من الجنون والاجراءات القمعية التي ستدمر البقية الباقية من قدراته على الردع والمواجهة، كما ستدمر تحالفاته واختراقاته العميقة داخل العالم العربي، وستنهي مشاريع التصهين الجديدة نهاية بائسة.

السبيل  2017-07-23



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات