الدين الجوع، والحرية!

تم نشره الأحد 23rd تمّوز / يوليو 2017 12:57 صباحاً
الدين الجوع، والحرية!
حلمي الأسمر

1-

في أكثر الظروف التي تمر بها الأمة حلكة، ينتفض الشارع العربي في موطنه والمهجر ويستنفر انتصارا للقدس، وقد كنا نظن أن هذا الشارع دخل في سبات أهل الكهف، فمنذ ثورات الربيع العربي لم نر مثل هذا الزخم الجماهيري والنزول إلى الشارع على هذا النحو، هذا ينفي مقولة أن الشعوب تموت، هي قد تهدأ، ولكنها تغلي بصمت، حتى إذا جاءت لحظة الانفجار التي لا يعرف موعدها أحد، بدأ المحللون والكتاب والراصدون في أجهزة الرصد والبحث، بالضرب في استعراض سيناريوهاتهم وتوقعاتهم!

-2-

في الغرف المغلقة، وخلف ستار كثيف من السرية، بدأ  كثير من أصحاب القرار في النظام العربي الرسمي بعقد اجتماعاتهم وإجراء اتصالاتهم، فهم مشغولون بما هو أهم من القدس والأقصى والشعوب وهمومها، ما يهمهم بالطبع أن تبقى تشخر في سباتها العميق على «الكنبة» ولديهم أجنداتهم الخاصة

-3-

لو تسنى للجمهور أن يطلع على ما يجري خلف الأبواب المغلقة لهاله الأمر، ولتفجر غضبا، ولكن «الإعلام» يتكفل بما يجب الإعلام والإعلان عنه، وما يجب التعتيم الكثيف عليه، إلى أن جاءت تلك العملية الفدائية التي قام بها ثلاثة «محمد جبارين» ليس لتلقي حجرا في البركة الآسنة الراكدة، بل لتخلط الأوراق، وتقلب الطاولة على رؤوس التآمر والتزاطؤ وعقد الصفقات والمكر بليل، وزاد من تفاقم الوضع المعالجة الأمنية الخشنة للاحتلال الصهيوني، المسكون بهاجس أنه هو صاحب القرار والحق في «تنظيم» أمور الأقصى الشريف، باعتباره جزءا من «عاصمته الموحدة!» وهي ليست كذلك، فما هي بعاصمة ولا موحدة، وهو ليست صاحب القرار الأوحد في تلك المساحة البالغة 144 دونما مع عشرات المباني و10 ملايين زائر في كل سنة، فثمة قلوب تحرس المكان، ورموش تذب عنها الذباب الأزرق، حتى وإن بدا أن عسكر الصهاينة هو الآمر الناهي، فما جرى يوم الجمعة العظيمة، وما سبقها، في القدس وعدد لا بأس به من عوام الأرض، يؤكد أن السيادة الحقيقية لتلك القلوب، وهي التي تقرر متى «تنبض» دفاعا عن قبلتها الأولى، وتحت آخر كلمتين ضعوا مليون خط أحمر، فما حرك جماهير العرب، ومن يناصرهم من العجم سواء من ابناء دينهم، أو المتعاطفين معهم، هو هذه القِبلة، ببعدها الإيماني الديني البحت، وثبت المرة تلو الأخرى أن هناك ثلاثة أمور جوهرية تحرك الجماهير، وتدفع بها إلى الشارع: الدين، الجوع، الحرية، وهي مرتبة حسب فاعليتها، ولهذا يتم تخدير الناس بإبر مهدئة في الموضوعات الثلاثة، حتى إذا فقدت هذه الإبر فاعليتها انتفض الشارع، وفاضت الطرقات بالغضبى!

-4-

سيتم على نحو أو آخر احتواء غضب الشارع، وقد تنجح هذه الجهود وقد لا، ولكن الأهم أن قلب الشارع لم يزل ينبض بالحياة، وإن كان قابلا للتخدير بعد، والمسألة في المحصلة مسألة وقت، وكل شيء سيتغير!

الدستور 2017-07-23



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات