الأردن : الصمت غير مريح!

تم نشره الخميس 21st تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 08:23 صباحاً
الأردن : الصمت غير مريح!
ماهر ابوطير

لم نسمع الرد الاردني الرسمي على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستعداده للتنازل عن المطالب التاريخية في فلسطين ، مقابل قيام دولة فلسطينية.

الاردن شريك اساسي في الحل النهائي ، لان هناك قضايا تمسه مباشرة ، من الرعاية الدينية للقدس ، مروراً بملف اللاجئين والنازحين ، وحق العودة والتعويض ، وصولا الى تعويضات الدولة ، وغير ذلك من قضايا.

ملايين الاردنيين من اصول فلسطينية لهم حقوق في الحل النهائي ، اقلها حق العودة ، فعلى اي اساس يدعي عباس انه مستعد للتنازل عن المطالب التاريخية ، وبأي حق يقفز عن التنسيق مع الاردن في هذا الشأن؟؟

السؤال المهم: ماهي خطة الاردن الاستراتيجية للتعامل مع هذا الوضع ، فشل كل شيئ يخص عملية السلام ، وبماذا يعّلق الاردن الرسمي على هكذا تصريحات ، خطيرة ، وجد خطيرة ؟.

الرئيس عباس هو الذي طبخ "اوسلو" التسعينات ، وهي "اوسلو" التي تسببت بغضب في عمان ، لانها جرت سراً ، وخرجت نتائجها بشكل مفاجئ ، انذاك.

مسؤول اردني يقول حين تسأله عن مدى الثقة بعباس وانه لن يمرر "اوسلو" جديدة ، على حساب الاردن وفلسطين ، يجيبك ان عمان واثقة لانها تتلقى معلومات مفصلة من الفلسطينين ومن اطراف عربية ودولية عما يجري.

برغم هذا الكلام الجميل سألنا قبل اسابيع وزير الخارجية عن ادوات الاردن لحفظ مصالحه تجاه مايجري ، ومصالح الناس ، وكان توقيت السؤال قبيل العودة للمفاوضات النهائية بأيام فقال كلاماً عاماً ، دون تحديد ادوات معينة ونافذة لمنع اي مساس بحقوق الناس.

يأتي الرئيس عباس دوماً الى عمان ، ويقيم فترات ويغادر ، ويضع الاردن بصورة مايريده من معلومات ، لكنه يخرج بشكل مباغت ليرسل رسائل خطيرة تمس حقوق الشعب الفلسطيني في العودة ، وحق الاردن تجاه مواطنين من مواطنيه.

يسّرب مسؤولون في السلطة ان اسرائيل في احسن الحالات سوف تسمح بعودة خمسة الاف فلسطيني الى فلسطين ، وفي حالات يقولون ان اكثر ماسيحصل عليه الفلسطينيون في العالم جوازات فلسطينية معترف بها رسميا ، تسمح لهم بحياة طبيعية دون العودة الى فلسطين.

يبقى السؤال:ماهي خطة الاردن الاستراتيجية للتعامل مع هكذا وضع وهو وضع ينذر بانفجارات مقبلة ، خصوصاً ، ألا حلول سلمية ، ولامفاوضات مباشرة وغير مباشرة ، ولااحد يريد مقاومة ، وكأن المنطقة كلها تنتظر الذي سوف يقرره نتنياهو.

اخطر مايمكن تصوره هو خروج صفقة الى العلن ، نباغت جميعا بنتائجها ، وهي مباغتة لن تنفع معها التأوهات والاهات.

المطالب التاريخية التي يستعد عباس للتنازل عنها ، مطالب تتعلق في زاوية من زواياها ، بحقوق لاردنيين من اصول فلسطينية ، وبحق الدولة الاردنية ، في حفظ حقوقهم ، وحفظ حقوقها هي ايضا ، ازاء معادلات كثيرة ، وحسابات كثيرة في الداخل الاردني.

تصريحات عباس الاخيرة ، دليل على ان الرجل يلعب وحيداً ، وعلى استعداد لتوليد "اوسلو" جديدة ، وسيكون من المذهل ان يفاجئ بها الاردن برغم ان له تجربة سابقة تفرض عليه ان يسأل عباس عن معنى كلامه ، واذا ماكان هناك شيئ في الخفاء يتم طبخه.

الصمت على كلام عباس صمت غير مريح ابداً. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات