في بيتنا خطر؟!

تم نشره الإثنين 24 تمّوز / يوليو 2017 02:03 صباحاً
في بيتنا خطر؟!
جميل النمري

كم كان مفزعا خبر الأمس. إقدام خادمة بنغالية على ذبح الطفل ذي الأربع سنوات وحسب الخبر ذهبت الخادمة بعد ذبح الطفل الى الأم في الغرفة المجاورة وهي مع الجدة لتطلب من الأم بدم بارد أن تذهب وتنظر فلذة كبدها. أي رعب يدبّ في قلب كل أم وأب لديهم أطفال وعاملة منزل؟!

يمكن افتراض أن لوثة أصابت عقل الخادمة، لكن هذه ليست أول حادثة وعلى الأقل نتذكر من فترات قريبة حوادث قتل مسنين لا حول لهم من عاملات منازل مسؤولات عن رعايتهم وليس قتلهم. أما عن حوادث الإساءة للأطفال وتعذيبهم ومنهم أطفال رضع فحدث ولا حرج، ومن حين لآخر نرى مشاهد تعذيب أطفال أخذت من كاميرات تحرق القلب، ولا ننسى أعمال النكاية والمناكفة والانتقام بوسائل مقززة. وباختصار فإن احتواء عاملة منزل بقدر ما يحل مشاكل عملية للأسر العاملة فهو يبقى همّا وكابوسا ثقيلا بعد أن تورطنا في هذا الوضع الذي لا نستطيع الخروج منه، فهل من حلّ؟!

ليس هناك حل شاف؛ لكن يمكن السير على طريق مواز لتقليص العمالة المنزلية الأجنبية تدريجيا، ومساعدة أسر تحب الاستغناء عن العاملة الأجنبية لكنها لا تستطيع المضي قدما بدون بديل، وهو عاملات محليات مؤهلات يعملن لساعات محددة تحت ولاية ومسؤولية شركة متخصصة تقوم بالإشراف على تأهيلهن وتوظيفهن ونقلهن، وأيضا إيوائهن اذا كن من مناطق بعيدة عن مكان العمل. إن الكلفة الاجمالية ستكون على كل حال أقل من الكلفة الإجمالية للعاملات الأجنبيات وأكثر ثقة وأمانا. ونحل مشاكل ألوف الأسر المستورة في مختلف المناطق.

كثير من العائلات لديها مسنون يحتاجون إلى مرافقة وعناية دائمة يضطرون بأي ثمن لاستقدام عاملة أجنبية، وهؤلاء على قلة إمكانياتهم يقعون ضحايا حاجتهم وقلة حيلتهم ويدفعون ثلاثة أو أربعة آلاف دينار فقط لاستقدام العاملة وراتبا شهريا يضاهي ويزيد على أجرة العاملات عندنا في السكرتاريا أو مصانع الألبسة، ثم تهرب الخادمة بعد شهرين، ولم تنجح الحكومة حتى الساعة في حل هذه المشكلة مع مكاتب استقدام العاملات، الذين يعودون لاستخدامهن بالمياومة أو يعملن باستقلال فيما يشبه المافيات.

ثمة عائلات غنية تستخدم عدة عاملات وعاملين في المنزل الواحد ولا يحبون ولا يثقون بالعمالة المحلية، لكن يجب حل مشكلة الفئات الوسطى والعائلات التي يعمل فيها الزوجان، ولننظر نموذج العاملات الأجنبيات اللواتي يعملن بالمياومة من دون نوم في البيت أو بالمشاهرة مع النوم، ألا يمكن تطبيق ذلك على العمالة المحلية؟!

إن الأوضاع الاقتصادية تتردى بالنسبة للفئات الأفقر والبطالة تتزايد بين النساء بصورة مخيفة وهناك الآلاف يشتغلن بمهن صعبة وبأجور مزرية، ويمكن لو توفرت القنوات المناسبة والمؤسسية أن يعملن في المنازل بأجور أفضل وبكل كرامة واعتزاز.

يمكن رد الفشل حتى الآن الى الثقافة الاجتماعية السائدة، لكن الثقافة والأحكام يمكن أن تتغير بفعل الحاجات والتلبية المناسبة لهذه الحاجات، وكما رأينا في ميادين أخرى يحدث التكيف ويصبح الأمر عاديا ومقبولا. وأنا على يقين لو ظهرت مبادرات جدّية ومؤسسية ناجحة فإن الأمر سيتقدم بسرعة وتصبح العمالة المحلية مفضلة بصورة واسعة.

لقد ظهرت مقترحات بما في ذلك إنشاء مؤسسة بمشاركة حكومية، وحسب علمي كان هناك مشاريع قطاع خاص لإنشاء شركات تتولى تدريب وتأهيل فتيات بصورة مهنية متقدمة للعمل كعاملات منازل أو مربيات أطفال، لكن شيئا لم ير النور حتى الآن، وبعد الحوادث الأخيرة أعتقد أن الوقت حان لمبادرة جديدة وجدّية لفتح هذا الطريق.

الغد    2017-07-24



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات