"ام احمد" تعيد انتاج مأكولات شعبية تراثية بنفحة من ماضي الجدات في "جرش"
المدينة نيوز:-تنهض "ام احمد" مع خيوط الشمس الاولى التي وشمت خطوطها نقوشا على صفحات وجهها ويديها، لتهدهد عجائن الحنطة والقمح المعشقة باطياب من ثرى الاردن، فتعيد إحياء منتجات غذائية واطعمة ومعجنات شعبية بنفحة من ماضي الجدات، بدعم من برنامج إرادة للمشروعات الصغيرة.
"ام أحمد" القادمة من قرية جفين في لواء الكورة والتي تتموضع ومنتجاتها الغذائية الشعبية في ركن مطل على ساحة الاعمدة الرئيسة ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الــ32، تستذكر تلك الايام التي كانت تخبز فيها الجدات انواعا مختلفة من الفطائر المنكهة بنباتات عطرية تجملت فيها ارياف وبوادي الاردن الذي دأب اهله في زمن تليد، على توظيفها في مأكلهم ودوائهم، واشتاقت لها اجيال تعاصر الحاضر، لتأخذ على عاتقها استحضار ذلك الزمن من خلال مشروع صغير بدعم "البرنامج" يسترجع بعضا من تراثنا الغذائي الاردني الذي يتوق له الكثير من الناس ويعبر عن ثراء ما يجود به الوطن ويعكس ملمحا من هويتنا الثقافية والتراثية.
تقول "ام احمد" التي حصلت عام 2012 على الدرع الاردني لأفضل مأكولات شعبية في مهرجان التراث الفلسطيني الذي اقيم في حدائق الحسين علاوة على شهادات تقديرية اخرى من وزارتي الزراعة والصناعة والتجارة ومعرض الكويت الدولي وغيرها، انه منذ انطلاقتها الاولى في مشروعها الصغير الذي تحمس لفكرته "البرنامج"، وضعت نصب عينيها ان تقوم بإنتاج مختلف المأكولات الاردنية التراثية بحسب المواصفات التي كانت الجدات تعمد اليها في ماضيات الايام، معشقة اياها بما طابت به الارض من نباتات وحبوب عطرية تستعيد بها عبقا اثيرا، وبما تحفل تلك المنتجات من فوائد صحية "افتقدناها، كونها تحوي زيت الزيتون البكر والعصفر وحبة البركة والزعتر الاخضر واليانسون والشومر"، في زحمة المأكولات الحديثة المستوردة التي ضاقت بما حملت من تأثيرات سلبية علاوة على تعزيز هوية المنتج الغذائي الشعبي الاردني.
لم يثن "ام احمد" التي فقدت احد ولديها في حادث سير مؤسف، وهو في طريقه اليها ذات "فعالية"، من ان تستمر في عطائها الذي لقي قبولا ورضا لدى كل من تعامل مع منتجاتها من المواطنين والزوار وضيوف الفعاليات والمهرجانات .
تؤكد لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان مشروعها هذا علاوة على استحسان ورضا "الزبائن" الذين يحضرهم الحنين ويرددون انها اعادت اليهم ذات مخيال صورة الجدات، ساهم بشكل وفير بدعم اسرتها ماديا وتعليم ولديها.
وتضيف "اعمل على تطوير منتجاتي الغذائية مستلهمة التراث"، و"من العجائن التي تستخدم لصناعة "اقراص العيد" اصنع فطائر بالبطاطا والجبنة والمسخن والكشكة وغيرها"، لتؤكد حضور "الرشوف" و"الزلابية" و"الكعاكيل" والمكمورة" و"الرشداية" و"المجدرة بمختلف انواعها" وفقا لعناصرها الاولية التي كانت سائدة فيما مضى من زمن وذلك ضمن ما تنتجه من مأكولات.
"ام احمد" التي دأبت على المشاركة في مختلف فعاليات صندوق اقراض المرأة والهيئات النسائية، تشجع جميع الفتيات والنساء خاصة في مناطق الارياف والبوادي على خوض هذا النوع من العمل بالإضافة الى صناعة المطرزات والاثواب، والذي يساهم في تمكينهن ودعم اسرهن اقتصاديا، وتعزيز خصوصية المنتج الشعبي الاردني وترويجه.